رغم نبذ طالبان لها، دخلت آلة الرباب قائمة اليونسكو للتراث الأفغاني، إذ استمر صنع الآلة المنتشرة بشكل خاص في آسيا الوسطى على مدى عقود، ولا تزال هذه الآلة الوترية مصممة على البقاء والاستمرار بفضل حرفيين يصنعونها في الخفاء، رغم سعي حركة طالبان إلى إسكات صوت الموسيقى.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
في محترفه في مدينة هرات الأفغانية، صنع سخي على مدى عقود آلة الرُّباب المنتشرة بشكل خاص في آسيا الوسطى، وهو لا يزال مصمماً على الاستمرار في حرفته رغم سعي حركة طالبان إلى إسكات صوت الموسيقى.
وقال سخي، صانع آلات رباب: "ما زلنا نصنع الرباب بسبب الفقر وظروفنا الاقتصادية، رغم أنه لا ينبغي لنا أن نفعل ذلك بعد الآن، لأن حكومتنا تطلب منا عدم القيام بذلك، لكن هذه الوظيفة هي الوحيدة التي أجيدها، وأنا معاق ولا يمكنني امتهان حرفة أخرى، يجب أن أصنعها بطريقة أو بأخرى وأبيعها بأسعار زهيدة لأعيل أسرتي ".
لكن إلى جانب الدخل الذي يأمل في أن يكسبه من هذه الحرفة، لا يمكن إغفال "القيمة الثقافية" التي تمثلها هذه الآلة وقد كرّست اليونسكو هذه القيمة الثقافية: ففي ديسمبر، أدرجت منظمة الأمم المتحدة فن صنع الرباب والعزف عليها في أفغانستان وإيران وأوزبكستان وطاجيكستان، في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي.
وقال غل آغا، عازف رباب هاو: "شعرت بالفخر والاعتزاز، لقد جعلنا ذلك الأمر نشعر بالزهو، إذ لدينا في أفغانستان آلة مدرجة في قائمة اليونسكو".
وانطفأ صوت هذه الآلة تقريباً في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة وخلال السنوات الثلاث الماضية، وغادر عدد كبير من الموسيقيين البلاد، وقد شجعت الحركة من بقي منهم على تبديل مسارهم.
فيما اضطُرّ غل آغا للتعهد بالتوقف عن العزف، فإنه في بعض الأحيان يعزف بضع نغمات للقلة من السياح الذين يزورون هرات.