جار التحميل...
الشارقة 24:
استضاف المجلس الرمضاني الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة، الكاتب وصانع محتوى السلوك البشري الدكتور خالد غطاس ضمن جلسة رئيسية عقدت أمس الخميس في منطقة الجادة تحت عنوان: “السلوكيات البشرية: القيم والمعتقدات ضمن فعاليات النسخة الرابعة عشرة.
وتناولت الجلسة التي أدارتها الإعلامية ريم سيف، عدة محاور رئيسية أبرزها تأثير العالم الافتراضي على تشكيل المعتقدات الفردية والجماعية، والدور الذي تلعبه التربية في ترسيخ القيم التي يولد عليها الإنسان أو تعديلها عبر التجارب الحياتية.
كما ناقشت أهمية مراجعة النفس لتعزيز السلوك الإيجابي، إضافة إلى دور التقليد في ترسيخ القيم وأهمية التوجيه لاختيار نماذج سلوكية إيجابية يتم الاقتداء بها. وأكد الدكتور غطاس ضرورة العودة إلى القيم الدينية لضبط السلوك الإنساني، في ظل تزايد النزعة الفردية التي أدت إلى اختلاط المعايير وضياع الهوية لدى بعض الأفراد.
وتحدث عن تأثير البيئة المحيطة في تشكيل سلوك الأفراد وأهمية نشر الوعي لضمان تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع.
وأشار إلى هيمنة الصورة والمظهر الخارجي على الجوهر، إذ أصبح التركيز على كيفية الظهور أكثر أهمية من الحقيقة، مما أدى إلى فجوة بين الواقع والصورة المثالية التي يسعى الأفراد إلى تقديمها.
وتناول الدكتور غطاس أهمية بناء علاقات إنسانية ذات عمق ومعنى بدلاً من العلاقات السطحية، إضافة إلى دور الاختلال بالنفس في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.
وتطرق إلى أهمية إدارة العواطف والتفاعل العاطفي، وأثر ذلك في تعزيز الصبر والرضا والاستقرار النفسي، إلى جانب إيجاد توازن بين التربية التقليدية وتأثير التقنيات الحديثة، خاصة في ظل تزايد تعلق الأطفال بالتكنولوجيا، مما يتطلب دورًا أكبر للآباء في توفير بيئة تربوية متوازنة.
كما أشار إلى النزعة الفردية المتزايدة في العصر الحديث، حيث أصبح الإنسان مرجعًا لنفسه في صنع القرارات، رغم أن الفطرة الإنسانية قائمة على التفاعل الاجتماعي والاعتماد المتبادل بين الأفراد.
وشهدت الجلسة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين ناقشوا سبل الحفاظ على القيم الأخلاقية في ظل التطورات التكنولوجية، إلى جانب أهمية التوجيه الأسري والتربوي في خلق جيل قادر على التمييز بين الواقع والافتراض في عالم متغير.