الشارقة 24 - أ ف ب:
عملت سيناي كارتال نحو 40 عاماً بين هدير القطارات وصخب الركاب في محطة "حيدر باشا" للسكك الحديد التي تُعَدّ من الأقدم بين مثيلاتها في تركيا، وتقع على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور.
كان المسافرون من الأناضول يصعدون درجات سلالمها الرخامية، حاملين حقائبهم، منبهرين بضخامة هذا الصرح الذي خلّدته أفلام عدة، ومنه كان ينطلق من إسطنبول إلى دمشق وبغداد قطار طوروس السريع، امتداد قطار الشرق السريع.
لكنّ مسارات "حيدر باشا" صمتت منذ عام 2013، وتوقفت الحركة عليها، إذ تولّت وزارة الثقافة التركية إدارة المبنى بغية تحويله مركزاً فنياً.
إلاّ أنّ سيناي كارتال، المتقاعدة البالغة 61 عاماً، ترى أن المبنى ذا الطراز المعماري الكلاسيكي الحديث، والذي افتُتح عام 1908 على ضفاف النهر، يجب أن يبقى محطة للقطارات.
وتروي أن "الركاب الآتين من الأناضول كانوا يستطيعون قضاء الليل في قاعات الانتظار، ولم يكونوا بحاجة إلى فندق".
وتتذكر بحسرة أنه "كان مكاناً رائعاً، مفعماً بالحيوية والنشاط، لكنّ هذا الجمال اختفى"، مشيرة إلى أن مبنى المحطة الضخم مرّ بمحطات تاريخية ولم يتوقف، بل تابع مسيرته، إذ كان شاهداً على انهيار الإمبراطورية العثمانية، والحرب العالمية الأولى، وانقلابات، وأتى عليه حريق جزئياً أواخر عام 2010.