جار التحميل...
الشارقة 24:
في إطار رسالتها الإعلامية الهادفة إلى صون التراث الثقافي والشعري لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة الشارقة بشكل خاص، تواصل قناة الوسطى من الذيد، التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عند السادسة والنصف مساء كل ثلاثاء، تقديم برنامجها المتميز "سيرة شاعر"، الذي يسلط الضوء على التجارب الشعرية الثرية في الدولة، لا سيما في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، وذلك من خلال سرد سير شعرائها المتميزين، سواء من الأسماء الراحلة التي تركت بصمتها في وجدان الوطن، أو من الشعراء الأحياء الذين يواصلون رفد الساحة الشعرية بإبداعهم المتجدد.
يقدم البرنامج الشاعر والإعلامي سيف بن هويشل الخاطري، أحد أبرز الشعراء الشباب من أبناء المنطقة الوسطى، الذي استطاع من خلال أسلوبه العفوي والرصين أن يقترب من ذاكرة القصيد ومن تجارب الشعراء بروحٍ صادقة، تجمع بين التقدير العميق والإعجاب الواعي بتجاربهم.
يأخذنا الخاطري، عبر كل حلقة، إلى رحلة في عوالم الشعراء، من خلال سرد حياتهم، واستعراض قصائدهم الخالدة، التي شكّلت وجدان المجتمع، وعبّرت عن قضاياه وأحلامه وهويته، كما لا يكتفي البرنامج بنقل السيرة الشعرية فحسب، بل يتوقف أيضاً عند المحطات الفارقة في حياة كل شاعر، سواء الشخصية أو الوطنية، في محاولة لربط الإبداع بسياقه الإنساني والاجتماعي.
ويشكل "سيرة شاعر"، أحد أبرز البرامج الثقافية التراثية التي تقدمها قناة الوسطى من الذيد، إذ يعد توثيقاً مرئياً غنياً لتاريخ الشعر المحلي، ويسهم في تسليط الضوء على الكنوز الإبداعية التي زخرت بها البادية، والتي طالما كانت منذ القدم وحتى وقتنا الراهن منجماً للمواهب والمبدعين.
وتناول البرنامج منذ انطلاقته، عدداً من الأسماء الشعرية اللامعة، واحتفى بالعديد من الشعراء الذين أغنوا الساحة الثقافية الشعرية بنتاجهم المتميز، وساهموا في ترسيخ حضور القصيدة في الوجدان الشعبي.
يحرص فريق عمل البرنامج على تقديم محتوى موثق، يعتمد على أرشفة دقيقة للمادة الشعرية والسير الذاتية، مع الاعتماد على إخراج بصري هادئ وجاذب، يُظهر عمق الفكرة دون أن يغفل جمالية الصورة وتنوع المشاهد، ما يجعل من "سيرة شاعر" مساحة إعلامية راقية تليق بساحة الشعر والشعراء.
وأكد سعيد راشد بن فاضل الكتبي مدير قناة الوسطى من الذيد، أن البرنامج يأتي في إطار حرص القناة على الاحتفاء بالهوية الثقافية لدولة الإمارات، وعلى رأسها الشعر النبطي، باعتباره أحد أهم مكونات الموروث المحلي، فالشعر ليس مجرد إبداع إنساني فحسب، بل ذاكرة وطن، وسجل وجداني يعكس تطور المجتمع الإماراتي في مختلف مراحله.
وأضاف الكتبي، نسعى من خلال البرنامج إلى صون التراث الشعري وتقديمه بأسلوب معاصر يصل إلى الجيل الحالي والأجيال القادمة، عبر وثيقة بصرية تصدح بالوفاء للقصيدة وأصحابها، ونافذة تطل منها الأجيال الجديدة على كنوز الماضي، لتستلهم منها ما يضيء دروب المستقبل، فمع كل حلقة جديدة من البرنامج، تتجدد الدعوة لأن نقرأ تاريخنا بعيون القصيدة، وأن نحفظ سيرة مبدعينا كما تحفظ الأرض جذورها.