وضع مؤتمر الموزعين الدولي، في ختام فعاليات دورته الثالثة، بمركز إكسبو الشارقة، اليوم الأحد، خريطة طريق لصناعة النشر، وترك بصمة إيجابية واضحة على مستقبل صناعة النشر وتوزيع الكتب، بمشاركة أكثر من 550 خبيراً من 76 دولة من مختلف أنحاء العالم.
الشارقة 24:
اختتمت فعاليات الدورة الثالثة من مؤتمر الموزعين الدولي في مركز إكسبو الشارقة، تاركاً بصمة إيجابية واضحة على مستقبل صناعة النشر وتوزيع الكتب؛ إذ شهد المؤتمر مشاركة أكثر من 550 خبيراً من 76 دولة من مختلف أنحاء العالم، واستضاف أكثر من 30 متحدثاً أثروا جلسات وورش العمل، وناقشوا على مدار يومين، مختلف الحلول المبتكرة لضمان استمرارية وازدهار هذه الصناعة الحيوية، واستعرضوا قضايا التسويق الرقمي، والتوزيع اللوجستي، والتحولات في صناعة النشر، وكيفية تلبية احتياجات القراء في عصر التكنولوجيا، وغيرها من الموضوعات.
وشهد اليوم الختامي، من مؤتمر الموزعين الدولي، كلمة رئيسة ألقاها إميل تيان رئيس مجلس إدارة ومدير عام مكتبة أنطوان في لبنان، حاورته فيها نادية واصف شريك مؤسس لمكتبة ديوان في مصر، واستعرض فيها رؤاه حول صناعة النشر والتوزيع وتحدياتهما.
كما ألقى د. أحمد رويحل الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للأعمال والنمو لشركة Arabookverse في المملكة المتحدة وجمهورية مصر العربية، خطاباً ملهماً حول استراتيجيات تطوير صناعة النشر والتوزيع، وأهمية الابتكار والتحولات الرقمية في تلبية احتياجات القراء الحديثة.
وحول نجاح المؤتمر، أوضح منصور الحساني مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب، أن مؤتمر الكتاب الدولي لعام 2024، أظهر مرة أخرى قوة ودينامية صناعة النشر، فمن خلال جمع أكثر من 550 قائدًا في الصناعة من 76 دولة، نجحنا في بناء منصة لتبادل المعرفة والتواصل والتعاون الاستراتيجي.
وأضاف أن هذا التجمع السنوي يشكل شهادة على الرؤية المشتركة للناشرين والموزعين وباعة الكتب في جميع أنحاء العالم والرامية إلى دفع نمو وتطور هذا القطاع الحيوي، فأثناء ما نحن نتطلع إلى المستقبل، أنا واثق بأن الخبرات والتواصل البناء الذي شهدناه في المؤتمر سيمكن مجتمع صنّاع الكتاب من التعامل مع التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة، مما يرتقي بالكلمة المكتوبة ويرتقي بحياة القراء على في كل أنحاء العالم.
النشر والتوزيع صناعة حية
بدوره، أوضح إميل تيان خلال كلمته، في صناعة النشر وتوزيع الكتب، لا بد أن تكون عاشقاً للكتب وبيع الكتب، إذا لم تكن كذلك، فالأفضل أن تبحث عن مجال آخر لكسب الأموال، وأنا أقول إنني محظوظ لأنني أعمل في مجال أحبه، وأركز دائماً على أن النشر والتوزيع ليسا صناعة ميتة كما يدعي البعض، بل هما صناعة حية ومتطورة؛ لذلك فإننا خلقنا داخل شركاتنا بيئة متكاملة لخدمة بيع الكتب، وهذا يُظهر أن صناعة الكتب تحمل الحيوية والتطور، ونحن نسعى دائماً لتجديد أنفسنا وصناعتنا.
وتابع تيان، القرصنة تعد واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه صناعة النشر؛ فهي تشكل تهديداً كبيراً للكتّاب والناشرين على حد سواء، لأن صناعة النشر تعتمد على سوق صغير نسبياً، وهذا يختلف عن صناعة الأفلام، مثلاً، ونتيجة لذلك، يكون الدخل محدوداً جداً عندما تتعرض الأعمال الأدبية والكتب للقرصنة، كما أن الموزعين يواجهون تحدياً آخر يتمثل في تقلب أسعار العملات، الذي يدفعنا إلى تطوير نظام تسعير مرن يتكيف مع تغيرات أسعار العملات.
