جار التحميل...
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، جلسة ثقافية حول تجربة الفنان التشكيلي السوداني الراحل البروفيسور أحمد شبرين، تحدث فيها الدكتور سعد الدين عبد الحميد، وأدارها الخطاط تاج السر حسن، بحضور عدد كبير من الفنانين التشكيليين، والدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي.
وفي تقديمه، أوضح تاج السر حسن، أن أحمد شبرين (1931 – 2017)، هو رائد في فن التشكيل والتصميم والحروفية العربية، وشغل منصب أستاذ كرسي التصميم الغرافيكي بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في الخرطوم، وعميد سابق لكلية الفنون الجميلة والتطبيقية، وساهم مع كل من عثمان وقيع الله، وإبراهيم الصلحي في تأسيس مدرسة الخرطوم التشكيلية، تخرّج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم، ثم تلقى دراساته العليا بالكلية المركزية للفنون والتصميم لندن، وعمل محاضراً، ثم عميداً لكلية الفنون الجميلة والتطبيقية، وصمم عدة إصدارات للعملة السودانية، وأسس مركز شبرين للفنون، وعرضت أعماله في العديد من الدول بأفريقيا وأوروبا وآسيا، كما صمم عدة جداريات بمطار الملك عبد العزيز بجدة، ومجسمات على كورنيش البحر الأحمر بمدينة جدة السعودية، وهو حائز على نوط الجدارة من السودان، وتكريم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقديراً لجهوده في تطوير حركة الفنون والثقافة والإبداع بالوطن العربي.
في ورقة بعنوان "حروف مدوزنة وذكريات ملونة"، قدم د. سعد الدين عبد الحميد، تجربة الفنان أحمد شبرين، مستعرضاً مراحل هذه التجربة وأبعادها وعمقها وتأثيراتها المختلفة، وأضاف في مستهل حديثه، أنشئت مدرسة الفنون بكلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقاً) في 1946، وكان عثمان وقيع الله، وأحمد شبرين، وإبراهيم الصلحي من أوائل من انتسبوا إليها، واستعرض أعمال شبرين، وهي أعمال زاوج فيها بنجاح بين ما تلقاه من علم وثقافة الغرب خاصة في مجال تخصصه وهو التصميم الغرافيكي، وبين قيم ثقافته القومية، وخاصة فنون التعبير التشكيلية وغير الأدبية، وفن الخط العربي بشكل أخص.
وتحدث المحاضر، عن ارتباط أعمال شبرين بالخلاوي القرآنية التي درس فيها القرآن وتعلم فيها كتابة الحرف العربي وطرق التعاطي معه، وإلى جانب هذا التأثير الأولي لطقوس الكتابة في الخلاوي، كان لتأثير الفن والفلكلور الشعبي وتراث منطقة مروي التأثير الراسخ أيضاً في وجدان شبرين، وسوف يستدعيه في تصميماته للحرف العربي، واستعرض مقتطفات من الكتابات عن المرحوم شبرين في مختلف الصحف والمجلات العربية.
بدوره، أكد د. عمر عبد العزيز، في مداخلة له، أن اللمسة الغالبة في ملحمة شبرين تمثلت في تجسيره العلاقة المباشرة بين الحرف العربي وسلسلة من التداعيات الحرة المحكومة بضوابط المساحات والمحتوى.