جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
أكدت مصادر مطلعة، أن المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار أعلنت، اليوم الاثنين، الحداد الوطني لأسبوع على ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وارتفعت حصيلته إلى 2056 قتيلاً، وسط تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الناجين تحت أنقاض المباني المدمرة.
وستُنكس الأعلام حتى السادس من إبريل 2025، حداداً على القتلى وتضامناً مع العائلات الثكلى وما أصابها من أضرار، عقب الزلزال المدمر الذي وقع الجمعة وبلغت قوته 7.7 درجة.
وأعلن الحكام العسكريون أيضاً، الوقوف دقيقة صمت الثلاثاء، في وقت وقوع الزلزال، ودعت جميع الناس التوقف حيثما كانوا لتكريم الضحايا، فيما يتعين على وسائل الإعلام وقف بثها وعرض رموز حداد وستقام الصلوات.
وصدر بيان الحكومة العسكرية، في وقت تباطأت جهود الإنقاذ في ماندالاي، إحدى أكثر المدن تضرراً وثاني مدينة في البلاد مع ما يزيد عن 1.7 مليون نسمة.
وأوضح أونغ مينت حسين كبير مسؤولي مسجد ساجا الشمالي في ماندالاي، أن الوضع مأسوي لدرجة يصعب معها وصف ما يحدث.
واستعد الناس لتمضية ليلتهم الرابعة على التوالي في شوارع ماندالاي، إما لعدم قدرتهم على العودة إلى منازلهم المدمرة، أو لخوفهم من الهزات الارتدادية المتكررة التي ضربت المدينة خلال عطلة الأسبوع.
ولدى بعضهم خيام لكنّ كثراً، بينهم أطفال صغار، ناموا على بطانيات في منتصف الطرق، مبتعدين قدر الإمكان عن المباني خوفاً من سقوط حجارة.
وإضافة إلى القتلى، أعلن ناطق باسم المجموعة الحاكمة، الاثنين، ارتفاع عدد الجرحى إلى 3900، فيما لا يزال 270 شخصا في عداد المفقودين مع توقع ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير.
ومن بين القتلى، ثلاثة مواطنين صينيين، بحسب وسائل إعلام حكومية صينية، وفرنسيان على ما أعلنت وزارة الخارجية في باريس.
وتأكدت وفاة ما لا يقل عن 18 شخصاً على مسافة مئات الكيلومترات في بانكوك، حيث تسببت قوة الزلزال في انهيار برج سكني قيد الإنشاء من 30 طابقاً، لكن ما زال نحو 80 عاملاً محاصرين تحت الأنقاض، وفق السلطات.
وأُخلي مستشفى ماندالاي الحكومي الذي يتسع لألف سرير، فيما يتلقى مئات المرضى العلاج في الخارج، ووسط توقعات الأرصاد بوصول الحرارة إلى 40 درجة مئوية الاثنين، استلقى المرضى على نقالات في موقف سيارات المستشفى واكتفى كثيرون منهم بغطاء رقيق يقيهم أشعة الشمس الاستوائية الحارقة، في حين بذل أقاربهم قصارى جهدهم لتهدئتهم ممسكين بأيديهم أو ملوحين بمراوح خيزران فوقهم.
وأرهق الحر الشديد، عمال الإنقاذ وسرّع من تحلل الجثث، ما يُعقّد عملية التعرف عليها، لكن حركة المرور بدأت تعود إلى شوارع ماندالاي الاثنين، وفتحت بعض المطاعم أبوابها واستأنف باعة جوالون عملهم، في حين تجمع مئات المسلمين أمام مسجد مُدمّر في المدينة لتأدية أول صلاة عيد الفطر.
وضربت هزات ارتدادية مدينة ماندالاي، خلال عطلة الأسبوع، ما دفع السكان مرات عدة إلى الفرار إلى الشوارع ذعراً ولو لفترات وجيزة.
وكانت الصعوبات هائلة حتى قبل وقوع الزلزال في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والتي يزيد عدد سكانها عن 50 مليوناً.
وصنّفت منظمة الصحة العالمية، زلزال ميانمار، حالة طوارئ من أعلى مستوى، وطالبت بتمويل عاجل مقداره ثمانية ملايين دولار لإنقاذ الأرواح، فيما أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار.
وتستمر فرق الإغاثة والإنقاذ الدولية في الوصول، بعدما وجه رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة مين أونغ هلاينغ، نداء قلما يحدث للحصول على مساعدات خارجية.
وشكر الناطق باسم الحكومة العسكرية زاو مين تون، الحليفين الرئيسيين الصين وروسيا على مساعدتهما، بالإضافة إلى الهند، وأعلن أن السلطات تبذل قصارى جهدها في تقديم العلاج للمصابين والبحث عن المفقودين.
وفي بانكوك، تساقطت الأمطار، اليوم الاثنين، على موقع البرج المنهار، حيث واصل عمال الإنقاذ إزالة أكوام الركام.
وتحاول السلطات التايلاندية، معرفة سبب انهيار البرج الذي يضم مكاتب خدمات حكومية، وهو الضرر الكبير الوحيد في بانكوك.
وفي أماكن أخرى من العاصمة، كانت الأضرار محدودة، في وقت أعلن فيه المسؤولون، أنهم لم يفقدوا الأمل في العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض.