عاد الوضع تدريجياً إلى طبيعته، اليوم السبت، عقب عطل معلوماتي غير مسبوق، أدى إلى اضطرابات لدى شركات طيران عالمية ومصارف ومؤسسات مالية، ونجم عن تحديث فيه خلل لبرنامج مضاد للفيروسات.
الشارقة 24 – أ ف ب:
يعود الوضع تدريجياً إلى طبيعته، اليوم السبت، عقب عطل معلوماتي غير مسبوق، أدى إلى اضطرابات لدى شركات طيران عالمية ومصارف ومؤسسات مالية، ونجم عن تحديث فيه خلل لبرنامج مضاد للفيروسات.
وازدحمت مطارات بالركاب، أمس الجمعة، عبر العالم، بعد إلغاء عشرات الرحلات، فيما بذل المشغلون جهوداً حثيثة لمواصلة العمليات، بعدما تسبب تحديث يشوبه خلل لبرنامج للأمن السيبراني لمجموعة كراود سترايك الأميركية، بعطل عالمي عند تنزيله على أنظمة تشغيل مايكروسوفت ويندوز.
وبحلول السبت، أوضح مسؤولون، أن الوضع عاد فعلياً إلى طبيعته في المطارات بجميع أنحاء ألمانيا وفرنسا، فيما تستعد باريس لاستقبال الملايين لحضور الألعاب الأولمبية التي تبدأ، يوم الجمعة المقبل.
وأفادت عدة شركات طيران أميركية ومطارات في أنحاء آسيا، ببدء استئناف عملياتها مع عودة خدمات تسجيل الركاب في هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وتايلاند والهند وإندونيسيا وسنغافورة اعتباراً من بعد ظهر السبت.
وصرّح رئيس مطارات تايلاند كيراتي كيتامانوات للصحافيين، في مطار دون ميوانغ في بانكوك، أن أنظمة تسجيل الركاب عادت إلى طبيعتها في المطارات الرئيسة الخمسة في تايلاند، ولم تعد هناك طوابير انتظار كالتي شهدناها أمس.
كراود سترايك تعتذر
وأعلنت شركة مايكروسوفت، أن المشكلة بدأت الساعة 19:99 بتوقيت غرينتش الخميس، وأثرت على مستخدمي برنامج كراود سترايك فالكون.
وفي بيان السبت، أوضحت كراود سترايك، أنها أصدرت تحديثاً ليل الخميس تسبب في تعطل النظام وظهور شاشة الموت الزرقاء السيئة السمعة.
وأضافت شركة كراود سترايك، أنها نشرت برمجية لإصلاح المشكلة، وأكد رئيسها جورج كورتس لقناة سي إن بي سي الإخبارية الأميركية، أنه يريد الاعتذار شخصياً من كل مؤسسة وكل مجموعة وكل شخص طاله الضرر، وأضافت أن عودة الوضع إلى طبيعته قد تستغرق بضعة أيام.
وأعلن البيت الأبيض في بيان، أن فريق الرئيس الأميركي جو بايدن يتواصل مع كراود سترايك والمتضررين من الخلل، وعلى استعداد لتقديم المساعدة بحسب الحاجة.
وأوضح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تفيد معلوماتنا أن عمليات الطيران استؤنفت في أنحاء البلاد، رغم بعض الازدحامات.
وتشير التقارير الواردة من هولندا وبريطانيا، إلى احتمال أن تكون الخدمات الصحية تأثرت بالاضطرابات، ما يعني أن الحجم الكامل للضرر قد لا يكون معروفاً بعد.
وتأثرت مؤسسات إعلامية أيضاً، إذا أعلنت قناة سكاي نيوز البريطانية، أن الخلل أدى إلى وقف بثها الإخباري صباح الجمعة، فيما أبلغت شبكة إيه بي سي الأسترالية بدورها عن صعوبات كبيرة.
وحذرت السلطات الأسترالية، من زيادة محاولات الاحتيال والتصيد الإلكتروني عقب العطل، بما في ذلك من أشخاص يعرضون المساعدة في إعادة تشغيل أجهزة الكمبيوتر ويطلبون معلومات شخصية أو تفاصيل بطاقات الائتمان.
وأفادت بنوك في كينيا وأوكرانيا، عن مشكلات تتعلق بخدماتها الرقمية، فيما تعطلت بعض شركات الهاتف المحمول وخدمات الزبائن في عدد من المؤسسات.
وأوضح خبير الأمن السيبراني في معهد الهندسة والتكنولوجيا البريطاني جوناد علي، أن حجم هذا العطل غير مسبوق وسيسجله التاريخ بلا شك، مضيفاً أن آخر حادثة قريبة من هذا الحجم كانت في 2017.
فوضى في مطارات
من أمستردام إلى زوريخ ومن سنغافورة إلى هونغ كونغ، أبلغ مشغلو مطارات عن مشكلات فنية تعطل خدماتهم، وبينما أوقفت بعض المطارات جميع الرحلات الجوية، اضطر موظفو شركات طيران في مطارات أخرى إلى تسجيل الركاب يدوياً.
وأمرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية في البداية، بوقف جميع الرحلات الجوية بغض النظر عن الوجهة، وإن أعلنت شركات طيران في ما بعد إعادة تشغيل خدماتها.
وأعلنت شركة إينديغو أكبر شركات الطيران الهندية في منشور على منصة إكس، عن حل المشكلة، وأوضحت رغم معالجة الانقطاع وعودة أنظمتنا إلى الإنترنت، نعمل جاهدين لاستئناف العمليات العادية، ونتوقع أن تستمر هذه الإجراءات حتى نهاية الأسبوع.
وأفاد أحد الركاب، بأن الوضع في مطار دلهي كان يعود إلى طبيعته بحلول منتصف ليل السبت مع تأخر بسيط فقط في الرحلات الدولية.
من جهتها، أشارت شركة إيرإيجا للرحلات المنخفضة التكلفة، إلى أنها لا تزال تحاول إعادة الاتصال بالإنترنت، وأنها تعمل على مدار الساعة لاستعادة أنظمة التحكم الخاصة برحلات المغادرة بعد العطل العالمي، وطلبت من المسافرين الوصول باكراً إلى المطارات والاستعداد للتسجيل اليدوي لدى مكاتب الخطوط الجوية.
من جانبها، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، أن مطارات بكين لم تتأثر بالعطل.
وسارعت الشركات لإصلاح أنظمتها ومسح الأضرار، وحاول المسؤولون الحد من الذعر باستبعاد حصول أي هجوم إلكتروني.
ووفق بيان كراودسترايك السبت، فإن المشكلة لم تكن ناتجة أو مرتبطة بهجوم إلكتروني، إذ أعلن رئيس الشركة في بيان، أن فرقه مستنفرة بالكامل لمساعدة الزبائن المتضررين وتم نشر برمجية تصليح الخلل.
لكن الأستاذ في جامعة لوبورو البريطانية أولي باكلي، كان واحداً من العديد من الخبراء الذين شككوا في سهولة نشر برمجية مناسبة لمعالجة المشكلة، وأضاف فيما يمكن للمستخدمين ذوي الخبرة تنفيذ الحل البديل، فإن توقع قيام الملايين بذلك أمر غير عملي.
ورأى خبراء آخرون، أن الحادثة يجب أن تدفع إلى إعادة النظر على نطاق واسع في مدى اعتماد المؤسسات على عدد قليل من شركات التكنولوجيا لمثل هذه المجموعة من الخدمات.
ونوه الأستاذ بجامعة يورك في بريطانيا جون ماكديرميد، إلى أنه علينا أن ندرك أن مثل هذه البرمجيات قد تكون سبباً شائعاً لفشل أنظمة متعددة في الوقت نفسه، وأضاف أن البنية التحتية ينبغي أن تكون مصممة لتكون قادرة على الصمود في مواجهة مثل هذه المشاكل العائدة لأسباب مشتركة.