جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
يستمر على مدار 4 أشهر حتى 13 مارس 2026

بدور القاسمي تفتتح معرض "لاعب النرد: محمود درويش" في بيت الحكمة

14 نوفمبر 2025 / 5:18 PM
بدور القاسمي تفتتح معرض "لاعب النرد: محمود درويش" في بيت الحكمة
download-img
دشنت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، في "بيت الحكمة" بالشارقة، معرض "لاعب النرد: محمود درويش"، الذي يشكل رحلة فنية وثقافية تحتفي على مدار 4 أشهر بإرث الشاعر الفلسطيني الكبير، منذ جذوره الأولى في قرية البِرْوة وحتى حضوره الخالد في الذاكرة العربية والعالمية.

الشارقة 24:

افتتحت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، في "بيت الحكمة" بالشارقة، معرض "لاعب النرد: محمود درويش"، الذي يشكل رحلة فنية وثقافية تحتفي على مدار 4 أشهر بإرث الشاعر الفلسطيني الكبير، منذ جذوره الأولى في قرية البِرْوة وحتى حضوره الخالد في الذاكرة العربية والعالمية.

ويأخذ المعرض زواره عبر 6 أقسام مستلهمة من أوجه النرد الستة، ليكشف تنوع التجربة الشعرية والإنسانية لدرويش، ويوثق محطاته الإبداعية التي صاغت مسيرته الاستثنائية، مستمراً حتى 13 مارس 2026.

وكان في استقبال سموها لدى وصولها إلى بيت الحكمة سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب؛ وسعادة محمد أسعد، القنصل العام لدولة فلسطين في دبي؛ وسعادة محمد عبد الله، الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي؛ والشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير دائرة العلاقات الحكومية؛ والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون؛ وسعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)؛ ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة.

كما حضر مراسم الاستقبال كل من سعادة علياء بوغانم السويدي، مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة؛ وسعادة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة؛ وعامر الشوملي، المدير العام للمتحف الفلسطيني، وليلى عباس، مديرة مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله؛ وسعد عبد الهادي، عضو مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش؛ والفنان والموسيقار العالمي مارسيل خليفة؛ وعدد من الإعلاميين والشخصيات الثقافية البارزة.

امتداد للرؤية الثقافية للشارقة

أفادت مروة العقروبي: "نسعد بإطلاق معرض لاعب النرد: محمود درويش مساهمة من بيت الحكمة في الحفاظ على أثر الشعر حياً، بوصفه قوة فكرية وثقافية في بناء الوعي الإنساني، فقد قدم درويش نموذجاً فريداً للشاعر الذي حول تجربته الشخصية وتجربة شعبه إلى مرآة للوجود كما ينبغي أن يكون. وهذا المعرض لا يستعرض مسيرة درويش كشاعر فحسب، بل يستحضر وجدان أمة بأكملها، في صورة إنسان كتب من ألمه أملاً، ومن نفيه وطناً، ليظل صوته نبراساً يضيء دروب الحرية والكرامة عبر الأجيال".

من جهته، قال عامر الشوملي: "في إحدى الأمسيات جلست على بُعد مترين فقط من الشاعر محمود درويش، وكانت تجربة استثنائية شعرت خلالها وكأنني أراه وأسمعه للمرة الأولى. واليوم، أعاد إليّ هذا المعرض ذلك الإحساس العميق، لا بالقرب منه فحسب، بل بالاقتراب من عالمه الشعري الذي يتجاوز الزمن والمكان. فكل لوحة هنا تفتح نافذة على جوهر درويش، الإنسان والشاعر معاً. وأتوجه بخالص الشكر إلى سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وبيت الحكمة، وجميع من ساهم في إتاحة هذه المساحة التي تعيدنا إلى درويش لا كذكرى، بل كنبضٍ لا يزال حياً في وجداننا".

وأثناء حفل الافتتاح، قدم الفنان والموسيقار مارسيل خليفة فقرة فنية مميزة، صدح فيها بأشهر أعماله المستوحاة من قصائد درويش، منها "ريتا" عن قصيدة "ريتا والبندقية"، و"أمي" عن قصيدة "إلى أمي"، و"في البال أغنية" عن قصيدة تحمل الاسم نفسه، في أداء مميز أضفى على الكلمات نبضاً جديداً، كما استعاد خليفة ذكرياته مع محمود درويش، خاصةً تلحين قصيدة "يطير الحمام" التي طلبها منه الشاعر شخصياً، موضحاً أنه أكمل تلحينها بعد رحيله وأداها خلال مراسم تأبين درويش تكريماً لذكراه.

