الشارقة 24:
كتابان مترجمان تضيفهما الهيئة العربية للمسرح للمكتبة العربية المسرحية، يحملان رؤى مؤثرة في المسرح حول العالم، ضمن سلسلة الترجمة.
الكتاب الأول والذي حمل رقم 12 ويقع في 365 صفحة بعنوان "جماليات الأداء، نظرية في علم جمال العرض" تأليف الألمانية ذائعة الصيت إيريكا فيشر – ليتشة وترجمة الباحثة المصرية دكتور مروة مهدي عبيدو.
وتقول دكتور مروة مهدي في مقدمة الكتاب: تعتمد نظرية جماليات الأداء على التعامل مع العرض باعتباره عملاً فنياً مستقلاً، وباعتباره إبداعاً خاصاً يفرز خبرة جمالية مغايرة للخبرات الجمالية التي يفرزها الأدب مثلاً، أي أنه يفرز خبرة جمالية مختلفة لدى المبدعين والمتلقين دون التمييز بينهما، حيث يقف المتفرجون على قدم المساواة مع العارضين من ناحية المشاركة، ويمثل هذا منطلقا جديدا من المنطلقات التي اعتمدتها فيشر ليتشه، وبالتالي فالفنان هنا يبدع حدثا، ولا يقدم عملاً فنياً كما تقر النظريات النقدية الكلاسيكية.
من الجدير بالذكر أن ليتشة مفكرة ومنظرة أكاديمية ألمانية ولها أثر كبير في المشهد المسرحي الحديث خاصة لناحية تشابك الثقافة وتناسجها، أما المترجمة مهدي فهي استاذة وأكاديمية في مجال المسرح وفنون الأداء، محاضرة في جامعة برلين الحرة.
الكتاب الثاني، والذي ترجمته الفنانة المصرية دكتور نورا أمين يحمل عنوان "مفارقة الممثل، المستغرب في فن الممثل" تأليف دينيس ديدرو، وهو كتاب عميق سلس التناول بسبب صياغة النظرية بأسلوب الحوار.
تقول نورا أمين في مقدمتها للكتاب: يجذب ديدرو انتباهنا إلى الازدواجية التي يعيشها ويكونها الممثل حتى يتمكن من تمثيل ذلك اللآخر المتخيل، ومن هنا يبدو كما لو كان نصه الفرنسي يخاطب ازدواجية الفنان والإنسان العربي لو نظرنا إلى مفهومه عن الازدواجية بشكل اجتماعي ونفسي وثقافي أشمل، وفي الحقيقة أن ديدرو قد اختار شكل الحوار لطرح نصه لكي يؤكد على تلك الازدواجية من ناحية، ولكي يربطنا باستمرار المسرح – كونه حوارا بالأساس – ويفتح الطريق للتساؤل أكثر منه للإجابة من ناحية أخرى.
ديدرو الذي توفي 1784 فيلسوف ومسرحي شارك في وضع موسوعات معرفية وخلف إرثا معرفيا نظريا ما زال فاعلاً في المشهد المسرحي حتى اليوم، أما المترجمة دكتور نورا أمين فهي مؤلفة وممثلة ومخرجة في المسرح إضافة لكونها مصممة رقص، وهي مؤسسة فرقة لاموزيكا المسرحية المستقلة عام 2000، أستاذ زائر بكلية الموسيقى بجامعة كولونيا بألمانيا.
وصرح إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بقوله: كتابان مهمان ترجمتاهما مبدعتان نورا أمين ومروة مهدي، فديدرو وليتشه مؤثرين متجاوزين حدود الزمن والجغرافيا، فديدرو الذي أعطى فن التمثيل والممثل اهتماما نظريا كبيراً ما زالت تنظيراته فاعلة ومؤثرة حتى اليوم، ويعتبر من عوامل تمهيد ظهور الواقعية وفن الممثل الذي أسسه ستانسلافسكي، أما إيريكا فيشر، فقد أبلت بلاءً عظيماً في دراسات تناسج الثقافات وتجاوز المركزية الأوروبية، ورسخت حضوراً كبيراُ لها ولكتبها في المنطقة العربية، وتعتز الهيئة العربية للمسرح بأن سيدتين من مبدعات المسرح العربي قامتا بالترجمة وتقديم هذين الكتابين فمروة مهدي ونورا أمين قامتا بجهد مهم في هذا الاتجاه إضافة لما تقدمان في المشهد الإبداعي والأكاديمي.