شاركت مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة في النسخة الثانية من مؤتمر الإمارات للطب الرياضي (ESMC 2025) الذي نظمته جمعية الإمارات للطب الرياضي وطب إعادة التأهيل، بمشاركة أكثر من خمسمئة خبير وأكاديمي من مختلف دول العالم، وشكّل المؤتمر الذي استمر على مدى يومين، منصة علمية مرموقة جمعت بين الباحثين والأطباء والممارسين لمناقشة أحدث الاتجاهات في الطب الرياضي وعلوم الأداء، والاحتفاء بالتكامل بين البحث والمعرفة والممارسة التطبيقية في خدمة صحة الرياضيين.
                    الشارقة 24:
في تأكيد جديد على التزامها بتطوير الأداء الرياضي وتعزيز الصحة الشاملة للمرأة، شاركت مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة في النسخة الثانية من مؤتمر الإمارات للطب الرياضي (ESMC 2025) الذي نظمته جمعية الإمارات للطب الرياضي وطب إعادة التأهيل، بمشاركة أكثر من خمسمئة خبير وأكاديمي من مختلف دول العالم. شكّل المؤتمر، الذي استمر على مدى يومين، منصة علمية مرموقة جمعت بين الباحثين والأطباء والممارسين لمناقشة أحدث الاتجاهات في الطب الرياضي وعلوم الأداء، والاحتفاء بالتكامل بين البحث والمعرفة والممارسة التطبيقية في خدمة صحة الرياضيين.
وقد جاءت مشاركة المؤسسة لتجسد رؤيتها في الدمج بين العلم والممارسة من خلال مشاركة نخبة من كوادرها المتخصصة في مجالات متعددة.
 وقدّمت سعادة حنان المحمود، نائبة رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، عرضًا تقديميًا بعنوان «خارطة طريق نحو مجتمع رياضي نسائي ديناميكي» استعرضت فيه مسيرة الشارقة الرائدة في تمكين المرأة في المجال الرياضي منذ تأسيس أول نادٍ نسائي عام 1982، تحت رؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، رئيسة المؤسسة. وتناولت في عرضها المراحل التطويرية التي مرت بها منظومة رياضة المرأة في الإمارة، وكيف تحولت من مبادرة محلية إلى نموذج مؤسسي يحتذى به إقليميًا يجمع بين الرياضة والتعليم والصحة والتمكين المجتمعي. وأكدت المحمود أن المؤسسة تمضي في بناء بيئة رياضية متكاملة تستوعب جميع المراحل العمرية، وتؤمن أن الرياضة ليست هدفًا فرديًا بل أسلوب حياة يسهم في بناء مجتمع حيوي ومتوازن.
وقدمت عائشة بو الزود، رئيس شعبة العلاج الطبيعي والفيزيائي في مركز الطب الرياضي والرعاية الصحية في المؤسسة، عرضًا عن تمكين القيادات النسائية الرياضية، تناولت فيه دور المؤسسة في إعداد القيادات النسائية الرياضية وتأهيلها لتولي مواقع صنع القرار، مستعرضةً تجربة برنامج القيادات الرياضية الذي أطلقته المؤسسة كأحد أبرز المسارات في المنطقة لتأهيل الكفاءات النسائية في مجالات الحوكمة، التسويق الرياضي، وآليات اكتشاف ورعاية المواهب. وسلطت بو الزود الضوء على قصص نجاح واقعية لعدد من المنتسبات اللواتي انتقلن من ميادين المنافسة إلى مواقع القيادة والإشراف، مؤكدةً أن بناء القدرات البشرية النسائية هو الاستثمار الأهم لضمان استدامة التمكين الرياضي في المستقبل.
