الشارقة 24 - أ ف ب:
تملأ رائحة كاوتشوك محترق غرفة شريفة عطية البالغة من العمر 74 عاماً، مصدرها مصنع ضخم لمعالجة الفوسفات على مقربة من منزلها في محافظة قابس في جنوب تونس ينثر غازات ونفايات في الجو والبحر.
منذ سنوات، يطالب السكان المحليون بوقف التلوث الكبير الذي يتسبّب، وفق قولهم بتدهور الوضع الصحي في منطقتهم، وينتج عن واحدة من أكبر وأهم المنشآت الصناعية التي تنتج المواد الكيميائية في البلاد.
ووعدت الحكومة بتفكيك المصنع على مراحل منذ العام 2017، لكنها أعلنت أخيراً العمل على زيادة عمليات استخراج الفوسفات بمقدار خمسة أضعاف، ليصل الإنتاج إلى 14 مليون طن سنوياً بحلول العام 2030، علماً أنه اليوم يبلغ ثلاثة أطنان. ويغذّي هذا غضب السكان والاحتقان الاجتماعي في المنطقة.
وتقول عطية بينما الرائحة الخانقة تملأ منزلها، وتنتشر على كامل المدينة التي تضم قرابة 400 ألف نسمة، "هذا يقتلنا، هذا كل ما نتنفسه، نهاراً وليلاً".
ويُستخدم الفوسفات الذي يستخرج من مناجم محافظة قفصة المتاخمة، لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية. وتعتبر تونس عاشر أكبر منتج له في العالم، بعدما كانت خامسة في الترتيب في العام 2010.
وجاء قرار الحكومة بضرورة زيادة الإنتاج بعد أن تعهد الرئيس قيس سعيّد بإحياء القطاع الذي شلته الإضرابات الاجتماعية، وتراجعت استثماراته خلال السنوات الأخيرة، علماً أنه يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد التونسي المثقل بالديون.