جار التحميل...
الشارقة 24 – وام:
وجه أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، تحذيراً شديد اللهجة من استمرار ما يحدث في غزة من أزمة إنسانية غير أخلاقية تتحدى الضمير العالمي.
وأوضح غوتيريش، خلال تصريحات أدلى بها عبر حلقة فيديو مغلقة إلى اجتماع دولي في العاصمة التشيكية براغ، أنه إذ أدان الهجمات التي شنتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر عام 2023، إلا أنه لا يقبل أي تبرير للانفجار والموت والدمار المتواصل منذ ذلك الحين، وأن حجم ونطاق هذه الأحداث يتجاوزان أي شيء شهده المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة.
أضاف الأمين العام للأمم المتحدة، أنه لا يستطيع تفسير مستوى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي، حيث انعدام الرحمة وانعدام الحقيقة وانعدام الإنسانية، ولفت إلى أنه إلى جانب تجويع سكان غزة، فإن موظفي الأمم المتحدة أيضاً يتضورون جوعاً أمام أعين العالم، وتابع أن ظروفهم التي لا يمكن تصورها قد جعلتهم مخدرين ومنهكين لدرجة أنهم لا يشعرون هل أموات أم أحياء.
وتحدث غوتيريش، عن أطفال غزة الذين باتوا يعبرون عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة، لأنهم على الأقل، كما يقولون، سيجدون الطعام هناك، وأكد أنه أمام هذه الحالة ستواصل الأمم المتحدة رفع صوتها عند كل فرصة، رغم أن الكلمات لا تُطعم الأطفال الجائعين.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الإحصائية التي سجلتها المنظمة، وتشير إلى أنه منذ 27 مايو الماضي، استشهاد من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مؤكداً أن هؤلاء لم يُقتلوا في القتال، بل أثناء حالة يأسهم ولمجرد حصولهم على الطعام بينما يتضور جميع السكان جوعاً.
وشدد غوتيريش، على ضرورة العمل للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن فوراً ودون قيد أو شرط، وعدم عرقلة الوصول الإنساني الفوري للسكان المتضررين في غزة، مؤكداً في هذا الإطار، ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين، وعبر عن وقوف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للاستفادة إلى أقصى حد من وقف إطلاق النار المحتمل لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في مختلف أنحاء قطاع غزة، على غرار ما فعلته بنجاح خلال فترة الهدنة السابقة.
ولفت أمين عام الأمم المتحدة، إلى أن هناك قوى قوية تتصدى لحقوق الإنسان، وللنظام الدولي الذي أنشئ لحمايتها ودعمها، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، وأضاف نحن في معركة عالمية من أجل الكرامة الإنسانية ومن أجل حقوق الإنسان وتحقيق العدالة، والنظام متعدد الأطراف، في وقت يشهد فيه العالم اليوم، تصاعداً في الأساليب القمعية التي تهدف إلى تقويض احترام حقوق الإنسان.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى ضرورة دفع الدول للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل مستمر وعالمي عندما يكون ذلك غير ملائم، وحث على اتخاذ إجراءات لمواجهة ما سماه "سيل الأكاذيب والكراهية الذي يلوث الفضاء الرقمي"، مشدداً على أن محاولات التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي بات يشكل سلاحاً قوياً في يد الاستبداديين.
وأوضح غوتيريش، أنه يجب علينا البناء على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس، بما في ذلك الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية، من خلال الإصرار على المساءلة القانونية، والمطالبة بالعدالة المناخية.