"الشارقة للآثار" تختتم معرض "مليحة: مملكة عربية على طريق الحرير"

الشارقة 24:

اختتمت هيئة الشارقة للآثار بنجاح كبير فعاليات معرض "مليحة: مملكة عربية على طريق الحرير"، الذي أُقيم في متحف ميهو باليابان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال الفترة من 6 يوليو وحتى 15 ديسمبر 2024، والذي استقطب أكثر من 100,000 زائر، ليصبح واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية التي جسدت التراث الثقافي الغني لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية.

مقتنيات فريدة وسرد حضاري

وضم المعرض أكثر من 160 قطعة أثرية نادرة، شملت كنوزًا وطنية وممتلكات ثقافية قيّمة تُبرز التنوع الحضاري الذي ميّز مملكة مليحة. من بين هذه القطع، 40 تُصنف ككنوز وطنية، و49 قطعة تمثل ممتلكات ثقافية مهمة، بالإضافة إلى اكتشافات حديثة عُرضت لأول مرة. كما تناولت المعروضات الجوانب المختلفة للحياة في مليحة، بما في ذلك التجارة، المعتقدات الدينية، الفن والجمال، والنظم الاجتماعية.

أهمية الاستثمار في الثقافة التاريخية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة

وأكد سعادة عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، إلى أن هذا المعرض يُعد خطوة مهمة ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها الهيئة لتعريف العالم بإرث الشارقة الحضاري، قائلاً: "إن النجاح الكبير لمعرض 'مليحة: مملكة عربية على طريق الحرير' يعكس قوة رسالة الشارقة الثقافية ودورها في تعزيز مكانة الإمارات كمركز حضاري عالمي. فاستقطاب أكثر من 100 ألف زائر للمعرض ليس مجرد أرقام، بل يمثل جسور تواصل جديدة بُنيت مع شعوب وثقافات مختلفة، ما يُعد دليلاً واضحًا على الأثر الكبير للمعرض في تمكين الوعي بالإرث التاريخي للإمارات، ودور مليحة كمحور للتواصل الثقافي والتجاري بين الشرق والغرب، مما يُجسد رؤيتنا في حفظ التراث الثقافي والأثري وإحيائه، ويؤكد على أهمية الاستثمار في الثقافة التاريخية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة."

فرصة غير مسبوقة للتواصل مع الجمهور الياباني والدولي

من جانبه أشار سعادة الدكتور صباح عبود جاسم، مستشار هيئة الشارقة للآثار، إلى أن المعرض جاء ليُبرز الدور المحوري لإمارة الشارقة ومملكة مليحة التاريخية في صياغة ملامح الحضارة الإنسانية. وأضاف أن استضافة متحف ميهو لهذا الحدث المهم شكلت محطة رئيسية لتوسيع نطاق التعريف بالإرث الثقافي الإماراتي، حيث أتاح فرصة غير مسبوقة للتواصل مع الجمهور الياباني والدولي، الذي أبدى اهتمامًا واسعًا بما قدمه المعرض من قطع أثرية نادرة ورؤية متكاملة لتاريخ المنطقة، مؤكداً أن هذا المعرض يُبرز التزام هيئة الشارقة للآثار بمواصلة مسيرتها في إحياء تاريخنا العريق وإيصاله إلى العالمية، من خلال تقديم نموذج يُجسد القيم الإنسانية المشتركة والتعايش السلمي الذي كان سائدًا في تلك الحقبة، ضمن عرض مميز لمقتنيات نادرة وشواهد حضارية استثنائية ".

مكانة مليحة كمحطة استراتيجية على طريق الحرير

وجاء تنظيم هيئة الشارقة للآثار لهذا المعرض ليؤكد التزام الإمارة بدورها الرائد في نشر الثقافة والمعرفة وتعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب، حيث سلّط المعرض الضوء على مكانة مليحة كمحطة استراتيجية على طريق الحرير ودورها المحوري في التبادل التجاري والثقافي خلال فترة تاريخية هامة.

تقديم نموذج فريد للتواصل الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي

ويُعدّ هذا المعرض جزءاً من سلسلة مبادرات استراتيجية لهيئة الشارقة للآثار التي تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية والأثرية، بما يعكس رؤية إمارة الشارقة نحو تقديم نموذج فريد للتواصل الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي، كما يُبرز متانة العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان.