جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
تعرضت جزيرة سانتوريني اليونانية الشهيرة عالمياً، مجدداً لهزات أرضية شديدة، اليوم الاثنين، ما دفع آلاف السكان الخائفين إلى مغادرتها، رغم دعوات رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى الهدوء.
وسجلت أكثر من 200 هزة منذ الأحد، قبالة الجزيرة السياحية في أرخبيل سيكلاديز في بحر إيجه، وبلغت أقواها 4.9 درجة، ظهر الاثنين، بحسب المعهد الجيوديناميكي التابع لمرصد أثينا.
وحذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قائلاً: علينا أن نتعامل مع ظاهرة جيولوجية مكثفة للغاية، وأضاف قبل كل شيء أود أن أطلب من سكان الجزيرة أن يحافظوا على الهدوء.
ومنذ الأحد، غادر آلاف السكان الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها الدائمين 15500 نسمة، مذعورين من وتيرة هذه الهزات خصوصاً في اليومين الماضيين، حيث أوضح شهود عيان، أن نحو ألف راكب استقلوا عبّارة بعد ظهر الاثنين متجهة إلى ميناء بيريوس في جنوب أثينا.
وكان أكثر من ألف شخص غادروا سانتوريني الأحد، حيث أعلنت موظفة في خفر السواحل، أن الليلة الماضية تحققنا من أن العبّارة بلو ستار خيوس كانت تقل 1100 شخص من سانتوريني، مشيرة إلى تشكل طوابير أمام بعض وكالات السفر المحلية.
ووفقاً لموظفة في وكالة سفر، يفترض أن تغادر عبّارة إضافية سانتوريني قرابة الساعة 01:00 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وصرح دميتريس سيليستاي (45 عاماً)، الذي يعمل في سانتوريني منذ 25 عاماً، قائلة: نحن جميعاً قلقون، علينا جميعاً المغادرة والوقوف في طابور بانتظار العبّارة خصوصاً لحماية أطفالنا.
بدوره، أكد كوستاس ساكافاراس المرشد السياحي الذي يعيش في الجزيرة منذ 17 عاماً، تسجيل هزات شديدة متتالية كل 3 أو 4 ساعات أمس، وأنه لم يشهد ذلك من قبل في سانتوريني، وأنه غادر الجزيرة الأحد مع عائلته، وأضاف في اتصال هاتفي، قررنا المغادرة لأسباب تتعلق بالسلامة، والعبّارة التي تربط سانتوريني ببيرايوس كانت ممتلئة.
من جهته، أشار المعهد، إلى أن مركز الزلزال الذي بلغت قوته 4.9 درجة يقع بين سانتوريني وجزيرة أنافي القريبة، وهي مقصد سياحي أيضاً.
وبعد دقائق من وقوع الزلزال، تلقى السكان إنذاراً على هواتفهم المحمولة تحذرهم من خطر الانهيارات في بعض القرى، حيث أمضى السكان ليلتهم في الخارج، إما في سياراتهم أو في مناطق آمنة حددتها السلطات البلدية.
وسيّرت شركة الطيران اليونانية "إيجيان"، رحلات إضافية، الاثنين والثلاثاء، من سانتوريني وإليها، بينما قررت السلطات أن تبقي كل المدارس في الجزيرة وكذلك في جزيرتَي أمورغوس وإيوس المجاورتين مغلقة حتى الجمعة.
وبحسب علماء الزلازل، فإن النشاط الزلزالي يؤثر أيضاً على جزر أخرى مجاورة سياحية مثل أنافي وإيوس وأمورغوس، في وقت أوصت فيه المملكة المتحدة المسافرين إلى هذه الجزر باتباع توصيات وزارة الحماية المدنية اليونانية.
وكان من المقرر أن يحضر رئيس منظمة التخطيط والحماية من الزلازل إفثيميوس ليكاس اجتماعاً مع السلطات المحلية وعلماء آخرين، إذا كان هناك احتمال ضعيف لحدوث زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر فلا يمكن تحت أي ظرف وقوع زلزال بقوة تزيد عن ست درجات، حسبما أعلن لقناة "إي آر تي" العامة.
وتواصل السلطات، الدعوة إلى أقصى درجات اليقظة، والابتعاد عن بعض الموانئ في سانتوريني وإفراغ المسابح في منازلهم من المياه، لكن وزير الحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس، أعاد التأكيد أمام البرلمان في أثينا، أن كل التدابير المتّخذة حتى الآن كانت وقائية.
وشددت السلطات، على أن الهزات لم تكن نتيجة نشاط بركاني بل نشاط تكتوني، حيث تعد سانتوريني إحدى الجزر البركانية في سيكلاديز الأكثر شعبية لدى السياح، فقد استقبلت 3.4 مليون سائح عام 2023، لكنّ السياح نادرون في هذا الوقت من العام.
وفي بلغاريا، حذر بايكو بايكوف الرئيس التنفيذي لوكالة بوهيميا للسفر، من أن العديد من العملاء يشعرون بالقلق، وأضاف نتلقى اتصالات من أفراد يشعرون بالقلق لرحلتهم، لكن لا يزال هناك متسع من الوقت قبل موسم الذروة.
وعام 1956، تعرضت الجزيرة لزلزال بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، ما أدى إلى مقتل خمسين شخصاً، وتسبب في حدوث تسونامي.