الشارقة 24:
ضمن الفعاليات الرئيسية لافتتاح "مهرجان اللغة والثقافة العربية" بمدينة ميلان الإيطالية، الذي نظّمه معهد الثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلان، برعاية هيئة الشارقة للكتاب، استعرض مجمع اللغة العربية بالشارقة جهود إمارة الشارقة في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في الأوساط الأكاديمية الغربية، ومبادراتها العلمية والمعرفية لإثراء الدراسات والأبحاث العربية في الجامعات العالمية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "جهود مجمع اللغة العربية بالشارقة لدعم اللغة العربية في الغرب"، تحدث خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، حيث أكد أنّ العربية، بما تمثّله من وعاءٍ للهوية وجسرٍ للتواصل بين الشعوب، لا تزال تحظى بعشق أبنائها وشغف الدارسين من المستشرقين وغيرهم في آسيا وأوروبا، وهو ما تُرجِم إلى خدمات جليلة أسهمت في ترسيخ مكانتها عالميّاً.
طلاب العالم في الشارقة
واستعرض المستغانمي مبادرة "الانغماس اللغوي" التي أطلقها المجمع بتوجيهٍ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث تستضيف الشارقة وفوداً أكاديمية من جامعات غربية عالمية، نمساوية وبولندية وإيطالية وغيرها، فيعيش المشاركون بين أهلها وينهلون من بيئتها الثقافية، ما يعمّق حصيلتهم اللغوية ويتجاوز حدود الدروس النظرية.
كما أشار الأمين العام للمجمع إلى مشروع "الموسوعة العربية الشاملة" الذي يشرف عليه مجمع اللغة العربية بالشارقة، مؤكّداً أنّ هذه المشاريع تجسِّد رؤية الشارقة في دعم العربية وإبرازها رافداً معرفيّاً وإنسانيّاً ينقل الأفكار والثقافات بين الأمم.
مفاتيح الملكة اللغوية
وأوضح الدكتور امحمد صافي المستغانمي أنّ تكوين الملكة اللغوية يرتكز على خمسة مفاتيح متكاملة: أوّلها القراءة المستمرة الواعية التي تفتح للمتعلِّم آفاق المعرفة وتُنمِّي حصيلته التعبيرية؛ وثانيها التعمق في "علوم الآلة" من نحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ وعَروضٍ وغيرها، التي تُعطي المتعلّم أدوات الفهم والتحليل السليم.
أمّا المفتاح الثالث، فأشار المستغانمي إليه من خلال إبراز دور المعلّم الماهر المتبحّر في اللغة، القادر على غرس حبّ العربية في نفوس أبنائها والدارسين من غير الناطقين بها. كما أبرز أهمية الحفظ لطالب العربية، بما في ذلك حفظ سور أو آيات من القرآن الكريم، ونصوص من الحديث النبوي الشريف، والشعر العربي، والحِكَم والأمثال السائرة؛ وأخيراً، شدّد على ضرورة التدريب المنهجي، شفهيّاً وكتابيّاً، من خلال جلسات منتظمة تُتيح للمُتعلِّم ممارسة اللغة في مواقف حياتية متنوّعة.
واستمرت فعاليات مهرجان اللغة والثقافة العربية، الذي نظمه معهد الثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلان بالتعاون مع مركز أبحاث اللغة العربية، على مدار أربعة أيام حتى 17 من الشهر الجاري، تحت شعار: "اللسان المهاجر: اللغة العربية بلا حدود". وشهدت الدورة الثامنة مشاركة 30 باحثاً وأكاديمياً وأدباء عرباً من المهجر، يمثلون 18 دولة.
وسلّط المهرجان الضوء على حضور اللغة والثقافة العربية في السياقات الغربية، من خلال مناقشة قضايا تعليم العربية للناطقين بغيرها، وتطوير مناهج النحو والبلاغة، إلى جانب استعراض تجارب الأدب العربي في المهجر، وقضايا الترجمة، وتلقي النص العربي بلغات أخرى، وما يرتبط بها من أسئلة الهوية والاندماج الثقافي.