جار التحميل...
الشارقة 24:
في مبادرة تعكس أهمية الحرف التقليدية في دعم وتطوير الاقتصاد الإبداعي، جمعت جلسة "الحرف التقليدية الإماراتية: هوية، واقتصاد، واستدامة" نخبة من أبرز المؤسسات والمراكز الوطنية المعنية بالحرف والتراث والثقافة، في حوار استراتيجي يهدف لتوحيد الرؤى حول مستقبل الحرف التقليدية كقوة اقتصادية وثقافية.
وجاءت الجلسة التي نظمها مجلس إرثي للحرف المعاصرة بالتعاون مع وزارة الثقافة ضمن فعاليات منتدى "اصنع في الإمارات"، بمشاركة كلٌّ من أسماء الحمادي، الوكيل المساعد لقطاع تنمية المبدعين المكلف في وزارة الثقافة، وسعادة ريم بن كرم، مدير عام مجلس إرثي للحرف المعاصرة، وسلامة الشامسي، مديرة إدارة المواقع الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وهند المحيربي، مدير إدارة مشروع الغدير للحرف الإماراتية، والمهندسة غالية المناعي، رئيسة الشؤون الاستراتيجية في الاتحاد النسائي العام، وفايز سعيد اليماحي، نائب المدير العام لمركز غرس للتمكين الاجتماعي، وأدارتها سعادة الدكتورة أسماء محمد حسوني.
وشكّلت الجلسة منصة استراتيجية لمناقشة سبل التمكين المجتمعي والاقتصادي للحرفيات والحرفيين، ودور الابتكار في استدامة قطاع الحرف التقليدية وتعزيز حضورها في السوق المحلي والعالمي.
وخلال الجلسة، أكدت أسماء الحمادي، أن الحرف التقليدية تخلق فارقاً مميزاً وقيمة لافتة إلى أي منتج معاصر، حتى وإن اقتصر حضورها على لمسات بسيطة تضاف إليه، لما تحمله تلك الحرف من قيمة ثقافية وجاذبية فريدة.
وأشارت الحمادي إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل على حماية الملكية الفكرية للمنتجات التراثية المحلية، باعتبارها خطوة أساسية لتعزيز حضورها التجاري محلياً وعالمياً، عبر إطلاق مبادرة المؤشرات الجغرافية كما وكشفت عن إطلاق وزارة الثقافة سجل وطني للحرفيين، يهدف إلى تمكينهم من الوصول إلى الأسواق العالمية، وربطهم بمنظومة الاقتصاد الإبداعي، بما يرسّخ استدامة الحرفة ويرفع من قيمتها المعنوية والمادية.
من جانبها، أكدت سعادة ريم بن كرم، أن مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة، برئاسة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، يسهم في تحويل الحرف اليدوية الإماراتية إلى رافد اقتصادي وثقافي، عبر إعادة تقديمها برؤية معاصرة تفتح آفاقاً واسعة للتسويق المحلي والعالمي.
وأشارت بن كرم إلى أن المجلس انطلق بدعم حرفية واحدة، ليحتضن اليوم أكثر من 500 حرفية، بفضل برامج تدريبية متخصصة وشراكات عالمية ساهمت في نقل الحرف الإماراتية إلى منصات دولية.
كما أكدت تبني المجلس لنهج متكامل في الاستدامة الثقافية والاقتصادية والبيئية، مشيدةً بتجارب التعاون مع مؤسسات كبيرة مثل "بولغاري" و"أسبري" و"كارتيير" التي ساعدت على دمج الحرفيات في المنظومة الإبداعية العالمية، وتمكينهن من تأسيس علامات تجارية محلية منافسة.
وخلال حديثها، أكدت المهندسة غالية المناعي، أن مركز الصناعات التراثية والحرفية، الذي تأسس عام 1978 بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" وبدعم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يُعد أول مركز وطني متخصص يُعنى بتمكين الحرفيات الإماراتيات وصون التراث.
وأضافت أن المركز يشكّل حاضنة متكاملة تدعم الحرفيات من خلال صرف مكافآت شهرية، وتدريب مهني متقدم في ستة مشاغل متخصصة تُعنى بإحياء الحرف الإماراتية الأصيلة مثل السدو، والتلي، والخوص، والنسيج، والخياطة والتطريز والفنون الحديثة.
كما تم تطوير تطبيق "متجري" لتسويق منتجات الأسر المنتجة الفائزة بجائزة القمة الحكومية في عام 2015، إلى جانب جهود التوثيق المعرفي عبر كتيبات والمحتويات الرقمية وبرنامج "السنع" لنقل القيم الإماراتية للأجيال.
وأشارت إلى الحضور الدولي للمركز من خلال المعارض الدولية والعلامة التجارية "بتسة"، مشيرةً إلى أن الحرفيات المنتسبات بالمركز يُلقّبن بـ"حاميات التراث" تكريماً لدورهن في صون الهوية الإماراتية ونقلها بفخر إلى المستقبل.
من جانبها، أكدت هند المحيربي، أن مشروع "الغدير" يركّز منذ تأسيسه في العام 2006 على تمكين الحرفيات اقتصادياً من خلال إنتاج حرفي معاصر يستند إلى المنتجات التقليدية.
وأوضحت أن المشروع لا يقتصر على التدريب وتوفير المواد الخام، بل يتكفّل أيضاً بتسويق المنتجات محلياً ودولياً عبر المعارض والمتاجر، لضمان دخل مستدام للمنتسبات.
ولفتت إلى أن التسويق يمثل التحدي الأكبر، باعتباره الأداة الأهم لوصول الحرفيات إلى الجمهور المستهدف، مشيرةً إلى خطط المشروع لافتتاح متاجر في عدد من المعالم السياحية البارزة في أبوظبي لتوسيع نطاق الانتشار.
من ناحيته، أوضح فايز سعيد اليماحي، أن مركز غرس للتمكين الاجتماعي، التابع لجمعية الفجيرة الخيرية، يركِّز على تطوير منتجات الأسر المنتجة لتمكينها اقتصادياً، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات حكومية وشركات خاصة.
وأشار اليماحي إلى أن المركز يعمل على دعم الأمهات الحرفيات وتسويق منتجاتهن، مشيداً بدور الجيل الجديد، خاصة الفتيات، في تسويق منتجات أمهاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما ساهم بشكل ملموس في رفع المبيعات.
ولفت إلى أن المركز يستعد لإطلاق منصة رقمية خاصة تعزز من حضور الحرفيات في الفضاء الرقمي، وتفتح لهن آفاقاً جديدة للتوسع والتواصل مع الأسواق.