أقام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ورشة تدريبية فريدة من نوعها حول الحكايات الشعبية الإماراتية، المعروفة بـ"الخراريف"، حيث تناولت الورشة سبل جمع هذه الكنوز الأدبية وتوثيقها، فضلاً عن إعادة صياغتها بأسلوب يتناسب مع عقول الأطفال وقلوب اليافعين. وقد احتضن بيت الحكمة في الشارقة هذه الفعالية المميزة، بمشاركة 16 كاتبة إماراتية في هذا الحقل، وتحت إشراف نخبة من الخبراء والمختصين في التراث الإماراتي وأدب الطفل، مما أضفى على اللقاء لمسة من العمق الثقافي والتفاعل الإبداعي.
الشارقة 24:
في إطار جهوده للحفاظ على الموروث الثقافي المحلي، نظّم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ورشة تدريبية حول الحكايات الشعبية الإماراتية أو "الخراريف"، وطرق جمعها وتوثيقها وإعادة كتابتها بأسلوب يناسب الأطفال واليافعين، وذلك في بيت الحكمة بالشارقة، بمشاركة 16 كاتبة إماراتية من المتخصصات في هذا المجال، وبإشراف خبراء ومختصين في التراث الإماراتي وأدب الطفل.
وقدّمت الورشة التي عُقدت على مدى 3 أيام، الكاتبة والرسامة الإماراتية المتخصصة في أدب الطفل، ميثاء الخيّاط، وهدفت إلى مساعدة الكاتبات المشاركات على توثيق وإعادة كتابة الحكايات الشعبية الإماراتية، بأسلوب جديد وبطريقة ممتعة ومشوقة، دون التخلّي عن مفرداتها الأصلية وروحها التراثية، بحيث تكون قادرة على جذب الأطفال واليافعين من الأعمار كافة.
وأفادت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: "نواصل من خلال هذه النسخة من مشروع "كتب - صُنعت في الإمارات" بناء وتطوير قدرات المؤلفين والرسامين الإماراتيين المهتمين بأدب الأطفال واليافعين، وتوفير كل التسهيلات لهم لتقديم أعمال رفيعة المستوى، تجد طريقها إلى دور النشر، ومنها إلى جيل المستقبل، لتغرس في نفوسه حب القراءة والتواصل مع الكتاب وعالمه الجميل الحافل بالمتعة والمرح والفائدة".
وأكدت العقروبي أن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يتطلّع من خلال هذا المشروع إلى تشجيع تطوير كتب الأطفال واليافعين التي أُلِّفَت من قبل كُتّاب إماراتيين، وتعكس القيم الثقافية في دولة الإمارات، وفي نفس الوقت زيادة عدد العناوين التي تطبع وتنشر في الدولة، لإثراء الجانب الثقافي والمعرفي، وإحياء الموروث الأدبي، وتخريج جيل جديد من المؤلفين والرسامين الإماراتيين المحترفين في هذا المجال.
وحرصاً منه على مراجعة النصوص بشكل دقيق، والتأكد من صحة تفاصيلها وسلامة لغتها، قام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين بدعوة كل من الدكتورة عبير الحوسني والدكتورة عائشة الغيص للمشاركة في المشروع، والإشراف على مراجعة القصص التي كتبتها المشاركات في النسخة الحالية من "كُتب - صنعت في الإمارات".
وسبقت هذه الورشة، عملية جمع الحكايات الشعبية الشفهية من كبار السن، والتي قد تكون معرضة للنسيان، وكذلك القصص الموجودة في الكتب والدراسات السابقة، مثل منشورات معهد الشارقة للتراث، مع استبعاد الحكايات التي تم جمعها وكتابتها بالفعل في إصدارات سابقة من المشروع. ومن ثم تم خلال الورشة مراجعة القصص المجمعة للتأكد من دقتها وتوثيقها بشكل صحيح، وإعادة كتابتها لتناسب الفئات العمرية المختلفة.
وسيتم خلال المرحلة التالية إرسال النصوص للمراجعة وتلقي الملاحظات من الخبراء. وبعد تلقي الملاحظات، سيعمل الفريق على تنقيح النصوص لتحقيق النسخة النهائية، وبمجرد الانتهاء منها سيقوم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين بالتعاون مع المحررين والمدققين من دور النشر المحلية لضمان جودة النصوص. ومن المقرر أن ينظّم المجلس ورشة أخرى للرسامين الإماراتيين لرسم القصص التي كتبتها المشاركات في الورشة الأولى.
وكان المجلس الإماراتي لكتب اليافعين قد أطلق مشروع "كتب - صُنعت في الإمارات" عام 2012 بهدف تشجيع تطوير كتب إماراتية الصنع للأطفال واليافعين، كتبت ورسمت بأنامل إماراتية لتعكس القيم والتقاليد وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة. ويسعى المشروع إلى بناء قدرات ومهارات الكُتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، تحت إشراف مجموعة من أبرز الرسامين والمؤلفين والخبراء المشهورين على مستوى العالم.