تحرص هيئة الشارقة للتعليم الخاص على تطوير أداء وكفاءة الكوادر التعليمية في المدارس والحضانات الخاصة التي تقع تحت مظلتها، من خلال أسابيع التطوير المهني، علاوةً على توفير دورات وحقائب تدريبية متنوعة بإشراف مدربين عالميين على منصة التدريب التابعة لأكاديمية الشارقة للتعليم، وذلك بهدف تعزيز العملية التعليمية.
الشارقة 24:
تسعى هيئة الشارقة للتعليم الخاص إلى تطوير أداء وكفاءة الكوادر التعليمية في المدارس والحضانات الخاصة التي تقع تحت مظلتها، بصورة تنسجم مع خطتها الاستراتيجية وتطلعاتها الهادفة الى تحقيق جودة مستدامة في المنظومة التعليمية، ما يعزز من مكانة إمارة الشارقة كإحدى أبرز الوجهات التعليمية التي تقدم مخرجات رفيعة المستوى.
المتتبع لإستراتيجية هيئة الشارقة للتعليم الخاص في خططها التدريبية التي تنظمها، يجد أنها حرصت منذ البداية على محور تمكين المدارس والحضانات الخاصة لجعلها قادرة على التخطيط وقيادة عمليات التطوير في مؤسساتها، حيث انعكس تدريب المئات من أعضاء الكوادر التعليمية إيجاباً على الطلبة باعتبارهم محور العملية التعليمية وأساسها، فعندما يتمتع العاملون في المؤسسات التعليمية بمهارات متقدمة وقدرات مهنية عالية، يكون التعليم أكثر فعالية وتفاعلية، مما يعزز من فهم الطلبة ويحفزهم على التعلم والابتكار.
وحرصت الهيئة منذ إنشائها على تدريب الهيئات الإدارية والتدريسية من خلال أسابيع التطوير المهني، علاوةً على توفير دورات وحقائب تدريبية متنوعة بإشراف مدربين عالميين على منصة التدريب التابعة لأكاديمية الشارقة للتعليم، فيما جاء ربط تجديد الرخصة المهنية بتحقيق عدد معين من ساعات التدريب المهني، حافزاً للانخراط والتسابق على التدريب المهني.
وأكد عدد من العاملين في قطاع التعليم، أن التدريب المهني يمثل استثماراً مستداماً في مستقبل الأجيال القادمة، حيث يمكن من خلاله رفع مستوى التعليم وتقديم بيئة تعليمية متكاملة وفعّالة، مشيرين إلى أن برامج التدريب تهدف إلى تعزيز مهارات المعلمين والإداريين، ما يسهم في تحسين أدائهم الوظيفي ويزيد من كفاءتهم في التعامل مع مختلف المتغيرات والتحديات التعليمية.
نقلة نوعية
أشادت مجد الشيخ حسين مديرة المدرسة الأميركية للإبداع العلمي، بالنقلة النوعية التي أحدثتها هيئة الشارقة للتعليم الخاص، منذ تأسيسها وحتى اليوم، في قطاع المدارس الخاصة بالإمارة، مثمنةً إنشاء المنصة التي وفرتها الهيئة لكل المدارس، والتي تحتوي على جهود كبيرة واستثمار عظيم من قبل الهيئة، وبإشراف مدربين عالميين، لتطوير المعلمين والطريقة التي يدرسون فيها، وبالتالي تطوير العملية التعليمية برمتها مع تحديد عدد ساعات تدريبية لكل موظف للتطوير المهني وإحصائيات للتدريب وساعاته، وربط تجديد الرخصة المهنية بتحقيق عدد معين من ساعات التدريب المهني، ما جعل المدارس تتسابق على التدريب المهني مع توفير تسهيلات ودورات وعبر منصة أكاديمية الشارقة للتعليم وبتنوع مذهل لكل ما يحتاجه المدرس مع إعطاء شهادات حضور وإكمال للدورات التدريبية.
وأكدت شيماء مختار نائب مدير المدرسة الأميركية للإبداع العلمي، أن هيئة الشارقة للتعليم الخاص تبذل جهوداً حثيثة لتحسين جودة التعليم وتوفير التطوير المهني لجميع المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة في الشارقة، وتتضمن هذه الجهود تنظيم دورات تدريبة وورش عمل متخصصة تركز على أحدث الأساليب والتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى تقديم الهيئة برامج إرشادية وتوجيهية تهدف إلى تعزيز مهارات المعلمين والمعلمات وقدراتهم، وذلك ينعكس إيجابياً على العملية التعليمية بأكملها.
وأضافت مختار، أن الهيئة تسعى من خلال هذه المبادرات إلى رفع مستوى التعليم وتحقيق التميز الأكاديمي في المدارس الخاصة بالشارقة، كما تقدم الهيئة مجموعة واسعة من الدورات المهنية الافتراضية والحضورية من خلال منصتها الإلكترونية وفي مقرها، وهذا النهج وهذه المنصة يتيحان للمعلمين فرصة كبيرة لتحسين مهاراتهم وتطوير معرفتهم بشكل مريح وملائم مما يساعد في تعزيز جودة التعليم في المدارس الخاصة بالشارقة.
وأكدت نائب مدير المدرسة الأميركية للإبداع العلمي، أن الهيئة داعم رئيسي للمعلمين وللكادر القيادي التعليمي أيضاً بتركيزها على تقديم برامج تطوير مهني متكاملة للمعلمين، تغطي مواضيع متعددة مثل أساليب التعلم الحديثة وإدارة الفصول الدراسية واستخدام التكنولوجيا في التعليم، إضافةً إلى دورات تخصصية في مواد دراسية مختلفة، مثل اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، أما القيادات التعليمية فتقدم لها الهيئة برامج تطوير مهني مخصصة للقادة والمشرفين التربويين، تهدف إلى تعزيز القدرات القيادية والإدارية للقادة التعليميين، وتحضيرهم لزيارات التفتيش والرقابة، مما يساهم في تحسن أداء المؤسسات التعليمية.
توظيف أفضل الممارسات التعليمية
وقالت فاطمة آل علي، خريجة الدفعة الأولى من برنامج "معلم وأفتخر"، إن هيئة الشارقة للتعليم الخاص تسعى إلى رفع كفاءة أداء المعلمين والبحث عن أفضل الممارسات التعليمية، ويأتي ذلك من خلال حرص الهيئة على تحفيز المجتمع التعليمي، وتوفير فرص التدريب وتبادل الآراء والاطلاع على التجارب التربوية التي تعزز بدورها من قدراتهم القيادية التربوية، ما يثمر عن تطوير أدوات العمل ويرتقي بالأساليب التدريسية لدي المعلمين، إذ إن برامج اللقاءات التشاركية التي تطرحها الهيئة والأنشطة والفعاليات التي تقدمها في برامج التواصل الاجتماعي، تسهم بشكل فعال في التطوير المهني لدى الكوادر التعليمية.
واستفاد أكثر من 1100 من مديري المدارس والقيادات التربوية والهيئات التدريسية ونواب المدراء، ورؤساء أقسام رياض الأطفال في المدارس الخاصة، بالإضافة إلى الكوادر التعليمية ورؤساء قسم اللغة العربية، وعدد من رؤساء أقسام مناهج مختلفة وطلبة من "أسبوع التطوير المهني" الذي تنظمه الهيئة 3 مرات في العام الدراسي الواحد، وتكون مواضيعه وأجندته مبنية على حصر الاحتياجات التدريبية التي يقوم بها خبراء تحسين المدارس، وتوصياتهم المبنية على ملاحظاتهم في الميدان التربوي، بالإضافة إلى توصيات تقارير مراجعة جودة أداء المدارس في برنامج "إتقان"، الذي يستهدف تطوير وتحسين جودة التعليم في المدارس الخاصة بالإمارة، بحيث يكون المحتوى متناسب مع الجمهور المستهدف، ويلبي احتياجات الطلبة، لضمان تحسين مخرجات التعليم في المدارس.
وقد أجرت الهيئة دراستين ميدانيتين في سبيل تحقيق أهدافها الرامية الى تطوير أداء المدارس الخاصة في الإمارة ضمن برنامج "إتقان"، لتقييم ومراجعة جودة أداء المدارس الخاصة مستخدمة المنهج الوصفي التحليلي خلال العامين الدراسيين (2022 – 2023) و (2023 – 2024)، وذلك لقياس مدى فعالية أداء المدارس الخاصة وإتقانهم لمعايير الجودة المدرسية والممارسات التعليمية المتميزة، والعمل على مساعدة المدارس في رحلتها نحو التحسين المستمر من خلال إجراء تحقّق خارجي لمستوى تقدّمها وجودتها وقدرتها على تحقيق التّحسن، ولجمع البيانات والأدلة اللازمة لوضع السياسات التعليمية وخطط التدخل والتدريب المناسبة واتخاذ القرارات التطويرية بما يضمن كفاءة المنظومة التعليمية في الإمارة والارتقاء بعملها.
وقد استهدف البرنامج في دورتيه الأولى والثانية للعامين الدراسيين (2022 – 2023) و(2023 – 2024) جميع المدارس الخاصة في الإمارة وعددها 129 مدرسة، واستثنى منها 12 مدرسة فقط ممن لا تنطبق عليهم الشروط، وتم وضع الخطط والحقائب التدريبية بناء على الزيارات الميدانية التي تم تنفيذها من قبل الفرق الميدانية، وقد أظهرت مقارنة النتائج الحالية مع نتائج التقييم السابقة للمدارس تحسناً ملموساً في مستوى التعليم بالإمارة، حيث أن كافة المدارس الخاصة باتت تقدم حالياً تعليماً "مقبولاً" أو أفضل، والمدارس التي تقدم تعليماً "جيداً" أو أفضل ارتفع عددها من 8 مدارس فقط إلى 79 مدرسة، فيما بلغ عدد المدارس التي أظهرت تحسناً منذ عام 2018 حتى الآن 88 مدرسة، وبالمجمل باتت 117 مدرسة خاصة في الإمارة توفر تعليماً مقبولاً أو أفضل، و79 مدرسة خاصة توفر تعليماً جيداً أو أفضل، بنسبة 68% من المدارس توفر تعليماً جيداً أو أفضل، و100 % مدارس توفر تعليماً مقبولاً أو أفضل، وصفر مدارس ضعيفة، فيما نفذت فرق التحسين ضمن برنامج اتقان هذا العام زيارات ميدانية للمدارس المستهدفة شملت 6418 حصص مشاهدة ، و2761 حصص مشتركة، و630 اجتماعاً، وتقديم 63 تقريراً.
هذا وتسهم أسابيع التدريب المهني بتقديم أوجه الدعم اللازمة لصقل مهارات العاملين في الميدان التربوي، وتعزيز فرص التحسين لديهم، من خلال جلسات تدريبية موجهة تعمل على تزويد الإدارات المدرسية بآليات واستراتيجيات متنوعة لإعداد أجندة التحسين المدرسية والأولويات التدريبية للمدارس، علاوةً على تنظيم جلسات حوارية تناقش عناوين هامة منها "كيفية إشغال الطلبة وإشراكهم في العملية التعليمة"، و"كيفية استخدام البيانات وتوظيفها في العملية التعليمية"، و"كيفية تقديم الدعم للطلبة من المستويات التعليمية المختلفة"، أو ما يسمى بالتعليم المتمايز.
ويعتبر أسبوع التطوير المهني فرصة نوعية للمديرين والقيادات العليا في المدارس للتواصل معاً، بهدف تبادل التجارب والخبرات، ومشاركة ومراجعة الممارسات المتنوعة، والنماذج التي أثبتت نجاحها وكفاءتها علاوة على عقد لقاءات تشاركية وبناء مجتمعات تعلم وتنمية مهنية مستدامة في المدارس الخاصة في الشارقة، بهدف تعميم وتسريع عمليات التحسين والتطوير المستمر، وقد اختتمت الهيئة أسبوع التطوير المهني للعام الدراسي 2023-2024 تحت شعار "معًا نحو التميز" في أكاديمية الشارقة للتعليم، والذي تضمن 8 جلسات حوارية وعدد من الاجتماعات التدريبية بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء في المجال التعليمي، علاوة على الإداريين والمعلمين ومدراء ونواب المدراء من الإدارة العليا والوسطى، ورؤساء أقسام رياض الأطفال في المدارس الخاصة، بالإضافة إلى الكوادر التعليمية ورؤساء قسم اللغة العربية، وعدد من رؤساء أقسام مناهج مختلفة.
وعلى نطاق الحضانات الحكومية والخاصة بالإمارة والبالغ عددها 141 حضانة، استهدفت الهيئة في أسبوع التطوير المهني الأول الموجه للحضانات، دعم أفضل الممارسات في مجال الطفولة المبكرة التي تؤثر بشكل إيجابي على الطفل والأسرة، عبر بناء وتعزيز دور مديري الحضانات في تطوير "خطط الرعاية والتنمية" والمشاركة في عملية التحسين المستمر.
وتضمن الأسبوع سلسلة من الورش التفاعلية التي تم تنظيمها لبناء القدرات القيادية، وتحسين جودة الحضانات على ضوء الاستراتيجية التي تم وضعها في الهيئة لرفع مستواها.
ويأتي أسبوع التطوير المهني الخاص بالحضانات في إطار جهود الهيئة واستمراريتها في العمل على خلق بيئة تعليمية فائقة الجودة، تشمل كافة المؤسسات التعليمية، ويعتبر بداية لسلسة من البرامج التي تهدف الى تطوير أداء الحضانات بشكل كامل، وهو جزء من مشروع "زيارات مراجعة التحسن للحضانات" في الإمارة، ضمن البرنامج النوعي "إتقان"، وذلك بالتعاون مع مؤسسة شايلد بيس البريطانية المتخصصة في تعليم الطفولة المبكرة في المملكة المتحدة، لدعم وتطوير قطاع التعليم المبكر وهو ما يعكس التزام الشارقة بتوفير فرص تعليمية عالية الجودة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، التي تعد من أهم المراحل التعليمية، باعتبارها مرتكز أساسي لجميع المراحل التعليمية اللاحقة، علاوةً على توفير الدعم اللازم للكوادر التعليمية والإدارية العاملة في الحضانات.