جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
شهدت الأسواق المالية في العالم انهيارات تاريخية وقياسية، اليوم الاثنين، على خلفية تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرسوم الجمركية المعممة التي فرضها على بقية الدول، ورد الصين عليها، ما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
بعد جلستين من الخسائر، يومي الخميس والجمعة، تشهد أسواق الأسهم الأوروبية زلزالاً "غير مسبوق"، بحسب محللين، إذ انخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 5%، وكذلك مؤشر كاك 40 في باريس.
وسُجل انهيار الاثنين في الأسواق الآسيوية من طوكيو إلى شنغهاي مروراً بسيؤول وتايبيه، حيث بلغ التراجع 13% في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاماً.
وكانت وول ستريت شهدت الجمعة أسوأ يوم لها منذ 2020.
ولدى سؤاله عن انهيار الأسواق الذي قد يكون له أثر مدمر على الاقتصاد العالمي، تمسك ترامب بموقفه قائلاً: في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي، وأكد أن بلاده أصبحت أقوى بكثير منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبراً أن تراجع الأسواق لم يكن قراراً متعمداً من جانبه.
وقرر ترامب، فرض رسوم جمركية عامة بنسبة 10% على مجمل الواردات الأميركية منذ السبت، متهماً شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين بـ"نهب" بلاده.
وستشتد الوطأة على التجارة العالمية، بعد غدٍ الأربعاء، مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوم بنسبة 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي.
ويزداد الانهيار حدة، في ظل رد الصين التي أعلنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، بغية إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي، بحسب نائب وزير التجارة الصيني لينغ جي، الذي تعهد بأن تبقى بلاده، أرضاً مثالية وآمنة وواعدة للاستثمارات الأجنبية.
وفي مواجهة الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية، أعلن أكبر صناديق الاستثمار المملوكة للدولة في الصين، عزمه المساهمة في الأداء المستقر للأسواق.
وكتب ترامب الأحد على منصته "تروث سوشال"، لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى، وتابع الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة.
واتهمت بكين واشنطن، اليوم الاثنين، بممارسة الهيمنة باسم المعاملة بالمثل.
وأكد ترامب، أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره، وجميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق، وأشار إلى أن الأوروبيين يأتون إلى طاولة المفاوضات، ويريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي.
وأوضح وزير المال سكوت بيسنت لشبكة إن بي سي، تواصلت أكثر من خمسين دولة مع الحكومة بشأن تخفيض لحواجزها الجمركية ورسومها ووقف تلاعبها بأسعار الصرف، وتابع سنرى ما إذا كان ما يعرضونه جديراً بالمصداقية، لأنه بعد 20 أو 30 أو 40 أو 50 عاماً من السلوك السيء، لا يمكننا الانطلاق مجدداً من الصفر، وحذر أن هذا ليس أمراً يمكنكم التفاوض عليه خلال بضعة أيام أو بضعة أسابيع، ملمحاً إلى أن الرسوم المشددة قد تبقى سارية لعدة أشهر على الأقل.
وضاعف الأوروبيون، من جانبهم، الاتصالات في نهاية الأسبوع قبل عقد اجتماع الاثنين في لوكسمبورغ لوزراء التجارة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي، من أجل تحديد الرد الأوروبي على الولايات المتحدة، حيث وعدت بروكسل بفتح "مفاوضات جادة" مع واشنطن لمواجهة هذه الرسوم التي تعتبرها غير مبررة.
ويجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، في البيت الأبيض محادثات مع ترامب تهيمن عليها مسألة الرسوم الجمركية بنسبة 17% التي فرضها الرئيس الجمهوري على إسرائيل، إلى جانب الحرب في قطاع غزة والموضوع الإيراني.
من جهة أخرى، طلب الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، أعلى زعيم في فيتنام، مهلة "لا تقل عن 45 يوماً" قبل دخول الرسوم الجمركية بنسبة 46% المقررة لصادرات بلاده إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ، حتى يتمكن البلدان من التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.
ورأى كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض كيفن هاسيت، أن الدول التي عرضت بدء محادثات، فعلت ذلك لأنها تدرك أنها ستخضع لنسبة مرتفعة من هذه الرسوم الجمركية، وهو يعارض بذلك التحذيرات بأن الرسوم الجديدة ستنعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي، ولو أنه أقر بأنه ستكون هناك زيادات في الأسعار، لكنه أكد لا أعتقد أننا سنرى وطأة كبيرة على المستهلكين في الولايات المتحدة.
غير أن معظم خبراء الاقتصاد، يتوقعون أن تؤدي التعريفات الجديدة على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة إلى تسارع التضخم وتراجع الاستهلاك، وبينهم ستيف كوكراين كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وكالة موديز، الذي أوضح قد نشهد في وقت قريب جداً ركوداً في الولايات المتحدة.