وتجلّى الحضور البحثي الرائد للمؤسسة عبر مشاركة مريم الشحي، أخصائية فيزيولوجيا رياضية في المركز العلمي للبحوث وتطوير الأداء الرياضي، التي قدّمت ورقة علمية بعنوان «عدم التماثل بين الطرفين السفليين وأثره في الأداء الحركي للاعبات». وقد حظيت الورقة بتفاعل واسع من المختصين لما قدّمته من نتائج عملية دقيقة تسهم في تطوير الأداء البدني وتحسين كفاءة التدريب لدى اللاعبات. واختتمت الشحي مشاركتها بتتويج مستحق، بحصولها على جائزة Youth Investigation Award تكريمًا لتميزها في مجال البحث العلمي الرياضي، في إنجاز يعكس الريادة البحثية للمؤسسة وكفاءة كوادرها الوطنية القادرة على المنافسة في المحافل العلمية المتقدمة، ويجسد نجاح المؤسسة في تمكين كوادرها العلمية وتعزيز حضور المرأة الإماراتية في ميادين البحث الرياضي المتخصص.
وشهد المؤتمر كذلك مشاركة لافتة من قسم التغذية الرياضية بالمؤسسة من خلال ورقة بحثية قدّمها كل من الدكتورة إكرام برزاتي ,منال الحوسني وأمل السويدي بعنوان «العجز في الطاقة والمخاطر التغذوية لدى الرياضيات الشابات في الرياضات القتالية: تحديات المنافسات المعتمدة على الفئات الوزنية»، وتناولت الدراسة نتائج بحث ميداني أُجري على لاعبات من أندية المؤسسة في رياضتي الكاراتيه والتايكواندو، كشفت عن مدى تأثير ممارسات خفض الوزن السريعة على توازن الطاقة والصحة الهرمونية والبدنية للاعبات، مؤكدةً أهمية التوعية التغذوية وتطوير بروتوكولات طبية متخصصة تضمن أداءً صحياً مستداماً في الرياضات المعتمدة على الأوزان.
وفي محور مختلف، شارك الدكتور ماهر زهار، الخبير الزائر في طب الأسنان الرياضي بالمؤسسة، بدراسة حالة بعنوان «تحليل بيانات صحة الفم كأداة للوقاية من الإصابات العضلية والمفصلية لدى الرياضيين المحترفين». واستعرض في عرضه العلاقة المباشرة بين صحة الفم والجهاز العضلي الهيكلي، مبينًا أن التحليل الوقائي للأسنان واللثة يمكن أن يكون مؤشرًا فعّالًا لتحديد مخاطر الإصابات قبل وقوعها، بالاستناد إلى دراسة أجريت على عينة من لاعبات أندية المؤسسة.
كما قدّم الدكتور داني عثمان، رئيس قسم الإعداد الذهني الرياضي بالمؤسسة، عرضًا علميًا تناول فيه «التنبؤ بالإصابات والوقاية منها من خلال تحليل الإرهاق الذهني والمؤشرات العقلية للرياضيين»،وأوضح أن الأداء العقلي يشكل عاملاً حاسمًا في الوقاية من الإصابات وتحسين الأداء، مشيرًا إلى أن المؤسسة تطبّق حاليًا نماذج تحليل متقدمة لقياس الإرهاق الذهني لدى اللاعبات ومتابعته بصورة مستمرة ضمن منظومة الإعداد الذهني الشامل.
وفي ختام أعمال المؤتمر، أعربت سعادة حنان المحمود عن شكرها وتقديرها لـ جمعية الإمارات للطب الرياضي وطب إعادة التأهيل على تنظيم هذا الحدث العلمي المتميز وإتاحة الفرصة للمؤسسة للمشاركة في أعماله، مؤكدة أن "مثل هذه الفعاليات تعزز التكامل بين البحث العلمي والطب الرياضي، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون من أجل بناء منظومة رياضية وصحية مستدامة تدعم مسيرة المرأة الإماراتية."
وأكدت أن مشاركة المؤسسة في المؤتمر تأتي انسجامًا مع رؤيتها في جعل العلم أساسًا للتميّز الرياضي، والبحث ركيزةً لتطوير البرامج التدريبية والطبية، مشددة على أن الشارقة كانت وستبقى نموذجًا في الدمج بين التمكين الرياضي والصحي والمعرفي للمرأة.
تأتي هذه المشاركة لتؤكد مرة أخرى مكانة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة كمركز متكامل يجمع بين الأداء والبحث والتأهيل، ويسهم في تطوير منظومة الطب الرياضي في الدولة، بما يواكب التوجهات العالمية في تعزيز صحة الرياضيين وتمكين الكفاءات الوطنية في مجالات الطب، التغذية، والإعداد الذهني.