أطلقت جمعية الناشرين الإماراتيين، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، خلال مؤتمر الناشرين الدولي 2025 في الشارقة، "برنامج تبادل الناشرين" الأول من نوعه في المنطقة، بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجال النشر، وتوفير فرص لتبادل الخبرات والحقوق، وفتح آفاق عالمية جديدة أمام صناعة النشر الإماراتية.
الشارقة 24:
كشفت جمعية الناشرين الإماراتيين، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، عن "برنامج تبادل الناشرين"، الأول من نوعه على مستوى المنطقة، الهادف إلى استكشاف فرص تبادل الخبرات وبناء شراكات مهنية بين الناشرين الإماراتيين ونظرائهم الدوليين، وربط المعارض المحلية الكبرى ببرامج الزمالة الدولية، بما يسهم في فتح آفاق جديدة أمام استدامة صناعة النشر الإماراتية وترسيخ حضورها على خارطة النشر الدولية.
وكان البرنامج قد أُطلق على هامش أعمال النسخة الخامسة عشرة من مؤتمر الناشرين الدولي الذي نظّمته هيئة الشارقة للكتاب على مدار ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من أبرز قادة صناعة النشر، وذلك قبيل انطلاق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025.
ويسعى البرنامج إلى معالجة التحديات التي تواجه الناشر الإماراتي على صعيد الالتحاق ببرامج الزمالة الدولية، وتوسيع حضوره في المحافل الثقافية الدولية عبر توفير فرص حصرية للتدريب والمشاركة في ورش عمل وبرامج تبادل، فضلاً عن بناء شراكات استراتيجية مع الجهات الدولية المعنية بالنشر، حيث ستتعاون الجمعية مع جمعيات الناشرين في عدد من الدول حول العالم؛ لتأمين فرص مشاركة للناشرين الإماراتيين في برامج الزمالة الدولية ومعارض الكتب والفعاليات ذات الصلة. وفي المقابل، ستضمن الجمعية تخصيص مقاعد للناشرين من تلك الدول للمشاركة في المؤتمر الدولي للناشرين بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب.
وأكّد سعادة راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، أن هذه المبادرة تندرج ضمن إطار جهود الجمعية المتواصلة بقيادة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسِّسة والرئيسة الفخرية للجمعية، والرامية إلى تمكين مستقبل متطور ومستدام لقطاع النشر الإماراتي، وإثراء المحتوى الثقافي العربي، وتوطيد جسور التعاون مع الجهات الدولية الفاعلة في القطاع، وصولاً إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي وعالمي لصناعة النشر.
وأوضح الكوس أن البرنامج يقوم على ثلاث ركائز رئيسية تتمثل في تبادل الحقوق والتمكين المهني والحضور العالمي، إذ يهدف إلى دعم حركة ترجمة الأدب الإماراتي من خلال تنمية فرص بيع وشراء حقوق الكتب والترجمة بين الناشرين الإماراتيين والدوليين عبر منصات وبرامج مهنية مخصصة، إلى جانب تمكين الناشرين المحليين من بناء مسارات مهنية دولية منافسة عن طريق المشاركة في برامج زمالات مهنية بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، بما يفتح لهم آفاقاً جديدة للتطور والنمو.
وشرح المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين أن البرنامج سيُنفَّذ ضمن خطة زمنية مدروسة تستهدف قارات وأسواق نشر رئيسية، مثل شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، مع تقييم مستمر للتجربة والتوسع التدريجي بها لتشمل مزيداً من الناشرين والمبادرات المهنية سنوياً.
وصرّح منصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في هيئة الشارقة للكتاب: "يشكّل (برنامج تبادل الناشرين) خطوة استراتيجية نحو بناء جسور مهنية طويلة الأمد تربط الناشرين الإماراتيين بنظرائهم حول العالم، وتفتح أمامهم آفاقاً أوسع لتبادل الحقوق وتوسيع قاعدة الترجمة والنشر المشترك، فالبرنامج يجسّد رؤية الشارقة في تمكين قطاع النشر المحلي من التواصل المباشر مع الأسواق العالمية، والمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل صناعة الكتاب من خلال المعرفة والتبادل الثقافي".
وأضاف الحساني: "تؤمن هيئة الشارقة للكتاب أن تطوير صناعة النشر لا يتحقق إلا عبر التعاون وتبادل الخبرات، ولهذا جاء البرنامج بالشراكة مع جمعية الناشرين الإماراتيين لتكون منصة عملية تمنح الناشرين فرصاً حقيقية للتطور والنمو المهني، ونحن على ثقة أن البرنامج سيُحدث نقلة نوعية في حضور الناشر الإماراتي على الساحة الدولية، ويعزز موقع الشارقة كمركز محوري في حركة النشر العالمية".
ومن المتوقع أن يُحدث برنامج تبادل الناشرين نقلة نوعية في حركة بيع وشراء الحقوق والترجمة، وأن يفتح الباب أمام مشاركة الناشرين الإماراتيين في أبرز برامج الزمالة الدولية، بما يعكس صورة مشرقة عن القطاع الثقافي الإماراتي في المحافل العالمية، وسيتم اختيار الناشرين وفق معايير مدروسة، في خطوة تؤكد الالتزام بدعم الكفاءات الوطنية المميزة في المجال للوصول إلى العالمية.