الشارقة 24:
كرّم سعادة الشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية بالشارقة، اليوم الاثنين، الفائزين في النسخة الثالثة من جائزة الشارقة في المالية العامة، وذلك خلال حفل أُقيم في مسرح قصر الثقافة بالشارقة، بحضور وزراء ووكلاء ورؤساء ومديري عموم الجهات الحكومية العربية الفائزة، و وعدداًن كبار المسؤولين رؤساء ومدراء الدوائر المحلية وممثلي القطاع المالي في الدولة والمشاركين من الدول العربية المختلفة وشركاء الجائزة من الرعاة.
واستُهل الحفل بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أعقبه تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ثم شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً تعريفياً استعرض أبرز أهداف الجائزة ومحطاتها التطويرية، وما حققته من تفاعل واسع على مستوى العالم العربي.
التميز المالي ضرورة تنموية
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، قال سعادة سالم القصير، رئيس مجلس أمناء الجائزة:"إنّ ما نشهده ليس مجرد حفل تكريم، بل هو تجسيد لمرحلة ناضجة من الوعي المؤسسي في العالم العربي، الذي بات يُدرك أن التميز المالي لم يعد ترفًا إداريًا بل ضرورة تنموية وأداة لصناعة المستقبل، حيث نحتفي بمنجزات نوعية، وبعقول عربية آمنت بقدرتها على إحداث فرق حقيقي في ميدان المالية العامة لترسيخ نهج إداري عربي جديد قوامه الكفاءة والشفافية والمساءلة، وتحفيز الإبداع المؤسسي والتطوير المستمر".
وأضاف سعادته أن الدورة الثالثة للجائزة شهدت مشاركة عربية واسعة من إحدى عشرة دولة شقيقة، هي: جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر والجمهورية العراقية، والجمهورية التونسية، ودولة الكويت والمملكة المغربية والجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية الموريتانية وسلطنة عمان.
بالإضافة إلى الجهات الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة وجهات محلية من إمارة أبوظبي وإمارة دبي وإمارة رأس الخيمة، عبّرت من خلال مبادراتها ومشاريعها عن التزام فعلي بتطوير الأداء المالي الحكومي، وبتبني أفضل ممارسات الحوكمة والاستدامة. وشدد على أن القيمة الحقيقية للجائزة لا تكمن فقط في لحظة الفوز، بل في الأثر المؤسسي الذي تتركه ضمن الجهات المشاركة، إذ تدفعها إلى مراجعة أنظمتها وتطوير أدواتها وتعزيز كفاءة إنفاقها.
تجسّيد رؤية إمارة الشارقة في ترسيخ الحوكمة
من جهته، أكد سعادة الشيخ راشد بن صقر القاسمي، أمين عام الجائزة، مدير دائرة المالية المركزية بالشارقة خلال كلمته بالحفل، أنّ الجائزة منذ انطلاقتها، تحمل رسالة سامية تتمثل في تحفيز التميّز وترسيخ ثقافة الابتكار في إدارة المال العام على مستوى الوطن العربي، استنادًا إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الهادفة إلى بناء نماذج عربية يحتذى بها في الحوكمة الرشيدة، والاستدامة المالية، والتطوير المؤسسي. وأضاف أن الأمانة العامة للجائزة حرصت على مواكبة هذا التوجه الاستراتيجي من خلال تطوير منظومة عمل متكاملة تُعنى بكافة مراحل الجائزة، بدءًا من استلام المشاركات، وفرز الملفات، وصولًا إلى تقييمها بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وفق معايير دقيقة تضمن الشفافية، والنزاهة، والموضوعية.
