بـ23 لوحة متوسطة الحجم، نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول معرضاً تشكيلياً للفنان مصطفى صالح أبالسيد بعنوان "إيقاعات بألوان الفرح"، وصاحبت المعرض جلسة نقاشية تحدث فيها الفنان عن تجربته، وعقّب عليه الدكتور عمر عبد العزبز رئيس مجلس إدارة النادي بمداخلة عن "تراسل الفنون" في تجربة مصطفى أبالسيد، وأدار الجلسة الفنان تاج السر حسن، وذلك بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول معرضاً تشكيلياً للفنان مصطفى صالح أبالسيد بعنوان "إيقاعات بألوان الفرح"، وصاحبت المعرض جلسة نقاشية تحدث فيها الفنان عن تجربته، وعقّب عليه الدكتور عمر عبد العزبز رئيس مجلس إدارة النادي بمداخلة عن "تراسل الفنون" في تجربة مصطفى أبالسيد، وأدار الجلسة الفنان تاج السر حسن، وذلك بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
وتضمن المعرض 23 لوحة متوسطة الحجم، بألوان الفرح الفاتحة التي يعرف جيدا كيف يواشج بينها في تناغم إيقاعي جميل يستهوي العين لتتأمله، وتغوص في بناء الأشكال التكعيبية والتجريدية لتموجات تلك الألوان عبر الرسمة، علها تقارب اللحظة الفنية التي أنتجتها. وقد قدمت تلك اللوحات مستويات متعددة لتجربة مصطفى صالح أبالسيد الممتدة على مدى خمسة عقود بدأها في السودان في كنف عائلته التي هي عائلة فنية تتداول الشعر والرسم والموسيقى، فأبوه هو الشاعر الغنائي السوداني المشهور أبو صلاح، ليهاجر أبالسيد بعد ذلك إلى أمريكا في بداية ثمانينات القرن الماضي، وهناك تتعمق تجربته الفنية، ويقيم الكثير من المعارض التشكيلية التي لقيت رواجا، وكانت له معارض أيضا في السعودية وألمانيا وبريطانيا.
وفي حديثه عن تجربته الفنية قال أبالسيد "إن الفن الذي ينتجه الفنان هو شرائح جمالية لتجارب حياتية كان قد عاشها باحتكاكه وتفاعله مع معطيات العالم الخارجي. هذه التجارب تجمعت وخزنت في اللاوعي من كيانه حيث تحولت إلى تجارب جمالية يحسها ويعيشها، أما خطوطه وألوانه فتأتي بمثابة محاولات لمشاركته الآخرين في هذه التجربة، وبلوحاتي أبتغي نقل تجربتي الجمالية المدركة مع العالم البصري والحسي الذي يجمعنا، محاولاً إشراك الآخرين فيها، إضافة إلى محاولة إزاحة الغشاوة التي تنشأ من التكرار في رؤية هذا العالم، والتي تترسب عالقة بالمعايشة الروتينية له، في محاولة لإظهاره كعالم نقي، باهر وسعيد، فالفن هو بحث حثيث لاكتشاف الجمال في الطبيعة وفي الكون وفي الإنسان".
وفي مداخلته حول الموضوع قال الدكتورعمر عبد العزيز: "لاحظت أن هناك تراسلاً فنياً واضحاً في تجربة مصطفى صلاح أبالسيد، حيث تترأى للناظر ظلال لعدة فنون أخرى أثرت في لوحة الفنان وأكسبتها تناغماً وعمقاً كبيراً، فهناك أثر واضح لفن الموسيقى من خلال التكرار والتناظر اللوني الذي هو سمة بارزة في عمل الفنان، وخاصة ألوان الفرح الزاهية، وهناك حضور لفن الخط العربي، حيث يقيم الفنان عبر عدة لوحات أشكالاً تجريدية مستوحاة من الحرف العربي باعتباره شكلاً هندسياً يستفيد منه خاصة في تجاربه التكعيبية، وهناك التعبير الفني الدرامي الناجم عن تعارض الثنائيات، حيث يستخدم الفنان تلك الثنائيات كثيراً في أعماله لينشأ مقابلة أو صراعاً درامياً يمكن للمتأمل أن يغوص في دلالاته".
وأضاف، "من ناحية أخرى فإن الفنان يقيم توليفة فنية خاصة به، وتدل على تفرد أعماله، لكنّ لها جذوراً في تكعيبية بيكاسو وتجريدية موندريان وفراغات كاندسكي".