أكد المتحدثون في جلسة "تآزر سلسلة الإمداد: تعزيز الابتكار في قطاع الخدمات اللوجستية"، ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة السابعة من منتدى الشارقة للاستثمار، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، على أهمية التحول الرقمي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
الشارقة 24:
استضافت فعاليات اليوم الثاني من الدورة السابعة من منتدى الشارقة للاستثمار، الذي ينظمه مركز الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، كلاً من يوسف محمد، الشريك، الإداري في علي بابا، وبوبي ستاتيلمان، الرئيسة التنفيذية لشركة "فالكونز إيه آي"، وراجيش جارج، المدير المالي والاستدامة لشركة لاندمارك للتجزئة، في جلسة حوارية أدارها باتريك كوك، مدير تحرير "أكسفور بزنيس جروب"، تحت عنوان: "تآزر سلسلة الإمداد: تعزيز الابتكار في قطاع الخدمات اللوجستية".
وأكد المتحدثون في الجلسة على أهمية التحول الرقمي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، مشددين على أن التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات أصبحت محركاً رئيسياً للابتكار والنمو؛ فمن خلال دمج هذه التقنيات في عمليات الإنتاج والتجارة، يمكن للشركات تحقيق كفاءة أعلى وتقديم تجارب عملاء متميزة.
وأوضحوا أن تبني ممارسات الاستدامة في سلاسل الإمداد غدا من أهم وأجدى الاستثمارات التي تضمن بقاء الشركات وتنافسيتها على المدى الطويل، كما شددوا على ضرورة التغلب على المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي من خلال نشر الوعي وإعداد الكوادر المؤهلة للعمل في هذا المجال.
وأكد يوسف محمد أن رؤية "علي بابا" تتماشى مع الآفاق الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة لزيادة الصادرات، وقال: "نسعى لتمكين الشركات من الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال توفير منصة تجارة إلكترونية متطورة وشبكة لوجستية واسعة، وبفضل قاعدة بياناتنا الضخمة التي تضم ملايين الشركات المنتجة وشراكاتنا مع أكبر شركات اللوجستية العالمية، فإننا نعمل على بناء بنية تحتية تقنية متينة تدعم نمو التجارة الإلكترونية في الإمارات والعالم".
وأضاف يوسف محمد: "إن الاقتصاد الذكي يمثل نقلة نوعية في عالم الأعمال، حيث يتيح للتقنيات المتطورة أن تكون المحرك الرئيسي للنمو والابتكار، وهذا النموذج الاقتصادي الواعد يفتح آفاقاً جديدة وواسعة، خاصة في مجال التصدير وسلاسل التوريد؛ فمن خلال تطبيق التقنيات الذكية، يمكننا تطوير أدوات فعالة لكشف المنتجات المغشوشة والمقلدة، مما يضمن جودة المنتجات المصدرة ويعزز الثقة في العلامات التجارية الوطنية، إلى جانب دوره تبسيط الإجراءات الجمركية، وتسهيل عمليات الدفع الإلكتروني، وبالتالي، فإن الاقتصاد الذكي ليس مجرد اتجاه مؤقت، بل هو حاضر ومستقبل الأعمال".
وفي حديثه عن دور التقنيات في عالم الأعمال، أكد راجيش جارج أن العالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية حقيقية يقودها الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وقال: "نسعى في "لاندمارك" للاستفادة القصوى من هذه التقنيات لتعزيز كفاءة عملياتنا وتقديم تجربة عملاء استثنائية، فمن خلال دمج الروبوتات في خطوط الإنتاج وتوظيف قوة البيانات والذكاء الاصطناعي، نهدف إلى تحقيق عمليات أكثر ذكاءً وفاعلية، ونحن نعلم أن التجارة الإلكترونية، بدورها، تشهد تحولاً جذرياً بفضل هذه التقنيات، مما يتيح لنا تقديم خدمات مخصصة تلبي احتياجات العملاء المتنوعة".
وحول أهمية الاستدامة في خدمة قطاع سلاسل التوريد، قال: "على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الاستدامة تزيد من التكاليف، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك؛ فالمبادرات المستدامة في سلاسل الإمداد، مثل ترشيد الطاقة وتقليل الانبعاثات، تساهم بشكل كبير في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية".
بدورها، تحدثت بوبي ستاتيلمان حول القفزة النوعية التي يمثلها الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة سلاسل الإمداد، قائلة: "بقدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات وتعلم الأنماط المعقدة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهل التعاون بين مختلف الأطراف في سلسلة الإمداد، بدءاً من الموردين وحتى المستهلكين النهائيين، ومع ذلك، لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنية، يجب علينا فهم الاحتياجات الفريدة لكل قطاع وتطوير حلول ذكية مخصصة، وهذا يتطلب تعاوناً وثيقاً بين أصحاب المصلحة وشركات التكنولوجيا".
وأضافت: "أكبر عائق أمام تبني الذكاء الاصطناعي هو الخوف منه، والذي ينبع في الأساس من نقص الفهم لهذه التقنية، ولتجاوز هذا العائق، يجب على القادة أن يتبنوا دوراً ريادياً في نشر الوعي بالذكاء الاصطناعي وإمكاناته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء فرق متخصصة تعمل على تدريب الموظفين وتزويدهم بالمعرفة اللازمة".