الكتب الرقمية والصوتية وتحديات الإتاحة والوصول
من جانبه، أوضح د. أحمد رويحل، أن الكتب العربية الصوتية لها حضورها في مختلف أنحاء العالم، وهذا يشير إلى أن صناعة الكتب الصوتية تسير في طريق التطور، ولهذا السبب، قررنا تأسيس (Arabookverse) للمساهمة في تطوير صناعة الكتب، والتي نهدف من خلالها إلى توفير الكتب العربية عبر الوسائط الرقمية والصوتية، بما يعزز قدرتها على المنافسة، وهذا يتطلب تحقيق مراحل الإتاحة والوصول، وزيادة الوعي بالجوانب التجارية والاستدامة.
وأضاف رويحل، في الوقت الحالي، لدينا أكثر من 4 آلاف كتاب صوتي متاحة عبر تطبيقات متعددة، ويبلغ عدد الكتب الصوتية باللغة العربية 11 ألفاً، ولكن يجب أن يتبع ذلك القدرة على بيعها، ولا شك أن هناك خطوات عربية رائدة في هذا المجال؛ إذ توجد بنية تحتية قوية لبيع الكتب الصوتية والرقمية، مثل منصات "أبجد" و"اقرأ لي"، وغيرها، كما أن لدينا أكثر من 40 ألف كتاب رقمي، ونحن نمتلك مليون قارئ يفضلون النسخ الرقمية، وما يقرب من 47% منهم يقرؤون عن طريق الاشتراك.
جلسات وورش عمل حافلة بالمعرفة في اليوم الختامي
وواصل المتحدثون في مؤتمر الموزعين الدولي، خلال اليوم الختامي، تسليط الضوء على قضايا متنوعة في عالم النشر والتوزيع، حيث ناقشوا آليات تحقيق أقصى استفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وطرق بناء علاقات قوية مع العملاء، وأساليب جذب القراء الجدد، كما أبرزوا أهمية تحليل البيانات لفهم سلوكيات الجمهور المستهدف، واستخدام الإعلانات المستهدفة بشكل فعال.
واطلع جمهور المؤتمر، على أهمية العمل التعاوني بين مختلف أطراف سلسلة التوريد في صناعة النشر، وناقشوا أفضل الممارسات لتعزيز التعاون بين الموزعين والناشرين والمكتبات، بما في ذلك تبادل البيانات، وتطوير برامج التسويق وتنظيم الفعاليات المشتركة، إضافة إلى تخصيص جلسات حول "تنسيق وبيع الروايات المصورة"، ونقاشات حول أساليب بيع الكتب خارج متاجر الكتب التقليدية، بما في ذلك بيع الكتب عبر الإنترنت، والمشاركة في المعارض والمهرجانات، وتنظيم فعاليات بيع الكتب.
وإلى جانب ذلك، شهدت مبادرة "ببلش هير"، خلال يومي المؤتمر عدداً من الأنشطة والجلسات التثقيفية لتمكين المرأة في صناعة النشر، بالشراكة مع شركة Visa، التي وقعت معها المبادرة اتفاقية خلال المؤتمر بهدف تعزيز مساعي الطرفين لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة الأعمال، حيث قدّمت كريتي شارما مديرة الشراكات في مبادرة "شي تريدز" SheTrades، لقاءات بعنوان "كسر الحواجز في النشر"، ناقشت دور المرأة في قطاع النشر، وسلّطت الضوء على المساهمة المتزايدة وتأثير المرأة في الصناعة على المستوى العالمي.
وكان الذكاء الاصطناعي، الحاضر الأبرز في مختلف أحاديث الخبراء، حيث استعرضوا كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء، وزيادة كفاءة العمليات، وتقديم توصيات مخصصة للعملاء، كما تطرق المتحدثون إلى أهمية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وفهم سلوكيات العملاء، وتطوير استراتيجيات تسويقية فعالة، مع إضاءات متنوعة على التخطيط الاستراتيجي لإدارة المكتبات، وكيفية إبرام الاتفاقيات مع الموزعين، وما هي الفوائد العائدة من هذه الاتفاقيات.