ونوّه سعادته إلى أن الدورة الثالثة للجائزة شهدت نقلة نوعية تمثلت في إضافة 6 فئات جديدة على المستوى المؤسسي والفردي، ليُصبح إجمالي فئات الجائزة 22 فئة، موزعة بالتساوي بين 11 فئة مؤسسية و11 فئة فردية، بالإضافة إلى أن فئة الجهة المتميزة في الأنظمة والتطبيقات المالية الإلكترونية تصدرت ترتيب الترشّـح المؤسسي، كأعلى وأكثر فئة مؤسسية في الترشّـح وبنسبة لأكثر عن 18% من إجمالي الترشّـح للفئات المؤسسية، بينما تنافست الفئات الفردية في الترشّـح لتصل إلى معدّل 26% لكل فئة فردية، وهو ما يعكس التوسع في نطاق الجائزة وتنوّع مجالاتها، بما يتماشى مع التطورات المتسارعة في قطاع المالية العامة، ويواكب الاحتياجات المستجدة لدى الجهات الحكومية والكوادر المهنية في هذا المجال الحيوي، مُشيراً إلى أن الدورة الثالثة شهدت تطورًا ملحوظًا في نوعية المشاركات وتوسّع نطاق التفاعل العربي، وهو ما يعكس تزايد ثقة المؤسسات الحكومية في الجائزة، ويؤكد مكانتها كمحفز إقليمي في دعم التطوير الإداري والمالي.
رؤية موحّدة لتعزيز التميز في الإدارة المالية الحكومية عربياً
من جانبه، أشار سعادة الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية نائب رئيس مجلس الأمناء خلال كلمةً ألقاها بالحفل، أن الشراكة المؤسسية الراسخة بين المنظمة التابعة لجامعة الدول العربية والجائزة تُجسد إرادة عربية موحّدة تهدف إلى تمكين العمل الحكومي في الدول العربية من أدوات التميز والتطوير المستدام، وفق أفضل الممارسات العالمية، مع مراعاة خصوصية السياقات الاقتصادية والتنموية في المنطقة.
وأوضح سعادته أن الجائزة لعبت دورًا محوريًا في خلق بيئة تنافسية إيجابية بين المؤسسات الحكومية، تُعزز ثقافة الجودة، وترسّخ مفاهيم الحوكمة والشفافية، إلى جانب دفع الجهات نحو الابتكار في آليات التخطيط المالي، وتحقيق كفاءة أعلى في إدارة الموارد العامة، مُضيفاً أن ما شهدته الدورة الثالثة للجائزة يمثل مؤشرًا ملموسًا على التصاعد الإيجابي في أداء المؤسسات المالية الحكومية على المستوى العربي، مشيرًا إلى أن المشاركات تميزت هذا العام بتنوّعها المعرفي، وعمقها التحليلي، واتساعها الجغرافي بمجموعة من المبادرات الريادية التي عكست نضجًا مؤسسيًا يستحق التقدير.
تكريم الفائزين في الفئات المؤسسية والفردية
وتفضل سعادته بتكريم عدد من المؤسسات الفائزة في الفئات المؤسسية، حيث نالت بلدية مدينة العين من دائرة النقل والبلديات من دولة الإمارات، وأمانة عمّان الكبرى من المملكة الأردنية الهاشمية جائزة "الجهة المتميزة في المالية العامة"، بينما فازت شرطة دبي بجائزة "الجهة المتميزة في الأنظمة والتطبيقات المالية الإلكترونية". كما حصدت وزارة الحج والعمرة من المملكة العربية السعودية، والمديرية العامة للشؤون المالية بوزارة التربية في جمهورية العراق، جائزة "الجهة المتميزة في إدارة المشاريع المالية".
وفي محور الابتكار المالي، حصلت الهيئة الاتحادية للضرائب بدولة الإمارات على جائزة "الجهة المتميزة في الابتكار المالي"، في حين فازت هيئة الرقابة العامة للمالية التابعة لوزارة المالية التونسية بجائزة "الرقابة والتدقيق وإدارة المخاطر المالية". وكرّمت الجائزة أيضًا دائرة المالية – حكومة دبي، ووزارة المالية الكويتية عن فئة "تقديم الخدمات المالية"، بينما نالت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة جائزة "إدارة المشتريات والعقود والمناقصات والمزايدات والأصول الحكومية".
كما تم تكريم وزارة المالية الإماراتية عن فئة "إدارة النقد والصناديق السيادية والخدمات المالية المصرفية"، والهيئة القومية للتأمين الاجتماعي من مصر عن فئة " إدارة صناديق التقاعد / الضمان الاجتماعي "، إضافة إلى هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة المصرية عن فئة "تحقيق الاستدامة المالية".