وكرمت سمو الشيخة بدور القاسمي الجهات التي ساهمت في تنظيم المعرض، تقديراً لدورهم في إبراز إرث محمود درويش ودعم المشهد الثقافي النابض لإمارة الشارقة، حيث جمع المعرض نخبة من المؤسسات الثقافية الشريكة، وهي المتحف الفلسطيني؛ ومؤسسة محمود درويش؛ ومركز خليل السكاكيني الثقافي؛ ومؤسسة بارجيل للفنون؛ و"أكتوبر غاليري" من لندن، إلى جانب الراعي الرسمي مصرف الشارقة الإسلامي، والرعاة الداعمين دائرة العلاقات الحكومية؛ والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة؛ وغرفة تجارة وصناعة الشارقة؛ وهيئة الإنماء التجاري والسياحي.

6 محطات من البِرْوة إلى الخلود في الذاكرة

يقدم المعرض تجربة ثقافية تفاعلية لا تقتصر على التوثيق البصري فحسب، بل تستخدم تقنيات سمعية وبصرية حديثة تتيح للزوار الانغماس في عالم محمود درويش الشعري والنثري، وفهم تطور رؤيته الشعرية عبر مراحل حياته المختلفة.

ولا يعكس المعرض التسلسل الزمني لسيرة درويش بقدر ما يجسد تحولات صوته الإبداعي، من خلال تداخل بين الكلمة والصورة والموسيقى في رحلة تعبيرية معبرة عن فلسفته في الحياة كما عبر عنها في أعماله.

يبدأ زوار المعرض رحلتهم بمقطع من قصيدة "لاعب النرد"، التي تحمل اسم المعرض وتمثل مدخله الرئيسي، وقد اختيرت هذه القصيدة تحديداً لأنها من أواخر ما كتب محمود درويش، وتعكس أوج نضجه الشعري وفلسفته العميقة في الحياة والقدر والوجود.

ومن هذا المدخل الرمزي، ينتقل الزوار إلى 6 محطات تكشف ملامح حياة درويش وتحولاته الشعرية والإنسانية، هي: الابن الذي يوثّق طفولته وذكرياته في قرية البِرْوة؛ والشاعر الذي يستعرض بداياته الأدبية وتكوّن حسّه الشعري؛ والمنفِيّ الذي يتتبع محطات اغترابه وتنقّله بين المدن؛ والعاشق الذي يضيء على مفهوم الحب وتأثيره في شعره؛ والمقاوم الذي يجسّد التزامه الوطني وتحويل الكلمة إلى نضال؛ والغائب الحاضر الذي يخلد أثره الإنساني والفني بعد الرحيل.

تكوين البدايات وتشكل الصوت

يأخذ "الوجه الأول: الابن" الزوّار إلى البدايات، تحديداً إلى قرية البِرْوَة في قضاء عكّا، حيث وُلد درويش ونشأ بين حقول الزيتون التي ظلت حاضرة في قصائده. ومن خلال الصور والوثائق والمقتنيات المعروضة، يتعرّف الزائر إلى جذور الشاعر، وكيف أصبحت البِرْوَة رمزاً للفقد الجماعي والذاكرة الفلسطينية التي حملها درويش في قصيدته وفي وجدانه. ويعرض هذا القسم مشاهد ووثائق تسلّط الضوء على علاقته بوالديه وتأثيرهما في تكوينه الإنساني والشعري، كما يضم مخطوطات وصوراً نادرة من طفولته، ومقتطفات من نصوصه النثرية من أبرزها "ونهاني عن السفر".

ويستعرض الوجه الثاني "الشاعر" بدايات تشكل صوت محمود درويش، مسلطاً الضوء على المناهج والكتب التي صقلت وعيه في سنواته الأولى في حيفا، وقصة قصيدته الأولى. ويقدم هذا القسم مواد تتعلق بمراحل تعليميه المبكرة، من بينها كتب ومجلات مدرسية ومخطوطات تبرز جمال خطه اليدوي، وكذلك مقتطفات من قراءاته المبكرة، ونسخاً نادرة من دواوينه الأولى، بالإضافة إلى مجموعة أعماله الكاملة وترجماتها، ليمنح الزائر نافذة شاملة على رحلة الشاعر منذ انطلاقتها الأولى.

