جار التحميل...
الشارقة 24:
"لماذا ما زالت السيارات القديمة تحتفظ بسحرها وتستقطب أجيالاً جديدة من الهواة، مع أن عالم اليوم يتطلع إلى الحداثة والتجديد في هذا القطاع؟" سؤال وجد له مساحة واسعة من خلال معاينة وجوه الزوار الشباب في مهرجان الشارقة للسيارات القديمة، الذين يسعون لاقتناء الموديلات القديمة والمحافظة على أصالتها، أو إدخال تعديلات تعكس ذوقهم.
فما الذي يدفعهم إلى ذلك؟ وكيف يتعاملون مع تحديات صيانة هذه السيارات وإيجاد قطع غيارها؟ وهل يرون في السيارات القديمة مجرد هواية، أم أنها أصبحت استثماراً مستقبلياً؟
وسائل التواصل الاجتماعي أعادت إحياء الشغف
وحول رأيه في سبب إقبال الشباب على القطاع، أكد فياض الدوسري أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً رئيسياً في إعادة تسليط الضوء على السيارات القديمة بعد أن كانت السيارات الحديثة تحظى بالاهتمام الأكبر. ورأى أن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة وافتقارها للطابع المميز دفع العديد من الشباب للبحث عن بدائل أكثر تفرداً، حيث تعبير السيارة القديمة عن شخصية مالكها.
ويشير الدوسري إلى أن أفضل الأماكن لاقتناء السيارات القديمة هي المهرجانات والمعارض المتخصصة، لكن الإنترنت أصبح الوسيلة الأكثر فاعلية للوصول إلى مجتمع عشاق هذه السيارات في الإمارات، البحرين، والكويت، مما سهّل التواصل والتبادل بينهم، ووسع انتشار هذا الشغف بين الأجيال الجديدة.
فهم الأعطال ضروري لكل هاوٍ
وهل كل أحد يستطيع التعامل مع الأعطال؟ أجاب منصور المناعي: "التعامل مع أعطال السيارات القديمة يختلف بين الهواة، فبينما يمتلك البعض الخبرة الكافية لإصلاح سياراتهم بأنفسهم أو بمساعدة أصدقائهم، يفضل آخرون الاعتماد على الورش المتخصصة. لكن من الأفضل لكل هاوٍ أن يثق بقدراته ويحاول فهم المشكلات الميكانيكية بنفسه، لأن السيارات القديمة معرضة للأعطال بشكل متكرر".
وأضاف المناعي، أن امتلاك المعرفة الأساسية عن الأعطال يساعد في توفير الوقت والمال، حيث يمكن لصاحب السيارة إصلاح المشكلة بنفسه أو على الأقل معرفة السبب قبل التوجه إلى الورشة، مما يسهل التواصل مع الفنيين ويضمن إصلاح السيارة بكفاءة.
الأصالة أولاً إلا في حالات الضرورة
أما إجراء التعديلات عليها، أكد إبراهيم بن سيفان الشامسي، أن السيارة القديمة في حالتها الأصلية أكثر قيمة وأصالة، ويفضل الاحتفاظ بها دون تعديلات إلا عند الضرورة، مثل عدم توفر قطع غيارها الأصلية، مما يستدعي التعديل بما لا يؤثر على جوهر السيارة.
ويرى الشامسي أن الشباب يختلفون في نوعية التعديلات التي يفضلونها؛ فالبعض يركز على تحسين الأداء عبر تعديل المحرك ونظام الدفع، بينما يهتم آخرون بجوانب جمالية مثل تحسين الصوت أو الشكل الخارجي. ومع تزايد الاهتمام بالسيارات القديمة بين الأجيال الجديدة، أصبح من الشائع رؤية سيارة قديمة تحمل مظهراً كلاسيكياً، لكنها مجهزة بأحدث التقنيات الميكانيكية.
السيارات القديمة فرصة استثمارية بآفاق واسعة
وفيما يتعلق بالهواية والاستثمار بين فئة الشباب، فيؤمن أحمد راشد التميمي بأن السيارات القديمة ليست مجرد هواية أو شغف، بل فضاء استثماري واعد يزداد الطلب عليه.
فمن خلال خبرته التي تمتد لـ 10 سنوات في هذا المجال، لاحظ أن الشباب ينجذبون بشكل خاص إلى سيارات البيك أب القديمة والتي أصبحت تحتل مكانة بارزة في السوق، حيث يمكن لبعض الطرازات النادرة أن تصل أسعارها إلى أكثر من 100 ألف درهم، وذلك وفقاً لدرجة قدمها، أصالتها، وميزاتها الميكانيكية والتصميمية.
ويستقبل المهرجان الزوار يومياً من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساءً، مع توفير مواقف مجانية للسيارات داخل وخارج موقع المهرجان، فيما يمكن متابعة مستجدات المهرجان وبرنامج الفعاليات عبر صفحات نادي الشارقة للسيارات القديمة على وسائل التواصل الاجتماعي @sharjahocc.