جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
جمع بيانات ورسم خريطة تفاعلية تبيّن بالتفصيل حال كلّ منزل

مهندس معماري سوري يشرف على إعادة إعمار قريته بفضل طائرته المسيّرة

26 يونيو 2025 / 11:35 PM
واظب مهندس معماري سوري نازح، على توثيق الأضرار الكبيرة التي لحقت بقريته تل مرديخ في محافظة إدلب "شمال غرب البلاد" جراء قصف قوات النظام السابق، عبر طائرة مسيّرة للتصوير، وتمكن من جمع بيانات أنشأ بموجبها خريطة تفاعلية للقرية تبيّن بالتفصيل حال كلّ منزل من منازلها البالغ عددها 1500، ما ساعده في حشد دعم لإعادة إعمارها، وتحريك منظمة "شفق" الإنسانية ومقرها تركيا، للموافقة على تمويل ترميم 434 منزلاً من نحو 800 منزل متضرر، بتكلفة تفوق المليون دولار، على أن تنتهي عمليات الترميم، خلال شهر أغسطس المقبل.

الشارقة 24 – أ ف ب:

بعد فرّاره تحت القصف من قريته في شمال غرب سوريا، واظب المهندس المعماري عبد العزيز المحمّد، على توثيق الأضرار التي لحقت بها عبر طائرة مسيّرة للتصوير، ما ساعده في حشد دعم لإعمارها.

موقع إيبلا التاريخي يعود إلى خمسة آلاف عام

بعد أيام من سقوط حكم بشار الأسد، عاد المحمد (34 عاماً) إلى قريته تل مرديخ في محافظة إدلب، حيث موقع إيبلا التاريخي الذي يعود إلى خمسة آلاف عام، واستأنف العمل، موثّقاً خلال أسبوعين، الأضرار الكبيرة التي لحقت بالقرية خصوصاً جراء قصف قوات الجيش السوري السابق.

دمار كبير وخوف من دخول البيوت

ويوضح المحمد، عندما عدت، فوجئت بحجم الدمار، كنّا نسير في الشوارع ولا نتعرّف عليها، لم أعرف بيت أهلي حتى، ويروي أنه أمضى الأسبوعين سيراً على الأقدام من بيت إلى بيت، وكانوا يدخلون البيوت وهم خائفون، ولا يعرفون ما يوجد داخلها، فالمنطقة بقيت لخمس سنوات تحت سيطرة النظام.

تحت أشعة شمس حارقة، يتابع المحمد العمّال وهم ينهون عملهم في ترميم أحد بيوت قريته التي تحوّلت أبنيتها إلى هياكل، واختفت معالم طرقها وبات تفتقر لكلّ مقومات الحياة.

توثيق تفاصيل معالم القرية وبيوتها وشوارعها

قبل نزوحه في العام 2019 نحو الحدود مع تركيا، بدأ المحمد توثيق تفاصيل معالم القرية وبيوتها وشوارعها، ولم يوقف العمل خلال فترة نزوحه، إذ كان يرسل طائرته المسيّرة لتصوير الأضرار.

من خلال بيانات جمعها، أنشأ خريطة تفاعلية للقرية تبيّن بالتفصيل حال كلّ منزل من منازل القرية البالغ عددها 1500، وساعدت هذه البيانات، في تحريك منظمة "شفق"، وهي منظمة إنسانية مقرها تركيا، وافقت على تمويل كلفة ترميم 434 منزلاً من نحو 800 منزل متضرر، بينما هناك 700 منزل مدمّر بشكل كامل.

إصلاح بئرين للمياه وشبكات للصرف الصحي

وبدأت أعمال الترميم قبل أسابيع عبر متعهّد محلي، ويفترض أن تنتهي في أغسطس المقبل بكلفة تفوق المليون دولار، وتشمل الأعمال أيضاً، إصلاح بئرين للمياه وشبكات للصرف الصحي.

ويوضح المحمد، الذي يزور القرية باستمرار لمتابعة العمل، رغم أنه يقطن في مدينة إدلب الواقعة على بعد نحو 18 كيلومتراً، قائلاً: بدأ المشروع فعلاً ولم نصدّق أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، وأن البيوت سوف تبنى بالفعل، وسيعود الناس، ويضيف حلمي اليوم كابن قرية تل مرديخ أن يُعاد إعمار القرية، وأن يعود إليها الناس والحياة، لأن مشهد القرية كئيب من دون أهلها ومع بيوتها المدمرة.

أمل بعد عودة 500 ألف إلى ديارهم من الخارج و1.2 مليون سوري من النازحين داخلياً

وشرّد النزاع الذي بدأ عام 2011، بعيد قمع السلطات، الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضدّ حكم عائلة الأسد، قرابة نصف عدد سكان سوريا داخل البلاد وخارجها، ولجأ جزء كبير من النازحين إلى مخيمات في إدلب ومحيطها.

وبحسب أرقام جديدة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، عاد أكثر من 500 ألف سوري إلى ديارهم من الخارج، في حين رجع نحو 1.2 مليون سوري من النازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية منذ أواخر نوفمبر الماضي.

وقدّرت المفوضية، أنه بحلول نهاية العام 2025، قد يتمكن ما يصل إلى 1.5 مليون سوري في الخارج ومليوني نازح داخلياً من العودة إلى ديارهم.

السلطات الجديدة تعوّل على دعم الدول الصديقة والغربية

ومع رفع العقوبات الغربية عن سوريا، لا سيما الأميركية، تعوّل السلطات الجديدة، على دعم الدول الصديقة والغربية لإطلاق مرحلة إعادة الإعمار، والتي قدّرت الأمم المتحدة كلفتها بأكثر من 400 مليار دولار.

وتقتصر إعادة الإعمار حتى اللحظة، على مبادرات فردية أو من منظمات إنسانية، بينما لم تشرع الدولة بعد بوضع خطط لها.

العشرات يعيشون في بيوتهم المدمرة في انتظار ترميمها

وعلى غرار قرى أخرى في محافظة إدلب كانت تحت سيطرة قوات الجيش السوري سابقاً، عاد العشرات فقط من سكان تل مرديخ إلى القرية وهم يعيشون في بيوتهم المدمرة في انتظار ترميمها.

بين هؤلاء علاء الغريب (45 عاماً)، الذي ينتظر ترميم منزله ضمن مشروع منظمة "شفق"، ويقول: عشت سبع سنوات في الخيم، عند التحرير، عدت إلى قريتي، لا أبواب ولا شبابيك ولا شيء في بيتي، مضيفاً وضعت بطانية على الباب ودخلت ونظّفت المنزل وسكنت فيه.

ويطمح المهندس المعماري عبد العزيز المحمد، إلى أن تعود الحياة إلى قريته وتنشط السياحة فيها من جديد، ويقول: أتمنى أن أرى سوريا وقد أعيد إعمارها على طراز حديث أطمح إليه كمهندس معماري، وأرى سوريا التي نحلم بها، فيها أمل ويبنيها شبابها.

June 26, 2025 / 11:35 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.