جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حزب الله يثير قلق سكانها بالتلويح باستهداف خزاناتها النفطية

شبح سيناريو انفجار مرفأ بيروت يطارد سكان مدينة حيفا الإسرائيلية

17 أغسطس 2024 / 11:11 PM
يسود القلق سكان حيفا الإسرائيلية الساحلية، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود اللبنانية، من حدوث كارثة سيئة تشبه انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، خاصة أنها تقع في مرمى نيران حزب الله، الذي بث صوراً التقطتها طائرة بدون طيار، وتظهر مصفاة للبترول وخزانات نفطية ومستودعات لمواد أخرى خطرة في المنطقة الصناعية المجاورة للأحياء السكنية في المدينة.
الشارقة 24 – أ ف ب:

تصل رائحة الوقود من خزانات قريبة إلى شقة دوفي سوني، الأمر الذي يثير غضبه منذ وقت طويل، لكن قلقه ازداد منذ إعلان حزب الله اللبناني، أن هذه المنشأة في حيفا تقع في مرمى نيرانه.

لا يملك دوفي سوني (66 عاماً)، أيّ فكرة عمّا يمكن أن يحصل إذا أصاب صاروخ للحزب، إحدى الحاويات الدائرية الشاهقة الواقعة على بعد 100 متر من المبنى الذي يسكنه.

وكما هي حال جميع سكان المدينة الإسرائيلية الساحلية، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود اللبنانية، لم يتم إبلاغه بالمخاطر المرتبطة بالمنطقة الصناعية، ما يدفعه إلى الخشية من حدوث الأسوأ.

وتظهر الخزانات والمبنى الذي يسكنه سوني في الصور، التي التقطتها طائرة بدون طيار وبثّها حزب الله.

ومنذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، يتبادل التنظيم اللبناني، إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل، في إطار دعم الفلسطينيين، وفقاً لما يؤكد.

ويوضح سوني، بينما يضرب على صدره بقبضة يده للإشارة إلى تصاعد نبضات قلبه، عندما نسمع صفارات الإنذار جراء إطلاق صواريخ، يكون الأمر مرعباً، ويضيف خلال حرب الخليج، سقط صاروخ في مكان ليس بعيداً من هنا. إنّه أمر مخيف فعلاً.

ويتبع شارع كريات هاييم حيث يسكن، لبلدية حيفا حيث يعيش إسرائيليون عرب ويهود، ولكن تفصله عن المدينة المنطقة الصناعية الأكبر في حيفا ومصفاتها وأيضاً مستودع تخزين النفط الضخم فيها.

وتوضح هيلا لوفر المستشارة السابقة للشؤون البيئية في بلدية حيفا، أنّ السكان لا يعرفون فعلاً عدد الخزانات الممتلئة وتلك الفارغة، وتعرب عن أسفها لنقص المعلومات، بينما تعيش هي أيضاً على مسافة ليست بعيدة من هذه الخزانات.

من جهتها، تؤكد السلطات، أنّه تمّ تأمين الموقع من خلال إفراغ عدد من الخزانات، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

أما الناشطون الذين قادوا حملات لإبعاد المنطقة الصناعية من الأحياء السكنية، فقد فشلوا في تحقيق ذلك.

وتتابع لوفر، أنه منذ سنوات، كنّا نحذر بشأن الوضع، وماذا سيحدث عندما يأتي اليوم الذي نتعرض فيه لهجوم من الشمال، من إيران، من كل مكان؟.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي، أنّه أمَر كإجراء احترازي بمراقبة وفحص وتقييد نقل المواد في عدّة مصانع في الشمال، لكن من دون وقف كامل للنشاط، ويضيف أنّ قيادة الجبهة الداخلية المسؤولة عن حماية المدنيين، تبقى على اتصال دائم بجميع المنشآت، خصوصاً عبر إجراء مراجعات يومية، للحفاظ على صورة كاملة عن مخزون المواد الخطرة.

وأكدت مجموعة باسان، وهي شركة خاصة تدير المصفاة الأقرب إلى وسط المدينة، تطبيق توجيهات الجيش.

من جهته، ندد موقع "ميكوميت" المستقل، بثقافة القمع والإخفاء المنتشرة في المنطقة الصناعية، وشبّه ما يمكن أن يحدث بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في العام 2020 والذي خلّف 220 وفاة و6500 جريح على الأقل، وأدى إلى تدمير أجزاء كاملة من العاصمة اللبنانية.

ولا يزال رجا زعتري، وهو مستشار لدى بلدية حيفا، يتذكر المعركة التي خاضتها المدينة مع الشركات الخاصة والعامة، خصوصاً من أجل نقل مخزون الأمونيا إلى صحراء النقب جنوباً، ويشير إلى أن بلدية حيفا طالبت وأجبرت هذه الشركات على خفض الكميات، خصوصاً في المناطق القريبة من الأحياء السكنية.

ويقر زعتري، بأنّه لم يعرف بالضبط ما المواد الموجودة هناك، ويضيف نحن نعلم أنّها مواد خطرة وأنّها ملوِّثة، وأنّها في حال وقوع حرب، يمكن أن تصبح قنبلة ضخمة.

وفي هذا الإطار، تحذّر لوفر، من أنّه بعد ذلك سيُضاف خطر وقوع كارثة بيئية.

وسواء وقعت حرب أو لا، سيبقى دوفي سوني في حيفا، حيث لا يندم إلّا على شيء واحد هو إلغاء النشاطات الثقافية، ويقول متأسّفاً "لا توجد موسيقى" في الأوقات العصيبة.
August 17, 2024 / 11:11 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.