جار التحميل...
الشارقة 24:
كشف منتزه مليحة الوطني، الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، عن نتائج رصد بيئي شامل وثق أكثر من 100 نوع من الكائنات الحية في بيئته الصحراوية المحمية، تتضمن أكثر من 20 نوعاً من الطيور، وأكثر من 10 أنواع من الزواحف، و11 نوعاً من الثدييات، و39 نوعاً من الحشرات والعناكب، وأكثر من 20 نوعاً من النباتات المحلية، ما يعزز من مكانة المنتزه، كأحد أغنى البيئات الطبيعية وأكثرها تنوعاً في شبه الجزيرة العربية.
ويُعد منتزه مليحة الوطني، الذي يمتد على مساحة 34.2 كيلومتر مربع، وتديره هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، وجهة بيئية وسياحية وثقافية متكاملة تجمع بين التراث الطبيعي والأنشطة التعليمية والسياحية، وأُنشئ بموجب مرسوم أميري ليكون نموذجاً مستداماً للحفاظ على البيئة وتعزيز السياحة البيئية، حيث يضم حفريات نادرة، وقطعاً أثرية تعود إلى آلاف السنين، وأنظمة بيئية متكاملة تعكس ثراء طبيعة الشارقة وتنوعها البيولوجي الفريد.
وتؤكد هذه الاكتشافات البيئية، دور المنتزه كمحور أساسي في استراتيجية الشارقة طويلة المدى بمجالات الحفاظ على الطبيعة، والسياحة البيئية كركائز للتنمية المستدامة.
وأظهرت النتائج، توثيق أكثر من 20 نوعاً من النباتات الصحراوية المحلية، التي تلعب دوراً محورياً في استقرار النظام البيئي وتعزيز مرونة المشهد الصحراوي في المنطقة، حيث تطورت هذه النباتات وعززت قدرتها على مقاومة الظروف الصحراوية القاسية وشديدة الجفاف، وتضم هذه الأنواع شجرة الغاف، والأكاسيا المظلية، وتفاح سدوم، إلى جانب نباتات أخرى مثل الحلفاء والأرطى، التي تُسهم في تثبيت التربة، وتنظيم الرطوبة، وتوفير موائل طبيعية موسمية للكائنات الأخرى.
ويحتضن المنتزه، أكثر من 11 نوعاً من الثدييات المتكيفة مع بيئة الصحراء، من أبرزها الثعلب العربي الأحمر، وغزال الريم العربي، وأكثر من 10 أنواع من الزواحف، منها سحلية السقنقور أو سمكة الرمال، وأفعى القرن العربية، وتوفر بيئة مليحة الطبيعية، ملاذاً لأكثر من 20 نوعاً من الطيور، من بينها عقاب بونيلي، وطائر التُمير العربي أو عصفور الشمس العربي، وصقر العوسق، إضافة إلى الطيور المهاجرة التي تمر عبر المنطقة خلال مواسم التنقل السنوية.
ورصد المنتزه، وجود 39 نوعاً من الحشرات والعناكب التي تلعب دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن البيئي، من خلال التلقيح، وتحسين جودة التربة، والحد من الآفات، كما تشكل أساساً لعدد من السلاسل الغذائية الطبيعية داخل المنتزه، وتضم هذه الكائنات، نحلة النجار، والعقرب العربي ذا الذيل السمين أو العقرب الأسود، وفراشة البانسي الزرقاء، إضافة إلى أنواع أقل شهرة مثل نمل الأسد، وسرعوف الأرض، والعنكبوت الجمل.
ويوفّر منتزه مليحة الوطني، للزوّار باقة واسعة من الأنشطة التي تجمع بين التعلم والاستكشاف، وتشمل جولات في المسارات الطبيعية، ورحلات بين الحفريات والنباتات، ومراقبة الحياة البرية، وجلسات مراقبة النجوم الليلية.
وتأتي هذه البرامج، في إطار رؤية المنتزه لتعزيز الوعي البيئي، ودعم أهداف الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات على المدى الطويل.
وأوضح عمر جاسم آل علي مدير مليحة والمشاريع الاستراتيجية، أن ما يجعل مليحة استثنائية، هو قدرتها على الجمع بين الأهمية البيئية والقيمة الاقتصادية؛ فالتنوع البيولوجي في هذه المنطقة يُعد رأس مال طبيعياً يدعم السياحة، ويوفر فرص عمل مستدامة تستند إلى جهود الحفاظ على الطبيعة، ويعزز مكانة الشارقة كوجهة إقليمية رائدة في التنمية المستدامة، وتشكل حماية هذه الأنواع والتعريف بها مسؤولية بيئية واستراتيجية اقتصادية.
وعلى مدار العام، يستقبل المنتزه الزوّار من الباحثين والطلبة ومحبي الطبيعة والسياح والمسافرين، ليكتشفوا كنوز التنوع الطبيعي في مليحة بالمنطقة الوسطى من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويواصل منتزه مليحة الوطني، الذي يفتح أبوابه على مدار العام، أداء دوره كمقصد بيئي وتعليمي وسياحي فريد، حيث يشكّل وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والباحثين والطلبة والسياح الراغبين في التعرّف عن قرب على أسرار التنوع البيولوجي في قلب صحراء مليحة، واكتشاف ثراء الحياة البرية والنباتية التي تحتضنها هذه البيئة الاستثنائية.