جار التحميل...
الشارقة 24 – وام:
أكد البيان الختامي للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، اليوم السبت، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وحق العودة والتعويض للاجئين والمغتربين الفلسطينيين.
وطالب بيان القمة العربية، بوقف فوري للحرب في غزة، ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد معاناة المدنيين الأبرياء، وحث المجتمع الدولي، على الضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في غزة.
وجددت القمة العربية، في بيانها الختامي، التأكيد على الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر، واعتبرت ذلك انتهاكاً جسيماً لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً، كما أدانت سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
كما دعا البيان، جميع الدول، إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة في مارس الماضي، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في الشهر ذاته بمدينة جدة، بشأن التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، في إطار مسار سياسي يؤدي إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، ويضمن الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في أرضه، ومنع محاولات تهجيره، وتمكينه من ممارسة جميع حقوقه المشروعة، وحث الدول ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، على سرعة تقديم الدعم المالي اللازم لتنفيذ الخطة، وشدد على أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية، وتمكين وكالات الأمم المتحدة، ولا سيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، من العمل في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الدعم الدولي لها للنهوض بمسؤولياتها واستئناف مهامها.
وجددت القمة، الدعوة إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، بما يشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى قبول عضويتها في الأمم المتحدة كدولة مستقلة، وضمان استعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة وتقرير المصير، كما طالبت بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
ودعا البيان الختامي، كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة، لتكريس الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية الشرعية بهذا السياق.
وشدد البيان، على قدسية مدينة القدس ومكانتها عند الأديان السماوية، وأدان كل المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة، وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في مقدساتها، وأكد ضرورة توفير الحماية للأماكن المقدسة في بيت لحم وعدم المساس بهويتها الثقافية والدينية، مؤكداً في هذا الخصوص، دعمه للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأعرب البيان الختامي للقمة العربية، عن دعمه الكامل لموقف دولة جنوب إفريقيا في الدعوى القضائية ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وجدد البيان، تأكيده سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث "طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى" ودعا إيران إلى التجاوب مع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
وأكد البيان، على احترام خيارات الشعب السوري، والحرص على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، الذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على دعم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية.
ودعت القمة العربية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، إلى ممارسة الضغط لوقف هذه الاعتداءات واحترام سيادة الدول، مؤكداً ضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة، مرحباً بإعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية.
كما أكد بيان القمة، دعم الجمهورية اللبنانية في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، وحماية حدودها المعترف بها دولياً بوجه أي اعتداءات عليها وعلى سيادتها، وأدان الخروقات الإسرائيلية، مطالباً إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من لبنان إلى الحدود المعترف بها دولياً، وبتسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949، والتضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، ودعم جهودها في عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وأعربت القمة العربية في بيانها الختامي، عن تأكيد تضامنه الكامل مع الجمهورية اليمنية، في حفاظها على سيادتها ووحدتها ودعم الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن وإنهاء حالة الحرب والانقسام وإيجاد الحلول عبر الحوار الداخلي وتوفير الظروف الملائمة، لتحقيق السيادة والازدهار، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤونه الداخلية.
وأكد البيان، أهمية إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان بالشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه، والتأكيد على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني.
وجدد البيان الختامي، تقديم الدعم الكامل إلى دولة ليبيا، وحل الأزمة فيها عبر الحوار الوطني وبما يحفظ وحدة الدولة، ويحقق طموحات شعبها واستقرارها الدائم، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤونه الداخلية، معرباً عن دعم سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ووقف التدخل في شؤونها الداخلية، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها في مدى زمني محدد.
ودعا البيان الختامي، مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى الاستشاري للدولة، بضرورة سرعة التوافق على إصدار القوانين الانتخابية التي تلبي مطالب الشعب الليبي لتحقيق الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتزامنة وإنهاء الفترات الانتقالية، ودعا كافة الأطراف في ليبيا، إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية بما يحفظ لدولة ليبيا مصالحها العليا ويحقق لشعبها تطلعاته للسلم والاستقرار والازدهار، مشيداً بجهود دول جوار ليبيا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، لضمان الوحدة الليبية والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا.
كما أكد البيان، دعمه لجمهورية الصومال الفدرالية ووحدة أراضيها، وفي إرساء دعائم الأمن والاستقرار عبر مساهمة الدول العربية في تعزيز قدراتها وتمكينها من الاستجابة للتحديات التي تواجهها في المرحلة الراهنة، وأدان كافة الأنشطة والأعمال الإرهابية وإدانة محاولة اغتيال رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود في شهر مارس 2025.
وعلى صعيد العمل العربي المُشترك ومواجهة التحديات، أكد البيان الختامي للقمة العربية، ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، داعياً جميع الأطراف المعنية إلى الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأكد البيان، أن الأمن المائي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي، مشدداً على أهمية دعم الجهود التي تبذلها كل من جمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان، والجمهورية العربية السورية، لضمان حقوقها المائية المشروعة.
وشددت القمة العربية، على أهمية استمرار تضافر الجهود من أجل تعزيز القدرات العربية الجماعية في مجال الاستجابة للتحديات التنموية الراهنة، وفي مقدمتها الأمن الغذائي والصحي والطاقة ومواجهة التغيرات المناخية، وضرورة تطوير آليات التعاون لمأسسة العمل العربي في تلك المجالات.
وأكد البيان الختامي لقمة بغداد العربية، الموقف الثابت في إدانة جميع أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به، والأعمال والنشاطات الإرهابية التي تقوم بها العصابات الإرهابية، لا سيما داعش والقاعدة، والجماعات والأفراد المرتبطة بهم، التي تُمثل الخطر الفاعل في المنطقة العربية بشكل عام، والتصدي للجريمة المنظمة، ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر، وغسيل الأموال.
وشددت القمة، على أن استمرار وجود الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، والتهديدات المرتبطة به، يمثل خطراً محدقاً للسلم المجتمعي، ويقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يستوجب استجابة جماعية فعالة وشاملة في الجانبين العسكري والمدني لمواجهتها وتجفيف منابعه، في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، ومن خلال تنسيق الجهود العربية والإقليمية والدولية، ودعم وتعزيز قدرات أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول العربية.
ودعا البيان، إلى تفعيل الإجراءات الرادعة لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتحريض، لما لها من تأثير سلبي على السلم المجتمعي واستدامة الأمن والسلم الدوليين، وذلك وفقاً للقرارات الصادرة من الجامعة العربية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وحث البيان، كافة الدول، على منع التطرف العنيف، ومنع نشاطات التمويل بكافة أشكالها، والتحريض والتخطيط، والتجنيد، ومنع منح الملاذ الآمن للإرهابيين، ومنع تنقل الإرهابيين الأجانب، وتضافر الجهود من أجل إخراجهم من المنطقة بشكل كامل وفوري.
وأكدت القمة العربية في بغداد، أهمية تعزيز الأمن السيبراني، في إطار العمل العربي المشترك، لحماية البنى التحتية الرقمية والبيانات، ومواجهة التهديدات السيبرانية عبر تطوير استراتيجيات عربية موحدة، لضمان فضاء إلكتروني آمن يدعم التنمية الشاملة.
وأعرب البيان، عن دعم المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى نتائج إيجابية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وضمان عدم رفع مستويات تخصيب اليورانيوم لأكثر من الحاجة المطلوبة للأغراض السلمية.
وجدد البيان، حرص الدول العربية، على التعاون الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ودعم جهودها لمعالجة التحديات العالمية، بما فيها تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030، وتغير المناخ، وحماية البيئة، وحقوق الإنسان، والفقر، والأمن المائي والغذائي، والطاقة المتجددة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية.