اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، استراتيجية جودة الحياة في دبي حتى العام 2033 جودة الحياة في دبي "Dubai Quality of Life".
الشارقة 24 – وام:
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، استراتيجية جودة الحياة في دبي حتى العام 2033 جودة الحياة في دبي "Dubai Quality of Life".
تستهدف الاستراتيجية تمتع جميع فئات مجتمع المدينة من مواطنين ومقيمين وزوار بالمفهوم الشامل لجودة الحياة المتكاملة، وجعل دبي المدينة الرائدة عالمياً في مجال جودة الحياة، وترسيخ مكانتها مكاناً مفضلاً للعيش والعمل على مستوى العالم، والمقصد المفضل للزوار من كل أنحاء العالم.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن الاهتمام بالإنسان جوهر استراتيجياتنا وركيزة التنمية المستدامة، وأن جودة حياته غاية خططنا التنموية والمعيار الأول لنجاح برامجنا الحكومية.
وقال سموه: "اعتمدنا اليوم استراتيجية جودة الحياة في دبي حتى العام 2033، ماضون في ترسيخ مكانتنا العالمية في الاقتصاد والابتكار ومستويات الرفاه، حيوية مجتمعنا وتنوعه الثقافي ركن أساسي في تجربتنا التنموية، والاعتزاز بهويتنا الوطنية سيبقى الموجِّه لخططنا التنموية".
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن هناك أكثر من 200 مشروع ومبادرة وخطة داعمة في استراتيجية جودة الحياة في دبي حتى 2033 منوها إلى عشرة محاور تـُعنى بجودة الحياة مسخرة لخدمة الفرد والمجتمع والمدينة وأضاف: "هدفنا أن تصبح دبي من أفضل مدن العالم في جودة الحياة، وأن ينعم كل من يعيش على أرضها بحياة صحية نشيطة وممتعة، وأن نبني مجتمعاً يفتخر بهويته وتنوعه الثقافي، ويتميز بخيارات ترفيهية للجميع، اسم دبي سيكون بإذن الله عنواناً عالمياً مرادفاً للرفاه الحقيقي، وسيتابع مكتب متخصص بتطوير جودة الحياة في دبي كافة هذه المشاريع مع أكثر من 19 جهة حكومية وعشرات الجهات الخاصة، وقادم الحياة دائما أجمل في دبي".
جاء ذلك خلال اطلاع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على ملامح الاستراتيجية الشاملة لجودة الحياة في دبي، التي تتلاءم مع خطة دبي الحضرية 2040، وترسم خارطة مستقبلية متكاملة للتنمية المستدامة في المدينة لكل فئات المجتمع، بهدف تحقيق رؤية سموه الملهمة لمستقبل دبي بأن تصبح من أفضل مدن العالم في جودة الحياة، وتحقيق أفضل مستويات الرفاهية لسكانها وزائريها.
كان في استقبال سموه لدى وصوله لموقع إطلاق الاستراتيجية في محمية كيتورا، معالي مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، واستمع سموه لشرح عن أهم المبادرات المبتكرة، والتي تشمل أحياء جودة الحياة ومدينة الـ 20 دقيقة، والجيل الجديد للحدائق، واستراتيجية المشي والخطط الشاملة لتطوير براري وأرياف دبي وتطوير الشواطئ واستراتيجية التشجير والحدائق والمساحات المفتوحة والزراعة الحضرية ومرافق رياضية وترفيهية في متناول الجميع.
واطلع سمو ولي عهد دبي على الرؤية الجديدة لتصميم الأحياء النموذجية، التي تشمل ثلاث مناطق هي المزهر الأولى والخوانيج الثانية والبرشاء الثانية وحتّا، إذ تسهم الرؤية الجديدة في تحسين وتطوير البنية التحتية للأحياء القائمة ودعم الأنشطة الاجتماعية والخدمات فيها، ودعم محور التنقل المرن والبيئة الصحية، وتعزيز التواصل بين المراكز المجتمعية بالمنطقة مثل الحدائق والمساجد والمحلات التجارية، وتنفيذ أكثر من 115 كم من مسارات المشاة والدراجات الهوائية، وزراعة أكثر من 3000 شجرة ونبتة، وتوفير أكثر من 20 فرصة استثمارية في المرحلة الأولى للأهالي بمنطقتي الخوانيج الثانية والبرشاء الثانية.
ووفقاً للرؤية الجديدة للأحياء النموذجية، ستُطَوَّر الشوارع التجميعية القائمة وإنشاء مظلات ومسارات للدراجات الهوائية والسكوترات الكهربائية وأرصفة للمشاة واستراحات وأماكن للترفيه للعائلات، وتوفير الزراعات التجميلية، وتنفيذ مداخل معمارية للتجمعات السكنية وتخصيص هوية متفردة لكل حي، وتحسين عدد من السكك وتقاطعاتها مع الطرق لرفع مستوى السلامة ولتتضمن مسارات للمشاة، إلى جانب توفير الفرص الاستثمارية لأهالي الأحياء وتعزيز الخدمات العامة فيها، وتطبيق مبدأ مدينة العشرين دقيقة التي تهدف إلى تسهيل حركة وانسيابية تنقل الأفراد للوصول لـ 80% من الخدمات الرئيسية من خلال أنظمة التنقل المرنة المستدامة.
كما اطلع سموه على تصاميم الجيل الجديد للحدائق، والتي تشمل عناصر تصميم جديدة ومبتكرة تراعي احتياجات فئات المجتمع كافة، وتتماشى مع طبيعة كل منطقة، وتشمل مساحات رياضية وفعاليات وأنشطة مستدامة تعزز جودة الحياة، وسيتم تنفيذ أكثر من 30 حديقة جديدة بتصاميم مبتكرة ومميزة في مناطق متعددة في الإمارة خلال 3 سنوات.
ووجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الجهات الحكومية كافة في دبي، بسرعة تنفيذ المبادرات والمشاريع الخاصة باستراتيجية دبي لجودة الحياة.
وتتضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي، أكثر من 200 مشروع ومبادرة وخطة داعمة، ستُنَفَّذ على 3 مراحل في الفترة من 2024 حتى 2033، وتشمل 10 محاور رئيسة تـُعنى بجودة الحياة، هي الثقافة والترفيه، والبيئة الطبيعية، والبيئة الحضرية، والتنقل، والمجتمع والأسرة، والبيئة الاقتصادية، والتوظيف وظروف العمل، والتعليم، والسلامة والأمن، والصحة.
تستهدف الاستراتيجية الفرد والمجتمع والمدينة، وتضع الإنسان محوراً أساسياً لها، من خلال تحديد الأولويات ومواءمتها مع المتطلبات الحالية والمستقبلية بما يضمن استدامة الموارد، ونجاح تنفيذ الخطط وتحقيق مستهدفاتها، في ظل تكامل الخدمات وتوظيف التقنيات المتقدمة، إضافة إلى المراجعة الدورية لخطط القطاعات الداعمة للتخطيط الحضـري، التي تضمن المواءمة والمرونة والتكيف مع المتغيرات.
وتستهدف الاستراتيجية الجديدة أيضا كل فئات المجتمع من المواطنين والمقيمين وزائري المدينة من كل أرجاء العالم، وتركز المشاريع والمبادرات، على 7 فئات رئيسية تشمل المرأة، وكبار السن، والمواطنين، وأصحاب الهمم، والأطفال والشباب، وفئة الموظفين.
وشاركت ما يزيد على 19 جهة في دبي في وضع خطة متكاملة لكافة المبادرات والمحاور الرئيسية للإستراتيجية الشاملة لجودة الحياة فـي المدينة، ورسمت خارطة طريق للتوسع في تطبيق المبادرات المتميزة والرائدة التي تستهدف الفرد والمجتمع والمدينة، حددت خلالها الوضع الحالي لكل محور والمستهدفات حتى عام 2033، وبما يضمن ترسيخ مكانة دبي على النطاق العالمي.
ويشارك القطاع الخاص بدور فاعل في تنفيذ المبادرات والمشروعات الخاصة باستراتيجية جودة الحياة في دبي، وذلك في إطار الدور المؤثر الذي يقوم به في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة في الإمارة، وبما يصب في اتجاه تسريع تحقيق الأهداف الطموحة التي تضمنتها "أجندة دبي الاقتصادية D33".
وتشمل "استراتيجية جودة الحياة في دبي" ما يزيد على 100 مشروع ومبادرة يمكن تنفيذها مع القطاع الخاص ليواصل حضوره القوي وبصمته الواضحة بمشاريع نوعية ذات قيمة مضافة عالية تسهم في الارتقاء بجودة حياة مجتمع دبي.
وتتطلع استراتيجية جودة الحياة في دبي لتقديم تجربة فريدة من نوعها في رفاهية وسعادة المجتمع قائمة على 3 غايات رئيسية تستهدف الغاية الأولى الارتقاء بجودة الحياة على مستوى الفرد، وتنفذ الاستراتيجية خطط تطوير تضع الإنسان ورفاهيته واستقراره وسعادته على رأس أولوياتها.
وتركز هذه الغاية على تحسين حياة الفرد على المستوى الشخصي، وعلى جودة الحياة الجسدية "الفسيولوجية" من خلال محورين الأول الصحة النفسية والبدنية، والبيئة الاقتصادية، في حين يهتم الشق الآخر بجودة الحياة الاجتماعية "النفسية"، ويغطي 3 محاور هي التعليم والمهارات، والتوظيف وظروف العمل، والأمن والسلامة.
وتسعى الغاية الأولى إلى ترسيخ التكامل بين صحة الفرد وسعادته وجودة حياته وقدرته على الإنتاجية، وتهدف إلى أن ينعم سكان دبي بحياة صحية نشيطة وممتعة، عبر تمكين أفراد المجتمع من تبنّي نمط حياة صحي وقيم السعادة والإيجابية والإبداع والمرونة، والذكاء المجتمعي لتعزيز جودة علاقاتهم وحياتهم الاجتماعية بكافة مستوياتها، وبما يساهم في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بأن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.
وتركز الغاية الرئيسية الثانية في استراتيجية جودة الحياة في دبي على المجتمع، وتسعى إلى تحسين حياة الفرد بصفته جزءاً من مجتمع أكبر من خلال مسار جودة الحياة العاطفية وتمكين مجتمع متلاحم يفتخر بهويته، ويحافظ على ثقافته والقيم الإماراتية التي نشأ عليها، ويعتز بانتمائه ويزهو بإنجازات دبي.
وتستهدف الإستراتيجية توفير بيئة متكاملة تدمج في نسيجها كافة فئات المجتمع، وتحافظ على ثقافته وتراثه وتقاليده، وتعزز من التلاحم المجتمعي.
وتسعى الغاية الرئيسية الثانية إلى تعزيز التنوع الثقافي في المجتمع، حيث تضم دولة الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة، أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام والمساواة، الأمر الذي جعل من الإمارة واحة للتنوع الثقافي والتناغم الحضاري وحاضنة لقيم التسامح والتعايش.
وتسعى الغاية الثانية أيضاً إلى تحقيق مجتمع يتمتع بخيارات ترفيهية متنوعة، تضفي البهجة والسعادة على جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، وكذلك الزوار من حول العالم، على تنوع أعمارهم وثقافاتهم وهواياتهم.
وتستهدف الغاية الرئيسية الثالثة الارتقاء بجودة الحياة على مستوى المدينة، وتسعى إلى تقديم تجربة حضرية مميزة يكون محورها الإنسان وهدفها الارتقاء بجودة الحياة والمساهمة في توفير خيارات حضرية متعددة للمواطنين والمقيمين والزوار تزخر بالشواطئ والمساحات المفتوحة والمساحات الخضراء الترفيهية والحدائق، وبما يضمن توفير بيئة صحية للسكان والزوار، وبما يحقق في الوقت ذاته رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أن تكون دبي مدينة صديقة للبيئة، صديقة للمشاة، وصديقة للزراعة الحضرية ذات الإنتاجية العالية.
وتشمل مستهدفات محاور استراتيجية جودة الحياة في دبي، 10 محاور مختلفة تركز على الارتقاء بجودة الحياة باعتبارها أداة عملية تساهم في تحقيق رفاه وسعادة المجتمع التي تعتبر الهدف النهائي من العمل الحكومي، ومسؤولية مشتركة بين كافة الجهات في الإمارة، انطلاقاً من منظور شامل يستهدف ترسيخ جودة حياة سكان دبي من مواطنين ومقيمين وزوار دبي.
وتشكل الإستراتيجية الجديدة خطوة مهمة لتعزيز مفهوم جودة الحياة الشاملة في إمارة دبي تسهم في الارتقاء بالقطاعات الحيوية التي تمس حياة الناس بطريقة مباشرة، وتعزز مخرجات هذه القطاعات على أسس مستقبلية، وبما ينعكس إيجاباً على حياة الفرد والمجتمع، في مجالات الصحة الجسدية والنفسية والتلاحم المجتمعي والإسكان والتعليم، والبيئة الاقتصادية والمستوى المعيشي والجوانب المرتبطة بطريقة الحياة.
وتشمل مستهدفات محاور استراتيجية جودة الحياة في دبي، البيئة الطبيعية والطاقة، والشواطئ، وأرياف وبراري دبي، والتنقل، والثقافة والترفيه، والتشجير، والأطفال، والشباب.
وتسعى الاستراتيجية من خلال محور البيئة الطبيعية إلى تعزيز نمط عيش وممارسات تسهم في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وتضمن استدامتها للأجيال الحالية والقادمة.
ويتضمن هذا المحور عدداً من المشاريع والمبادرات التي تضمن تحقيق الارتقاء بجودة الحياة والحفاظ على استدامة البيئة، ومنها 376 محطة وموقعا لرصد بيئة المياه وملوثات الهواء، وأكبر مشروع في العالم لتحويل النفايات إلى طاقة، والذي تم الانتهاء من مرحلته الأولى، بالإضافة إلى وجود 8 محميات طبيعية برية تابعة لإمارة دبي بمساحة 1266 كيلومتراً مربعاً ومحميات بحرية بمساحة 32 كيلومتراً مربعاً.
كما يستهدف هذا المحور الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي تتمتع به إمارة دبي، حيث يوجد بها نحو 1524 نوعاً من الكائنات الحية تشمل 342 نوعاً من الطيور و46 نوعاً من الثدييات و51 نوعاً من الزواحف و315 نوعاً من النباتات، و188 نوعاً من الأسماك، و582 نوعاً من اللافقاريات.
وتسعى استراتيجية جودة الحياة في دبي إلى الحفاظ على مركز الصدارة الذي تتبوأه الإمارة على مؤشر حصول الفرد على الكهرباء، حيث جاءت دبي في المركز الأول عالمياً في الحصول على الكهرباء، وهو ما أسهم في إبداء السكان لمستوى مرتفع من الرضا عن جودة المياه والكهرباء ضمن استبيان جودة الحياة.
وتسعى الاستراتيجية إلى تحقيق عدد من المستهدفات في قطاع الطاقة حتى 2033، منها التوسع في توفير محطات شحن الكهرباء في إمارة دبي باعتباره أحد أهم المبادرات التي تسعى الاستراتيجية إلى تحقيقها، إضافة إلى تطوير مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم من موقع واحد.
ووضعت استراتيجية جودة الحياة في دبي، خطة متكاملة لتطوير محور الشواطئ في إمارة دبي تشمل عدداً من المشاريع التنموية كتطوير شاطئ جبل علي وشاطئ مخيم الكرفانات بجبل علي وشواطئ جميرا وأم سقيم وشواطئ الممزر.
ومن المستهدف أن تُرْفَع نسبة الخدمات العامة فيها إلى 300% بحلول عام 2025 وجعلها صديقة لأصحاب الهمم وكبار المواطنين بنسبة 100%، وزيادة أطوال مسارات الدراجات الهوائية في الشواطئ بنسبة 300%، وزيادة أطوال شواطئ السباحة الليلية بنسبة 60%، وتخصيص شواطئ جديدة مخصصة للنساء.
تأتي تلك المبادرات ضمن مستهدفات خطة دبي الحضرية 2040 التي شملت مضاعفة أطوال الشواطئ العامة بنسبة 400%.
وتركز استراتيجية جودة الحياة في دبي على تطوير محور أرياف وبراري دبي، بهدف المحافظة على طبيعتها وتوفير كافة الخدمات والمرافق والمتطلبات اللازمة لأهاليها وزوارها تعزيزاً لجودة الحياة فيها، إضافة إلى توفير تجربة سياحية متميزة، ترجمة لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الهادفة أن تكون الأرياف والبراري التابعة لدبي بين الأفضل والأكثر جمالاً ومتعة للجميع.
وتسعى الاستراتيجية إلى تعزيز جاذبية أرياف وبراري دبي كمناطق سياحية، والتي تشمل مناطق حتّا ولهباب والمرموم والليسيلي والفقع ونزوة والعوير ومرغم، من خلال تنفيذ عدة مبادرات لتعزيز جودة الحياة فيها، وخلق فرص استثمارية للأهالي، ودعم المزارعين والمنتجات المحلية مع مراعاة المحافظة على المحميات الطبيعية والمواقع الأثرية فيها.
وتشمل المبادرات التي تتضمنها الاستراتيجية زيادة الخدمات المتوافرة مثل الخدمات الصحية والمدارس والحدائق والمساجد وغيرها بنسبة 162% مقارنة مع الوضع القائم، وزيادة تلبية متطلبات إسكان المواطنين للمناطق الريفية، ومشروع تطوير مسار سيح السلم الذي يتضمن عدة فعاليات وفرص استثمارية وأنشطة سنوية، وعدة مبادرات في منطقة حتا مثل مسارات المشي الترفيهية، ومستشفى حتا، وتطوير المرافق التعليمية، ومشروع حتا السكني للمواطنين.
وتضع استراتيجية جودة الحياة في دبي مستهدفات طموحة لتوسعة محور التشجير في الإمارة، حيث تشكل المساحات الخضراء أهمية بيئية، إلى جانب أهميتها التجميلية، إذ تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية، وتحسين نوعية الهواء في المدينة، وخفض درجات الحرارة.
وتعمل دبي وفق خطط مدروسة لتوسيع نطاق المساحات الخضراء التجميلية لتشمل كافة مناطق دبي، مع التركيز على التوسع في زراعة الأشجار والزهور في الشوارع والطرقات العامة والساحات والمتنزهات، وفقاً لمعايير الاستدامة التي تتبعها دبي بما في ذلك مشاريع الري المستدام.
ويعتبر التشجير أحد العناصر الرئيسية الداعمة للاستراتيجية، وستُنَفَّذ حزمة من المشاريع التي تستهدف زيادة إجمالي الرقعة الخضراء في إمارة دبي من خلال تنفيذ مبادرات رئيسية بحلول عام 2033، تشمل زيادة المسطحات الخضراء بنسبة 61% ومضاعفة مساحة الحدائق العامة من 23 كيلومتراً مربعاً إلى 64 كيلومتراً مربعاً "زيادة بنسبة 180%"، وتشجير حرم الطرق الرئيسية بنسبة 100%، وتطوير أكثر من 200 حديقة وساحة مفتوحة في مناطق مختلفة في الإمارة.
وتسعى استراتيجية جودة الحياة في دبي إلى إحداث نقلة نوعية في محور التنقل، بهدف تطوير حلول مبتكرة وبنية تحتية متكاملة وصديقة للجميع تتبنى أحدث التطورات في البنية التحتية للتنقل، وتقوم على التقليل من استخدام المركبات الخاصة والتشجيع على استخدام وسائل النقل الجماعي، بشكل يسهم في خفض البصمة الكربونية، ويسهل من الوصول إلى مناطق الجذب، ويزيد السلامة على الطرقات، وصولاً لأن تكون دبي ضمن أفضل 10 مدن في سهولة التنقل على مستوى العالم.
وتستهدف الاستراتيجية تحقيق نقلة نوعية في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التنقل الذاتي لخدمة الإنسان، وبما يؤسس نموذجاً عالمياً متفرداً لمدن المستقبل، ويحقق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أن تكون دبي مكاناً مستداماً للعيش تتمتع فيه أجيال المستقبل بأرقى الخدمات الذكية في بيئة مستدامة.
وتسعى الاستراتيجية حتى عام 2033 إلى أن تصل نسبة الرحلات التي تتم بوسائل النقل ذاتية القيادة 25%، و45% نسبة الرحلات التي تتم بوسائل التنقل المستدام مع التركيز على تحويل إمارة دبي إلى مدينة صديقة للمشاة.
كما سيُعْمَل على مضاعفة أطوال مسارات الدراجات الهوائية من 544 كيلومتراً إلى 1150 كيلومتراً، ومضاعفة خطوط الحافلات بنسبة 117% من 4 آلاف و8 كيلومترات إلى 8 آلاف و722 كيلومتراً وزيادة أطوال شبكة السكك الحديدية من 100 كيلومتر إلى 159 كيلومتراً.
وترمي الاستراتيجية إلى ترسيخ النقلة النوعية التي شهدتها دبي في مجال التنقل، حيث بلغت نسبة رحلات النقل الجماعي والمشترك حوالي 21% من إجمالي الرحلات في العام 2023، ووصلت نسبة دقة مواعيد المترو 99.7% "المرتبة الخامسة عالمياً"، وبلغ طول مسارات الدراجات الهوائية 544 كيلومتراً، وحققت الرحلات التي تتم بوسائل التنقل المستدام حوالي 35% من إجمالي الرحلات، وباتت دبي مدينة رائدة عالمياً في: جودة شبكة الطرق، وهو ما قابله رضا مرتفع للسكان عن جودة ونظافة وسائل النقل الجماعي.
وتولي استراتيجية جودة الحياة في دبي، اهتماماً بمحور الثقافة والترفيه، حيث تحفل الإستراتيجية بفعاليات تعكس نهج الانفتاح والتطوير الذي تتبعه الإمارة ترسيخاً لرصيدها الثقافي والإبداعي الذي تتخذه كأحد الأسس التي ترتكز عليها في سعيها نحو ريادة المستقبل.
ويعكس الزخم الكبير الذي تحمله الاستراتيجية، المكانة الرائدة لدبي باعتبارها مركزاً عالمياً للثقافة والإبداع ومنارة للإشعاع المعرفي والحضاري، وجسراً حيوياً يربط بين مختلف ثقافات العالم، في ظل استضافتها لنحو 200 جنسية تعيش في وئام كامل على أرضها.
وتسعى الاستراتيجية إلى تمكين منظومة متكاملة هدفها تعزيز مكانة دبي الثقافية وجهة عالمية للممارسات الثقافية والتجارب الإبداعية وحاضنة للفعاليات الدولية، وبما يضمن دعم الاقتصاد الإبداعي للإمارة، حيث توفر الإستراتيجية معطيات تكفل للحياة الثقافية تطورها وتميزها وتنوعها، وتمنح جميع سكان دبي المساحة الكافية للإبداع، في أجواء تحفز على تطوير أفكار خلاقة تثري الحياة الثقافية للمجتمع.
وتتضمن الاستراتيجية أكثر من 1000 فعالية سنوية تتنوع بين الرياضية والمجتمعية، والثقافية، والفنية، والترفيهية، ومن المخطط تحقيق زيادة في المساحات المخصصة للمناطق الترفيهية والسياحية والفنادق في الإمارة بنسبة 134% بحلول 2040، وبما يضمن تحويل دبي لملتقى للثقافات المختلفة والترفيه غير المحدود الذي يحتفي فيه كل فرد بهويته، ويفخر بها وينعم بجميع أنواع الفعاليات التي تلبي تطلعاته وبما يجعل مواطني وسكان وزوار دبي الأسعد في العالم.
وتضع استراتيجية جودة الحياة في دبي، محور الشباب والأطفال على رأس أولوياتها، وتسعى إلى توفير الدعم لهم، وتمكينهم من إطلاق طاقاتهم وقدراتهم، والمساهمة بفاعلية في خدمة وطنهم، وإعداد أجيال مؤهلة وقادرة على ابتكار الحلول الفعالة لجميع التحديات المستقبلية التي قد تواجه المجتمع.
وتسعى الاستراتيجية إلى الاستثمار في تنمية قدرات ومهارات الأجيال الشابة، لتعزيز مساهمتهم في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في دبي، وبما يحقق رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المتمثلة في أن الحكومات لا تستطيع بناء تنمية راسخة لشعوبها بدون شراكة حقيقية مع شبابها، وأن الشباب سرّ نهضة وصناع مستقبل الدول.
وركزت استراتيجية جودة الحياة في دبي على وضع عدد من المبادرات المتعلقة بالأطفال والشباب، من خلال تعزيز الصحة النفسية ومعايير فحص حديثي الولادة، والمدارس النشطة، والتوجيه والإرشاد المهني للشباب، وبرنامج سلامة الأطفال على الإنترنت ومتحف STEM للأطفال.