نظّم مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الخميس الماضي، فعالية "لقاء الأعمال الصباحي"، بمشاركة نخبة من خبراء التكنولوجيا وشركات عالمية، لاستعراض أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي، وسلط الحدث الضوء على مفاهيم متقدمة مثل "مصنع الذكاء الاصطناعي"، مؤكداً دور الشارقة كمركز عالمي للابتكار والاستثمار التكنولوجي.
الشارقة 24:
شهد مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الخميس الماضي، فعالية نوعية ضمن "لقاء الأعمال الصباحي"، جمعت نخبة من خبراء التكنولوجيا والشركات العالمية والمحلية لاستعراض أبرز التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك تحت شعار "وُلد في الشارقة، وصُنع للعالم".
وشهد الحدث مشاركات متميزة من خبراء وشركات رائدة مثل الحثبور بيكال، وNVIDIA، وHP، وQamia، حيث سلط المتحدثون الضوء على مفاهيم متقدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، إضافة إلى الابتكارات الرائدة التي يتم تطويرها داخل بيئة المجمع.
وتناولت العروض التقديمية مفهوم "مصنع الذكاء الاصطناعي"، وهو نظام متكامل لإدارة دورة حياة مشاريع الذكاء الاصطناعي من التطوير وحتى النشر، ويعتمد على خوارزميات تعلم الآلة لتسريع اتخاذ القرارات وتحسين الكفاءة التشغيلية للمؤسسات.
وفي كلمته خلال الفعالية، أكد حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، على أهمية مواصلة الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تماشياً مع طموحات دولة الإمارات لتكون رائدة عالميًا في هذا المجال، قائلاً: "هذا الحدث يُجسّد المكانة التي وصلت إليها الشارقة كمنصة لتطوير الابتكارات العالمية، هدفنا هو الربط بين هذه الشركات الطموحة والمستثمرين، واستقطاب المزيد من المشاريع النوعية في مجالاتنا المحورية التي تشمل: الرعاية الصحية، والاستدامة، والتصنيع المتقدم، والتنقل الذكي."
وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة الحوارية كلاً من: أحمد مصطفى، رئيس تطوير واعتماد الذكاء الاصطناعي الإقليمي – NVIDIA ومجاهد خالد، رئيس مبيعات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء في الشرق الأوسط وأفريقيا – HP ود. رؤوف دريدي، الرئيس التنفيذي – Qamia وراج ساندو، الرئيس التنفيذي – الحثبور بيكال.
وسلط المتحدثون الضوء على ثلاث ركائز رئيسية لإنشاء مصنع الذكاء الاصطناعي: الكوادر البشرية، والتكنولوجيا، والاقتصاد، مشيرين إلى أهمية التعاون بين علماء البيانات ومديري المنتجات والتنفيذيين في الشركات، إضافة إلى الحاجة لبنية تحتية تشمل مراكز البيانات، وتقنيات الحوسبة الذكية، ومنصات التشغيل، وعمليات التعلم الآلي.
وكان من أبرز الابتكارات التي تم تسليط الضوء عليها منتج Dialog XR من تطوير شركة AHB، وهو روبوت محادثة قائم على نماذج اللغة الكبيرة (LLM)، تم تطويره بالكامل داخل مجمع الشارقة، وشرح راج ساندو آلية عمل النظام وكيفية استخدامه داخلياً وخارجياً لتحسين الأداء المؤسسي، مؤكدًا أن هذه النماذج تسهم في خلق حلول قابلة للتوسّع عالميًا انطلاقًا من المنطقة.
وأشار ساندو كذلك إلى أهمية التقنيات التحتية مثل الحوسبة عالية الأداء (HPC)، ومراكز البيانات، وتقنيات المعالجة المتسارعة، مضيفًا أن قرب المجمع من الجامعات يتيح فرص تعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية، ويتيح تقديم خدمات "الحوسبة كخدمة" وتأجير وحدات GPU للمطورين والباحثين.
وخلال الفعالية، قام مسؤولو مجمع الشارقة بجولة تعريفية للحضور داخل مرافق المجمع، شملت مختبر الشارقة المفتوح للابتكار (SoiLab)، حيث اطلع الضيوف على البنية التحتية المتقدمة والمرافق التي تدعم المشاريع البحثية والابتكارية.
ويُعد مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار من أسرع المناطق التكنولوجية نموًا في منطقة الشرق الأوسط، ويقود منظومة متكاملة تدعم البحث والتطوير من خلال نموذج التعاون الثلاثي بين الصناعة والحكومة والجامعات، في بيئة محفّزة للإبداع ومصممة لتوفير بنية تحتية عالمية المستوى، تشجع على النمو والاستدامة.