جار التحميل...
الشارقة 24:
شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب، صباح أمس، انطلاق أولى جلسات المقهى الثقافي الذي ينظمه المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ضمن مشاركته في المعرض، وجاءت تحت عنوان "الأسرة والتربية.. شراكة في صناعة المستقبل".
وتجسد الجلسات، رؤية المجلس في ترسيخ دوره المجتمعي والثقافي، وإبراز مكانة الأسرة والتعليم كركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان الإماراتي وصناعة المستقبل المشرق للأجيال المقبلة، انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في جعل الثقافة والتربية والعلم أساس التنمية والتقدم.
أدار الجلسة، الإعلامي وليد عارف الذي افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور والمشاركين، وشارك في الجلسة، سعادة سعيد مطر بن حامد الطنيجي عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة رئيس لجنة شؤون الأسرة، وسعادة الدكتور أحمد صالح النقبي عضو المجلس وعضو لجنة شؤون التربية والتعليم، إلى جانب الدكتورة آلاء الطائي الأستاذ المشارك في قسم علم الاجتماع بجامعة الشارقة، الذين قدّموا رؤى متكاملة حول مفهوم الشراكة بين الأسرة والتربية، ودور كلٍّ منهما في صناعة مستقبل الأجيال.
في مستهل الحوار، تحدث سعادة سعيد مطر الطنيجي، حول الدور الجوهري للأسرة في بناء القيم وتشكيل وعي الأبناء، مشيراً إلى أن الأسرة في إمارة الشارقة تحظى برعاية ودعم كبيرين من القيادة الرشيدة، التي تؤمن بأن تماسك الأسرة هو أساس استقرار المجتمع.
وأكد الطنيجي، أن المجلس الاستشاري يولي اهتماماً خاصاً بدعم السياسات الأسرية والتشريعات التي تعزز مكانة الأسرة وتحمي النشء من التحديات المتسارعة في العصر الرقمي، مشدداً على أهمية التربية القيمية في مواجهة الانفتاح التكنولوجي والرقمي الذي يعيشه الشباب اليوم.
من جانبها، أوضحت الدكتورة آلاء الطائي، أن الأسرة ليست فقط الحاضن العاطفي للأبناء، بل هي شريك فعّال في بناء منظومة القيم والسلوك، مؤكدة أهمية التواصل المستمر بين الأسرة والمؤسسات التربوية لترسيخ الانتماء والمسؤولية لدى الأبناء، وضرورة أن تكون العلاقة بين المدرسة والمنزل علاقة تكامل لا تقاطع، بما يضمن تنشئة جيل يمتلك الوعي الذاتي والقدرة على التفكير النقدي والمواطنة الإيجابية.
وفي المحور الثاني من الجلسة، تناول سعادة الدكتور أحمد صالح النقبي، العلاقة بين التربية والتعليم كشريكين في صناعة المستقبل، مستعرضاً من واقع خبرته البرلمانية في لجنة شؤون التربية والتعليم بالمجلس، الدور الذي تضطلع به المدرسة في تنمية المهارات الحياتية وتعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية لدى الطلبة.
وأشار النقبي، إلى أهمية تكامل الجهود بين الأسرة والمؤسسة التعليمية لتأهيل جيل يواكب متطلبات المستقبل والتحول الرقمي، ويتفاعل مع الذكاء الاصطناعي دون أن يفقد هويته أو قيمه الوطنية والإنسانية.
بدورها، تطرقت الدكتورة آلاء الطائي، إلى التحديات التربوية في ظل التطورات التكنولوجية، مؤكدة ضرورة أن تحافظ المؤسسات التعليمية على رسالتها الأخلاقية والتربوية إلى جانب دورها الأكاديمي، عبر تبني مناهج مرنة تُوازن بين تعليم المهارات وتعزيز القيم، فيما عقّب سعادة سعيد الطنيجي، مشيراً إلى أهمية تكامل دور التشريعات والسياسات المجتمعية مع الجهود التربوية في هذا الجانب.
وتناول المحور الثالث من الجلسة، الدور المجتمعي للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة في دعم الأسرة والتربية، حيث استعرض المتحدثون، مبادرات المجلس في مناقشة القوانين والسياسات العامة ذات الصلة، وحرصه على تبني المقترحات التي تترجم رؤى القيادة الرشيدة في تعزيز استقرار الأسرة وتنمية التعليم، من خلال لجانه الدائمة التي تعمل على دراسة الملفات الاجتماعية والتعليمية وتقديم التوصيات الداعمة لمسيرة التنمية الإنسانية في الإمارة.
وفي ختام الجلسة، فُتح المجال أمام الحضور لمداخلات ثرية، أكدت أهمية التكامل بين الأسرة والمدرسة في حماية الأبناء، وتطوير أساليب التربية الحديثة، حيث عبّر المشاركون عن تقديرهم لمبادرة المجلس الاستشاري، بتنظيم المقهى الثقافي الذي يعكس وعيه بمسؤوليته المجتمعية ودوره الثقافي في نشر الفكر الإيجابي.