"مكتبات الشارقة" تبحر مع الأطفال واليافعين في "عالم القصص"

 

في أجواء من الإبداع والمعرفة، تطلق مكتبات الشارقة العامة برنامج "المخيم الصيفي 2025" خلال الفترة من 4 إلى 7 أغسطس، ليستقبل الأطفال واليافعين في جميع فروع المكتبات المنتشرة في الإمارة من الساعة 9:30 حتى الواحدة ظهراً؛ تحت شعار "رحلة في عالم القصص"، جامعًا بين المتعة الأدبية والتجربة التفاعلية، في مبادرة تهدف إلى غرس حب القراءة وتطوير المهارات الحياتية والإبداعية لدى الأجيال الجديدة.

 

ويُقدّم المخيم تجربة قرائية متكاملة تقوم على تسليط الضوء على قصة مختارة واحدة في كل مكتبة، بحيث يتم استكشافها بعمق على مدار أربعة أيام متتالية. ويتضمن البرنامج نشاطين يومياً صُمما بعناية ليرتبطا بشكل مباشر بعناصر القصة من شخصيات، وحبكة، وأحداث، وأماكن، وقيم، وذلك من خلال أنشطة فنية، ومسرحية، وألعاب ذهنية، وورش تعليمية تفاعلية تُشعل خيال المشاركين، وتنمّي قدراتهم على التعبير والفهم وربط الأدب بالواقع بطريقة ممتعة ومبتكرة.

 

بيئة محفزة في جميع فروع المكتبات

 

ويتوزع المخيم الصيفي على جميع فروع مكتبات الشارقة العامة، حيث صُممت البرامج بعناية لتراعي احتياجات واهتمامات الفئات العمرية المختلفة، من الأطفال إلى اليافعين؛ إذ تستهدف مكتبات الشارقة وكلباء ووادي الحلو العامة فئة الناشئة واليافعين "14–18 عامًا"، فيما تفتح كتبات الذيد وخورفكان ودبا الحصن أبوابها لفئة الطفولة المتأخرة "6–13 عامًا".

 

أهداف تربوية متكاملة ومحتوى نوعي

 

ويركز برنامج المخيم الصيفي على تحقيق مجموعة من الأهداف التربوية المتكاملة، في مقدمتها تعزيز حب القراءة والاستكشاف الأدبي لدى الأطفال واليافعين، إلى جانب دمج المهارات الحياتية في إطار قصصي تفاعلي. كما يسعى البرنامج إلى تطوير الإبداع والقدرات التعبيرية، ونشر ثقافة الاستدامة من خلال استخدام مواد معاد تدويرها في بعض الأنشطة. ويتميّز البرنامج بتقديم محتوى نوعي يتيح للطفل أن "يعيش داخل القصة" بكل تفاصيلها، بما يعزز تفاعله مع القيم والمضامين الأدبية في بيئة محفّزة وممتعة.

 

محاور يومية مفعمة بالتجربة والخيال

 

ففي مكتبة الشارقة العامة، يخوض اليافعون تجربة أدبية وفكرية من خلال قصة "روبن هود"، حيث يشاركون في أنشطة مثل إعادة سرد القصة بعد تغيير زاوية السرد، محاكمة إحدى الشخصيات، تسجيل بودكاست تحليلي، وتنظيم مناظرات فكرية، بما ينمي مهارات البحث، العرض الصوتي، والعمل الجماعي لدى المشاركين.

 

أما مكتبة الذيد، فتأخذ الأطفال في مغامرة تراثية بحرية مع قصة "رحلة دانة"، من خلال ورش فنية لصنع اللؤلؤ، عرض تراثي مع النوخذة، وأهازيج بحرية، وعرض فيلم عن الحياة البحرية السابقة والتعرف على بعض الشخصيات التي ذكرت في القصة. إلى جانب عرض مسرحية "تاجر اللؤلؤ" التي يشارك الأطفال في إعداد سيناريو قصير الخاص بها، وتمثيل أحداثها.

 

عالم القراصنة والتراث عبر قصة "كنز باراكودا"

 

 في حين تحتفي مكتبة كلباء بعالم القراصنة عبر قصة "كنز باراكودا"، حيث يصنع المشاركون راياتهم وبوصلاتهم، ويبتكرون خريطة كنز وقناع القرصان الغامض. بالإضافة إلى فعالية ختامية احتفالية تُجسّد نهاية الرحلة، وتُكرّم جهود المشاركين، حيث تتحول القصة التي عاشوها إلى لحظة رمزية تُجسد "العثور على الكنز" الحقيقي، سواء كان معرفة، تجربة، أو إنتاجًا فنّياً.

 

وفي خورفكان، تدور مغامرات "بوجي" وسط حكايات مسرحية وتمارين في الكتابة الإبداعية. بينما تحتضن دبا الحصن قصة "شنق بن عنق" من التراث الإماراتي، لتقدم من خلالها أنشطة تربط الأطفال بالطبيعة والقيم والبيئة الجبلية. أما مكتبة وادي الحلو، فتركز على الإبداع والاختراع من خلال مغامرات "حمدان"، حيث يتعلم المشاركون الرسم والكتابة والعزف والتفكير المستدام.

وتدعو مكتبات الشارقة أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في هذا البرنامج النوعي، الذي يقدم وقتًا ممتعًا خلال العطلة، ويصقل مواهب الأطفال، ويعزز ثقتهم بأنفسهم، ويفتح لهم نوافذ جديدة للتعلم من خلال الحكاية والفن والمسرح والتفاعل الجماعي.

 

ويتميّز البرنامج بتقديمه مجاناً لكافة المشاركين، إلا أن المقاعد محدودة، ما يجعل التسجيل المسبق ضرورة للراغبين في الانضمام إلى هذه الرحلة القرائية المليئة بالخيال والتعلم، من خلال زيارة فروع مكتبات الشارقة العامة أو متابعة منصاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.