في إطار مشروعها الشهري، سلطت دارة الدكتور سلطان القاسمي، في مشروع "درجة علمية" لشهر ديسمبر 2024، الضوء على إنجاز معرفي وبحثي في تاريخ المنطقة لصاحب السمو حاكم الشارقة، حصل به على دكتوراه الفلسفة في الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة دورهام العريقة بالمملكة المتحدة، عن أطروحة بعنوان "صراع القوى والتجارة في الخليج (1620م-1820م)".
الشارقة 24:
سلطت دارة الدكتور سلطان القاسمي، في مشروع "درجة علمية" لشهر ديسمبر 2024، الضوء على إنجاز معرفي وبحثي في تاريخ المنطقة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حصل به على دكتوراه الفلسفة في الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة دورهام العريقة بالمملكة المتحدة، عن أطروحة بعنوان "صراع القوى والتجارة في الخليج (1620م-1820م)".
استحضرت الدارة في إطار مشروعها الشهري، واحدة من أهم بصمات صاحب السمو حاكم الشارقة، في الأبحاث التاريخية التي قدم من خلالها قراءات منطقية للأحداث في المنطقة، كما سعى فيها إلى ترسيخ الحقائق وكشف الزيف والمغالطات لبعض المؤلفات الغربية حول تاريخ منطقة الخليج.
لم يكن يوم 2 يوليو 1999 شاهداً فقط على حصول سموه على درجة الدكتوراه من جامعة دورهام، بل كان شاهداً أيضاً على إشراقة علمية لمرجع أصبح مصدراً قيماً للباحثين عن وقائع سياسة واقتصادية وتجارية ودبلوماسية واجتماعية وثقافية في ضفتي الخليج، خلال القرنين الماضيين.
في ذلك اليوم، أظهر صاحب السمو حاكم الشارقة، طبيعة بحثية متميزة تستند إلى حكمة وبصيرة تشكلت من الأحداث والتجارب والقراءات الموسعة، فكان مؤرخاً ومؤرشفاً وفاحصاً للمعلومات والوثائق بشفافية وموضوعية ودقة عالية، واعتمد نهجاً بحثياً جعل كتابه "صراع القوى والتجارة في الخليج" مرجعاً مهماً للباحثين.
قدم سموه من خلال هذا الكتاب، رؤية علمية ترتكز على مراجع ووثائق كثيرة، حيث شغلت المراجع والهوامش فيه 33 صفحة، ما عكس جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في جمع المعلومات وتحري الصحة، كما اعتمد أيضاً على نهج بحثي لتصحيح الروايات المغلوطة التي ترد في مؤلفات تاريخية أو في وثائق.
من داخل أسوار جامعة دورهام الإنجليزية، التي تعد أقدم ثالث جامعة بريطانية، دحض صاحب السمو حاكم الشارقة، رواية البريطاني جون لوريمر الذي يعد من أبرز المؤرخين والجغرافيين الذين وصفوا أحداث منطقة الخليج العربي في بداية القرن العشرين.
وذكر سموه في مقدمته لكتابه "صراع القوى والتجارة في الخليج"، أن الهدف الأساسي من هذا الكتاب هو تقديم تفسير منطقي أو عقلاني للأحداث التي وقعت في المنطقة من العام 1620 وحتى 1820، ثم تصحيح الروايات المغلوطة في الكتاب المُسَمّى "دليل الخليج الفارسي/عمان/ ووسط الجزيرة" الذي ألَّفَه جون لوريمر بين عامي 1908 و1914 ميلادية.
كما أكد سموه في خاتمة كتابه "صراع القوى والتجارة في الخليج" إلى أنه أجرى هذه الدراسة المطوّلة الموسعة التي تضمنها الكتاب "على أساس من الاعتماد الكلّي تقريباً على مصادر أولية موثّقة من سجلات الشركات الأوروبية، التي كانت محفوظة في الأرشيف والمكتبات".
وطرح صاحب السمو حاكم الشارقة في هذا الكتاب حقائق ورؤى أكثر واقعية حول صراعات القوى الفارسية والنزاعات المحلية الأخرى حول التجارة في الخليج، وحول شؤون شركات الهند الشرقية الأوروبية، وذلك من خلال إصراراه على الوصول إلى وثائق معتمدة لا تشوبها الشكوك العلمية والمعرفية.
ترك هذا الكتاب بصمة بحثية في جامعة دورهام، كما استمرت منذ ذلك الوقت بصمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في دعم البحث العلمي وطلبة الدراسات العليا، فقد تكفل بإنشاء مبنى القاسمي التابع لجامعة دورهام لدعم برامج الدراسات العربية والإسلامية فيه، وتم افتتاحه عام 2003، ليضم معهد الدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية ومراكز للدراسات العربية والإيرانية والصينية واليابانية·
كما يعد المركز واحداً من أكثر المراكز الحيوية في دراسات الشرق الأوسط على مستوى بريطانيا، ومركزاً ريادياً في دراسة الاقتصاد السياسي الإسلامي عالمياً، ويحتضن أيضاً عدداَ كبيراَ من الخبراء في المجالات السياسية والمتخصصين في الدراسات للبنوك الإسلامية.
وكون صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، هو قائد ملهم يؤمن بأن الاستثمار في البحث العلمي لا يساهم فقط في تحسين الحاضر، بل يبني الأسس لمستقبل مليء بالفرص والاكتشافات، فقد عزز من سبل التعاون بين جامعتي الشارقة ودورهام، بما يخدم ارتقاء الفكر الإنساني بعيداً عن المغالطات التاريخية.