بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، شدّد الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، على أن مؤازرة أهالي غزة تمثل واجباً دينياً وإنسانياً، مؤكداً أن الجمعية تُعد جزءاً من منظومة الدعم المتكاملة التي تقودها دولة الإمارات لإغاثة المتضررين، والمساهمة في إعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي في قطاع غزة.
الشارقة 24:
مأساة إنسانية يعيشها سكان قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم، في أعقاب تصاعد الأحداث التي خلّفت آلاف المتضررين والمشرّدين، وألقت بظلالها على كل تفاصيل الحياة اليومية، من الغذاء والمأوى وحتى الأمل، أطفال ولدوا في زمن الحرب لا يعرفون من الحياة سوى أصوات القصف والخوف، وأمهات يخفين دموعهن خلف دعوات النجاة، فيما تغيب أبسط مقومات العيش الكريم، لا ماء، لا كهرباء، لا مدارس، ولا مستشفيات قادرة على استيعاب هذا الكم من الألم.
في قلب هذا المشهد الموجع، تتقدم الجهود الإنسانية كالشعاع الأخير في نفق طويل، وعلى رأسها مبادرات إماراتية لم تنقطع، قادتها مؤسسات إنسانية عدة، من بينها جمعية الشارقة الخيرية، التي كانت في طليعة المستجيبين لصرخات المنكوبين، ضمن حملة "تراحم من أجل غزة"، وعملية الفارس الشهم 3، بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، مجسدةً بذلك نهجًا إماراتيًا راسخًا في مدّ يد العون للإنسان حيثما كان.
وفي هذا السياق، وتزامناً مع اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق 20 يونيو من كل عام، صرح الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية: "أن الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة واجب ديني وإنساني، ونحن في الجمعية نعتبر أنفسنا حلقة في سلسلة الدعم التي تقودها دولة الإمارات، لإغاثة المتضررين وإعادة الحياة في القطاع إلى مسارها الطبيعي."
وأوضح أن الجمعية نفّذت حزمة واسعة من المشاريع الإغاثية التي تمس حياة الناس اليومية على نحو مباشر بلغت في مجملها قرابة 116 ألف وحدة دعم متنوعة، حيث بادرت الجمعية منذ الأيام الأولى للأزمة إلى توفير المواد الغذائية الضرورية من خلال توزيع أكثر من 32 ألف طرد غذائي على العائلات النازحة في المخيمات والملاجئ، مضيفاً أن المساعدات تضمنت كذلك توزيع 10 آلاف من الأغطية والملابس الثقيلة لمواجهة موجات البرد التي تضرب القطاع في ظل انعدام وسائل التدفئة.
وتابع رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية: "أن الاحتياجات لم تكن محصورة بالغذاء والكساء فقط، بل امتدت إلى احتياجات الأطفال، حيث وفرنا 1,728 عبوة حليب للأطفال، في ظل الانقطاع التام لهذا النوع من الأغذية عن الأسواق المحلية، كما تم توفير 3,000 حقيبة مدرسية متكاملة بالمستلزمات الدراسية دعمًا للأطفال العائدين إلى مقاعد الدراسة رغم ظروفهم القاسية."
وأشار إلى أن الجمعية لم تغفل أزمة المياه التي فاقمت معاناة السكان، حيث تم تشغيل صهاريج مياه صالحة للشرب في عدد من المناطق إلى جانب ترميم عدد من الآبار المتوقفة بفعل تدمير البنية التحتية، لضمان وصول مياه نظيفة وآمنة للعائلات، مع فتح باب التبرع مؤخرا أمام حفر 12 بئر جديدة لتغطي احتياجات أكثر من 312,000 فرد من سكان غزة.
واستطرد: "عملنا أيضاً على تعزيز الأمن الغذائي من خلال تشغيل 20 مطبخاً ميدانياً لتوفير وجبات يومية لنحو 45 ألف شخص، إلى جانب تشغيل 10 مخابز تنتج الخبز يومياً لحوالي 9,500 مستفيد، وهو ما ساعد على تخفيف النقص الحاد في الخبز داخل القطاع."
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هذه الجهود لا تأتي بمعزل عن توجه دولة الإمارات، بل تنسجم مع نهجها في تقديم الإغاثة الفورية والدعم المستدام للمناطق المنكوبة، مؤكداً أن الجمعية تواصل التنسيق مع وزارة الخارجية وكذلك الشركاء على المستوى الدولي، لتوسيع نطاق العمليات وتغطية مزيد من الاحتياجات الملحّة خلال الفترة القادمة.
ودعا إلى استمرار دعم المبادرات الموجهة إلى الأشقاء في غزة، لافتاً إلى أن ما يُقَدَّم ليس مجرد مساعدات مادية، بل نحمل رسائل تضامن وأمل من أبناء الإمارات إلى أشقائنا في فلسطين، مشدداً على أن الإنسانية لا تُقاس بالكلمات، بل بالأفعال التي نزرعها في حياة من أنهكتهم المحن، وحملة "تراحم من أجل غزة" وعملية الفارس الشهم 3 هما امتداد لهذا العمل الجليل.