تعهد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، الخميس، بمقاومة ضم الجزيرة، وهي تصريحات نددت بها الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها سيتم توحيدها في أحد الأيام.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أطلق الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، الخميس، تعهداً بـ "مقاومة ضم" الجزيرة، وهي تصريحات نددت بها الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها سيتم توحيدها في أحد الأيام.
وألقى لاي الذي تم تنصيبه في مايو، خطاباً في مناسبة العيد الوطني، وهو حدث أثار مخاوف من قيام بكين بمناورات عسكرية حول تايوان.
وقال أمام القصر الرئاسي في تايبيه "سأحافظ أيضاً على التزامي مقاومة الضم أو التعدي على سيادتنا".
وتدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه منذ العام 2016، ووصول تساي إنغ وين الى الرئاسة في تايوان، ثم خليفتها لاي تشينغ-تي.
وحذرت الصين بعد الخطاب من أن "استفزازات" لاي، سوف تؤدي إلى "كارثة" للشعب التايواني.
واعتبر تشين بينهوا المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان الصيني في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن "استفزازات لاي في السعي إلى الاستقلال هي السبب الجذري للمشاكل التي تهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مشيراً إلى أنها "ستجلب كارثة لشعب تايوان".
وكانت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ قد صرحت في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي أن خطاب لي الخميس "كشف رأيه المتعنت بشأن استقلال تايوان ونيته الخبيثة بتصعيد التوترات عبر مضيق تايوان، بسبب مصالح شخصية ذات دوافع سياسية".
من جهته، أكد لاي الخميس أمام أنظار تساي والرئيس السابق المؤيد للاستقلال شين شوي-بيان، أن "تصميمنا على الدفاع عن سيادتنا الوطنية لم يتغير"، وكذلك "جهودنا للحفاظ على الوضع القائم للسلام والاستقرار في مضيق تايوان"، الواقع بين الجزيرة والصين.
وكثفت بكين ضغوطها العسكرية والسياسية على تايوان في السنوات الماضية، ولم تتراجع عن إعلان عزمها استخدام القوة العسكرية لاستعادة السيطرة على الجزيرة.
نظمت ثلاث سلاسل من المناورات الواسعة النطاق في السنتين الماضيتين، مستخدمة سلاح الطيران والبحرية لتطويق الجزيرة.
ترسل بكين أيضاً بشكل شبه يومي سفناً حربية وطائرات الى المنطقة.
وبحسب مسؤول أميركي كبير، تحدث الأربعاء، فإن الصين يمكن أن تستخدم الاحتفالات التايوانية الخميس، لتبرير القيام بمناورات عسكرية.
وقال لصحافيين: حتى لو لم نشهد أي نشاط عسكري أو مناورات كبيرة بعد الخطابات السابقة في 10 أكتوبر "العيد الوطني"، فإننا مستعدون لاحتمال أن تستخدمها بكين ذريعة هذا العام.
والأربعاء، قال مسؤول أمني كبير، إن تايوان في حالة تأهب بسبب مناورات صينية قربها، أدت إلى العديد من "عمليات الانتشار العسكري".
وقالت وزارة الدفاع التايوانية صباح يوم العيد الوطني، إنه تم رصد 27 طائرة عسكرية صينية، وتسع سفن بحرية صينية حول الجزيرة، في غضون 24 ساعة، من الأربعاء إلى الخميس.
وتصادف الاحتفالات الذكرى 113 لإطاحة أسرة تشينغ، وتأسيس جمهورية الصين.
وبين المدعوين الأجانب ثلاثة أعضاء في الكونغرس الأميركي، وممثلون للعديد من الدول الـ 12 التي لا تزال تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، بينها رئيس وزراء توفالو فيليتي تيو.
وتعترف واشنطن بأن بكين هي السلطة الشرعية منذ العام 1979، لكنها تبقى أقوى حليف لتايوان وأبرز مزود لها بالأسلحة.
وتعود الخلافات بين بكين وتايبيه الى الحرب الأهلية الطويلة الدامية، التي جرت بين المقاتلين الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ، ضد القوات القومية لشيانغ كاي شيك.
وبعد هزيمتهم على يد الشيوعيين الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر 1949، لجأ القوميون في جمهورية الصين إلى تايوان مع العديد من المدنيين، وهي واحدة من أجزاء الأراضي الوطنية، التي لم تحتلها بعد ذلك قوات ماو تسي تونغ.
ولتايوان منذ ذلك الحين حكومتها الخاصة، وجيشها وعملتها.
وفي خطابه، عبر لاي عن أمله في إجراء "حوار ومناقشات سلمية" مع بكين، وحضها من جانب آخر على استخدام نفوذها لوقف النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقال فانغ يو تشين، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة سوشو في تايبيه، إن الإشارات إلى تاريخ جمهورية الصين في خطابه قد تثير غضب الصين، رغم أنه لفت الى "لهجة مخففة"، مقارنة بخطاب التنصيب الذي ألقاه لاي.