اختتم المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة مشاركته في المؤتمر الدولي السابع للغة العربية وآدابها، الذي أقيم في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية تحت شعار: "اللغة العربية وتحديات الرقمنة"، حيث شكّل المؤتمر منصة علمية مرموقة لبحث سبل مواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الرقمية على اللغة العربية وتعليمها ونشرها عالمياً.
الشارقة 24:
أنهى المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة مشاركته الفاعلة في المؤتمر الدولي السابع للغة العربية وآدابها، الذي نظمه مركز إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي بالمملكة العربية السعودية في المدينة المنورة، تحت شعار: "اللغة العربية وتحديات الرقمنة".
وقد شكّل المؤتمر الذي أسدل عنه الستار من مساء الأربعاء منصة علمية مرموقة لبحث سبل مواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الرقمية على اللغة العربية وتعليمها ونشرها عالمياً.
وبمشاركته المتميزة في هذا المؤتمر، جدد المركز حضوره كمرجعية عربية رائدة في مجال تطوير تعليم اللغة العربية، مؤكداً مكانة الشارقة كمنارة علمية وثقافية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أولى اللغة العربية عناية استثنائية جعلت منها محوراً أساسياً في مسيرة التنمية المعرفية والثقافية.
شهدت الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر، والتي حملت عنوان: "دعم اللغة العربية في ظل الرقمنة: أدوار مؤسسية وتحديات معاصرة"، مشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف دول العالم.
وكان من أبرز المشاركين سعادة الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، الذي قدم ورقة عمل بعنوان: "جهود مكتب التربية العربي لدول الخليج في خدمة اللغة العربية".
وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الدكتور الحمادي عن اعتزازه بمشاركة المركز في هذا المؤتمر الدولي المهم، مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية في دعم التعليم واللغة العربية ونشرها عالمياً، وموجهاً الشكر للجهات المنظمة والمشاركين. وأكد أن اختيار عنوان المؤتمر يعكس وعياً عميقاً بمتطلبات المرحلة، لاسيما مع ما تفرضه الرقمنة من تحديات تستوجب تطوير أدوات جديدة لحماية اللغة العربية وتعزيز حضورها.
واستعرض الحمادي خلال مداخلته رؤية مكتب التربية العربي لدول الخليج وإستراتيجيته التي وضعت هدفاً استراتيجياً واضحاً يتمثل في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها. وأوضح أن المركز التربوي بالشارقة يُعد الذراع التنفيذي لهذا الهدف، حيث يعمل على تطوير السياسات والمناهج، وتأهيل المعلمين والمشرفين، وتوحيد الأطر المرجعية التي تخدم تدريس اللغة العربية في دول الخليج.
وأشار إلى سلسلة من المشاريع الريادية التي تبناها المركز، ومنها الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتطوير سلسلة "أحب العربية"، ومشروع تحسين مستوى الطلبة في اللغة العربية، إلى جانب إسهاماته في إصدار المناهج الموحدة والحقائب التدريبية المتخصصة، فضلاً عن تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية التي تجاوزت 80 فعالية دولية وندوة وملتقى.
كما سلط الضوء على دور المركز في مجال التأليف والنشر والترجمة، حيث أسهم في إثراء المكتبة العربية بعشرات الدراسات والكتب والمراجع التربوية، وأصدر معايير شاملة لتعليم اللغة العربية للصفوف (1–12)، فضلاً عن إعداد دراسات نوعية في صعوبات القراءة والكتابة، واستراتيجيات التدريس، وتدريب معلمي العربية على مهارات القرن الحادي والعشرين.
وأكد الحمادي أن المركز لم يقتصر على التعليم النظامي، بل بادر إلى إطلاق مسابقات وفعاليات ثقافية مثل منازلات اللغة العربية لدول الخليج، ومسابقة الشعر والقصة والرواية، بهدف اكتشاف المواهب الطلابية وتعزيز التنافس العلمي والإبداعي.
وفي ختام مشاركته، قدم الدكتور عيسى الحمادي مجموعة من التوصيات التي شملت ضرورة توظيف المستحدثات التكنولوجية في تدريس العربية والاهتمام بالترجمة والتعريب وزيادة الدعم للمجامع اللغوية وتعزيز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها حول العالم عبر قنوات تفاعلية مع زيادة الإنتاج العلمي باللغة العربية والنشر الدولي فضلا عن وضع تشريعات وقوانين لحماية اللغة العربية وإلزام المؤسسات التعليمية باعتمادها كلغة أساسية للتعليم.
وأكد الحمادي أن ما قدمه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة يعكس التزامه العميق برؤية مكتب التربية العربي لدول الخليج في خدمة اللغة العربية والنهوض بها، باعتبارها هوية الأمة ولسانها الجامع، ومصدراً أساسياً للمعرفة والابتكار.