العشق والمنفى كوطنين دائمين

يوثق الوجه الثالث "المنفِىّ" تجربة اغتراب محمود درويش، التي بدأت داخل وطنه قبل مغادرته، إذ عاش "لاجئاً في بلاده" تحت الحظر والرقابة والاعتقال، قبل أن يغادر حيفا عام 1970 إلى محطات مهمة في مسيرته وهي موسكو والقاهرة وبيروت وتونس وباريس، ثم عمّان ورام الله.

ويضم هذا القسم نصوصاً وشهادات توضح هذا التحول بين تلك المدن، بالإضافة إلى مواد أرشيفية تشمل التحقيقات والاعتقالات ورسائل السجن ووثيقة السفر إلى المنافي التي تنقل بينها.

وفي الوجه الرابع: العاشق يبرز الجانب الإنساني لمحمود درويش، حيث عاش الحب كقوة شعرية موازية للمنفى، وعلاقاته الشخصية إلى انعكاسات عن الحنين والفقد والانتماء.

يلتقي الزوار بثلاث سيدات محوريات في حياته هنّ تمار بن عامي (ريتا)، ورنا قباني، وحياة الهيني، لتتجلى مراحل مختلفة من تجربة الحب لديه، حيث تصبح العلاقة الشخصية استعارة عن الوطن والذاكرة والبحث عن الأمان الإنساني.

يضم هذا القسم مقتنيات ووثائق وصوراً نادرة، من بينها قصائد بخط يده مثل "قصائد عن حب قديم"، كما يعرض أعمالاً فنية من سلسلة "تحية إلى محمود درويش" للفنانة منى السعودي، ليعكس صورة الشاعر الذي ظل الحب في شعره امتداداً للمقاومة وجسراً بين الذات والوطن.

الكلمة سلاح.. والخلود قصيدة

وفي الوجه الخامس "المقاوم" يبرز دور محمود درويش في المقاومة الثقافية، حيث جعل من القصيدة عملاً عاماً يصوغ الهوية ويحرس الذاكرة. يعرض هذا القسم مقتنيات توثق هذا المعنى، من بينها نسخة من بطاقة هوية درويش وقصيدته المعنونة "بطاقة هوية"، ومقطع مرئي من وثائقي "سجل أنا عربي" بصوته، إضافةً إلى لقاء تلفزيوني يستعرض تجربته في كتابة قصيدة "عابرون في كلام عابر". ويضم القسم كذلك مراجع نقدية وتوثيقية، منها قصيدة "آه.. من يرثي بركاناً؟" التي كتبها درويش في رثاء المفكر والأديب غسان كنفاني.

ويستعرض هذا القسم كذلك جانباً من الحضور السياسي والثقافي لدرويش وارتباطه برموز الثقافة الفلسطينية مثل إدوارد سعيد وناجي العلي، كما يعرض أمسية شعرية مميزة قدمها محمود درويش في مسرح الشارقة الثقافي عام 1996 على هامش الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي، ويتضمن كذلك صوراً ووثائق لجميع زيارات محمود درويش إلى دولة الإمارات.

ويختتم المعرض رحلته مع محمود درويش في الوجه السادس "الغائب الحاضر"، الذي يستعرض سنواته الأخيرة واستمراره في الكتابة رغم المرض، مؤكداً حضوره بالكلمة.

ويعرض هذا القسم مقطعاً مرئياً من إلقائه لقصيدة "جداريّة"، إلى جانب نص نادر تخيل فيه جنازته بأسلوب ساخر وهادئ. وتوثق الصور جنازته عام 2008 في رام الله بحضور الآلاف، كما يضم القسم أعمالًا فنية مثل "معلقات درويش" المستوحاة من قصائده، ليظل صوته حاضراً في الفن والذاكرة، وشاهداً على شاعر غاب جسداً وبقي أثره حياً.

وخلال فترة المعرض، سينظم بيت الحكمة باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والإبداعية، بالتعاون مع جهات ثقافية بارزة، وفنانين ونقاد وأدباء عاصروا محمود درويش، إلى جانب عروض لأفلام وثائقية مقدمة من مجموعة من المنتجين.

وتشمل الفعاليات أيضاً أمسيات وجلسات شعرية ضمن برنامج "حديث الحكمة"، بالتعاون مع جمعية شعراء الإمارات وعدد من الشعراء والأدباء، وتتواصل حتى ختام المعرض في 13 مارس، تزامناً مع ذكرى ميلاد الشاعر.

 

November 14, 2025 / 5:18 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.