الشارقة 24 - محمد الحمادي:
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء اليوم الأحد، حفل العشاء المقام بمناسبة الاحتفاء بالمملكة المغربية ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك في بيت النابودة بمنطقة قلب الشارقة.
وكان في استقبال سموه عند وصوله الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، وعدداً من كبار المسؤولين رؤساء ومديري الدوائر الحكومية وضيوف معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة خلال الحفل، رحب فيها بالحضور وضيوف معرض الشارقة الدولي للكتاب، معتبراً سموه أنه يوم سعيد، تلقى خلالها سموه تحيات الملك محمد السادس ملك مملكة المغرب، موجهاً سموه الشكر والتقدير للمغرب على الهدايا الثمينة والوثائق والعلوم والتراث التي جاءت بها للشارقة، واصفاً سموه هذه الوثائق بأنها فتحت الأعين على أشياء لم نعهدها من قبل.
وأضاف سموه: "أن الغرب قسم البلدان لقسمين المغرب وشمال إفريقيا وقسم المشرق، ويختلف قسم المغرب عن المشرق في اللغة وبُعد المسافة، ونلاحظ أن المشرقي لا يعرف المغربي، وكل ما يذكره المشرقي هناك هو الأندلس والتباكي على الأندلس، ولكن نقول بأن الأندلس هي وليدة المغرب في أولها وفي آخرها، فحتى ولو اختفت الأندلس فقد عوضنا الله بالمغرب التي حفظت التراث الأندلسي".
وأشاد صاحب السمو حاكم الشارقة بمن ناضل واستطاع تحرير المغرب من يد الاستعمار، مبيناً سموه أن الكثير لم يكن مستعد لاستقبال ما جاء من المغرب من ثقافة وتراث وإرث تاريخي عظيم، رغم الأهمية التاريخية والغنى الثقافي المتنوع الذي تمتلكه المملكة المغربية.
وأشار سموه إلى أنه من الذين يشاهدون كيف تتهافت الدول على المغرب لتوقيع الاتفاقيات معها، ذاكراً سموه رغبته في أن يكون له مكاناً في ثقافة المغرب، ليس متفرجاً أو مستغلاً بل مساعداً أبناء المغرب من الباحثين في المجال التراثي والثقافي.
وأبدى صاحب السمو حاكم الشارقة الرغبة في فتح مجال مع الجامعات المغربية في البحث العلمي التراثي، وأن يتم تكليف الباحثين المغاربة للعمل عليه، موضحاً سموه قائلاً: "إذا مشيت في أرض المغرب لنطقت كل حصاة في مبنى وقالت أنا هنا، لها قصة في شرقها وغربها ومدنها وسهلها، وكل ذلك مخزون إلى يومنا هذا، ونريد أن تكون المغرب هي إشعاع ليس بشيء غريب أو مشوه، وذلك من الأصالة التي لديهم ومن التراث الذي حفظوه لنا، نتمنى أن تكون هذه الزيارة بادرة خير على الأمة العربية والإسلامية لنقل تراثها إلى أبناء هذه الأمة ليعرفوا المغرب وتاريخها ويعرفوا أن المغرب اختزن وحافظ ولم يشوه أي تراث، ونتمنى أن يكون لنا مقام في خدمة البحث العلمي في التراث العربي المغربي".
من جانبه، ألقى معالي محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية كلمة، قال فيها: "إنها لحظات ممتعة، تتجدد فيها أواصر الأخوة والتعاون الراسخ بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية بقيادة قائدي البلدين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "حفظه الله"، والملك محمد السادس".
وأضاف بنسعيد: "لقد كان افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب لحظة نجاح وسعادة بالنسبة لنا جميعاً، فكما عهدنا من أشقائنا في إمارة الشارقة، وشهد الجميع على تنظيم مدهش وﺣــﻀﻮر ﻣــﻬﻢ وﻣــﻀﻤﻮن ﻳــﻮاﺻــﻞ إﻏــﺮاءە للمشاركين واﻟــﺰوار، وبدورنا لم ندخر جهداً لكي يكون الاحتفاء بالمملكة المغربية ضيف شرف نقطة مضيئة في هذا الصرح الثقافي الزاهر".
وتناول وزير الشباب والثقافة والتواصل دور إمارة الشارقة في تبني ثورة الثقافة حتى غدت مصدر اعتزاز وفخر، قائلاً: "لقد أطلقت إمارة الشارقة منذ عقود ثورة ثقافية، كخيار استراتيجي يهدف إلى بناء الإنسان، وها هي اليوم أضحت مركزاً ثقافياً ليس على مستوى الإمارات وحدها، بل للعالم كله، وهو مصدر اعتزاز وفخر للجميع".
وأضاف محمد المهدي بنسعيد: "لقد أسفر هذا الخيار عن حركة ثقافية تبادلية تولدت منها مشاريع وبنيات ثقافية وفكرية تواصل مهامها النبيلة في إنشاء وتوسيع دوائر الفعل الثقافي داخل البلدان العربية وفي العالم، ويسرنا في وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن نشيد بالتعاون الثقافي والفني بين البلدين الشقيقين، والذي حقق رصيداً من الإنجازات والمبادلات التي ستعرف مزيداً من الرقي والازدهار بفضل جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، ومتابعة رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب".
واختتم وزير الشباب والثقافة والتواصل كلمته، قائلاً: "إننا نجدد الإشادة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ونشكر الأشقاء، ببالغ التقدير وعظيم الامتنان على اختيار المملكة المغربية ضيف شرف لهذه الدورة، كما نشيد بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي كان ولازال وسيظل تعبيراً عن سمو القيم الفاضلة في هذه الأرض الطيبة، دامت الأخوة والصداقة الإماراتية المغربية ودام النجاح للفعل الثقافي ولمعرض الشارقة الدولي للكتاب".
وتبادل صاحب السمو حاكم الشارقة ومعالي وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية الهدايا والدروع التذكارية، ملتقطين الصور الجماعية.
ويعرض جناح المملكة المغربية خلال مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب برنامجاً ثقافياً غنياً وجذاباً، يعكس أبرز ملامح المشهد الثقافي والتراث المغربي الحالي، كما يضم الجناح مشاركة أكثر من 25 ناشراً مغربياً، يعرضون أكثر من 4 آلاف عنوان، إضافةً إلى الندوات والجلسات الحوارية التي يشارك فيها نخبة من المفكرين والأدباء المغاربة، يستعرضون خلالها الموروث الثقافي للمجتمع المغربي ودور الذكاء الاصطناعي في عالم الثقافة والفكر والمعرفة والشعر.
ويعد اختيار المملكة المغربية ضيف شرف المعرض لاعتبارها ملتقى للثقافات ومنارة للعلم، وما تضمه من شواهد حية على عظمة التاريخ الإسلامي هناك، وغنى التنوع الثقافي للحضارة العربية، إضافة إلى الاحتفاء بالتراث الأدبي باعتبارها علا للتقدم الثقافي والفكري.