كما كرم سعادة رئيس دائرة المالية المركزية الفائزين في الفئات الفردية، أبرزهم محمد بن عبداللطيف الحزامي من السعودية، وأنور عبد الجابر من فلسطين، وجلال حميمو من المغرب عن فئة "مدير القطاع المالي العربي المتميز". كما حصلت نوف الفهيدي من قطر، وآمنة الشامسي من الإمارات، إلى جانب آمنة العنزان من قطر، على جائزة "المدير المالي العربي المتميز".
وفي فئة الخبير المالي العربي المتميز فاز بها كل من نوفل الناصري من المملكة المغربية، ومعز السليتي من الجمهورية التونسية، وهيثم علي قاسم العقرباوي من دولة الإمارات، إلى جانب فئة الباحث المالي العربي المتميز، التي حصدها كل من محمد عدنان أمين زيد من فلسطين، والحسن قطب عبد الرحمن رضوان من مصر، ومحمد أبراغ من المملكة المغربية
وفي الفئات الأخرى فاز كل من حسن بوسنة من السعودية، وسالم العبدالرزاق من الكويت، وزهير الرحموني من تونس بجائزة "مدير الموازنة العربي المتميز"، فيما حصلت سائدة قدومي عثمان من الإمارات على جائزة "مدير الضرائب العربي المتميز". كما شهد الحفل تكريم عدد من الكفاءات المالية العربية في فئة مدير الحسابات العربي المتميز، حيث فازت كل من نرمين محمد توفيق باشا من دولة فلسطين، والدكتورة هبة صابر عبد الحليم عبد المنعم، والدكتورة حنان محمد أبو المعاطي خطاب من جمهورية مصر العربية. وفي فئة مدير الأنظمة المالية الإلكترونية العربي المتميز، حصل على الجائزة كل من أحمد الجواودة من المملكة الأردنية الهاشمية، وآمنة بن لوتاه من دولة الإمارات العربية المتحدة، وحازم محمد رياض من دولة فلسطين.
وفي فئة مدير المشتريات والعقود العربي المتميز، نال الجائزة كل من سليمان عبدالله سليمان من دولة الإمارات، ومحمد حسني مصطفى عودة من دولة فلسطين، ومنى المعداوي من جمهورية مصر العربية.
وفي فئة رئيس القسم المالي العربي المتميز أو مستوى القيادة الوسطى، فازت كل من آمنة عمر المندوس من دولة الإمارات، وحسين علي العبدولي من حكومة دبي، وآلاء محمود محمد الخطيب من المملكة الأردنية الهاشمية. أما في فئة المدقق المالي العربي المتميز-المراقب، فقد تم تكريم ناظم قيزة من الجمهورية التونسية، وصابرة أبو بكر حسن نصيب من مصر، ويزن عبد الحميد الشبيلات من الأردن.
واختتم التكريم في فئة المحاسب المالي العربي المتميز، تم تكريم أريج تيسير محمود تيم من الأردن، ومحمد يسري قبيصي خليفة من مصر، وأمينة عبد الستار محمد البلوشي من حكومة دبي.
ترسيخ ثقافة التميز وتطوير الفكر الإداري في القطاع الحكومي، من خلال إيجاد هوية عربية موحّدة لممارسات الإدارة المالية.
جديرٌ بالذكر أن جائزة الشارقة في المالية العامة، التي أُطلقت عام 2018، هي إحدى المبادرات الريادية التي تسعى إلى ترسيخ ثقافة التميز وتطوير الفكر الإداري في القطاع الحكومي، من خلال إيجاد هوية عربية موحّدة لممارسات الإدارة المالية عنوانها الكفاءة والشفافية والابتكار. وانطلاقًا من رؤيتها كجائزة عربية رائدة ومتميزة في مجال المالية العامة، تسعى الجائزة إلى تعزيز ممارسات الجودة والتميّز كمنهج مستدام لتطوير أداء المؤسسات المالية الحكومية، عبر اعتماد معايير دقيقة للتقييم المؤسسي والفردي، ونشر أفضل التجارب والممارسات في الإدارة المالية على المستوى العربي.