جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
المسلمون يؤدون صلاة العيد فيه وسط أجواء إيمانية

المسجد النبوي: الإسلام يجمع بين الجمال وبهاء التعامل وصفاء القلوب

10 أبريل 2024 / 11:30 AM
صورة بعنوان: المسجد النبوي: الإسلام يجمع بين الجمال وبهاء التعامل وصفاء القلوب
download-img
الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال أداء صلاة العيد في المسجد النبوي الشريف
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي، الذي أم جموع المصلين في صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد، أن يوم العيد في الإسلام يشبه لحظات السرور في الزمن الممتد، وأن الدين الإسلامي، دين جامع بين الجمال الظاهر والباطن وبهاء التعامل وصفاء القلوب.
الشارقة 24 – واس:

أدى جموع المصلين في المدينة المنورة، صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد النبوي الشريف، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالبهجة والأمان والطمأنينة.

وأمّ المصلين، إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي، الذي تحدث عن فضل يوم العيد والدين الإسلامي، موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل، ومهنئاً إياهم بعيد الفطر المبارك.

وقال فضيلته: هنيئاً لكم عيدكم الذي تختالون في حدائقه ورياضه، وتنهلون من عذب معينه وحياضه، وافيتم من إبان الزمان ربيعة وشبابه، وقطفتم من جنا العام ثمرته ولبابه، فما زالت أيامكم أعيادًا ولا أنبت سروركم آمادًا، عرّفكم الله يمن هذا العيد وبركته وضاعف لكم سروره وسعادته وأحياكم لأمثاله في أسبغ النعم وأكملها وأفسح المدد وأطولها.

وتابع الشيخ الحذيفي، هذه مواكب العيد المجيد، تتدفق فيه هذه البقاع الزاهرة والبطاح الطاهرة تدفق الغيث من السماء يغمر الناس في هذا اليوم الأغر من مشاعر البهجة والأنس والسرور، ما يغمر الروض الجديد حين يتندى بماء السماء، وما يغمر المشتاق حين يستقبل الغائب المحبوب، إنه يوم ينضح في النفوس رواء السرور، وينفح في القلوب عبق الصفاء والحبور، بعد موسم عظيم من مواسم العبادة تجلت فيه منّه الله وبركاته وانهمرت فيه آلاؤه ورحماته، بعد أن روت الأرواح من معين العبادة في شهر الصيام.

وبين أن يوم العيد في الإسلام يشبه لحظات السرور في الزمن الممتد، سريعة ساعات انقضائه، طويلة آثار بقائها، يعلق في القلوب من مشاعر حبورها ومظاهر سرورها علوق الطيب بصاحبه حيناً، حتى يعاودها الشوق للعبد الذي يعقبه حنيناً، فتشوق إليه تشوق الضاحي إلى الظل الفينان وقت الهجير، تحترق إليه تحرق الظامي إلى العذب النمير.

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن هذا الدين العظيم دين التوحيد والشريعة والعبودية الخالصة لله وحده، كما أنه دين الحياة ودين الدنيا ودين العمران والبناء ودين الأخلاق والقيم، دين متوازن متكامل البناء يتجلى ذلك الكمال في معالم الجمال المنطبع في مناحي الحياة جميعها لأن شارعه - تعالى وتقدس - جميل يحب الجمال، جمال الظاهر وجمال الباطن فهو سبحانه جميل في ذاته وجميل في صفاته وجميل في أفعاله، حتى فاض ذلك الجمال الرباني في كونه وخلقه وتشريعه وأحكامه.

وأوضح فضيلته، أن ديانة الإسلام ليست بالرهبانية الخرساء التي تنطوي خلف ستار الطقوس العبادية وحدها ولا بالمادية الجوفاء التي تهرع خلف سراب المظاهر البائدة فحسب، ولكنه دين الحياة المتدفقة التي تضج بصمت في عروق الوجود وتهدر هدير السيل في التهائم والنجود، ويتزين به الكون جمالاً وجلالاً، وبناءً وعطاءً وأخلاقاً وقيماً، إنه دين جامع بين الجمال الظاهر والباطن وبهاء التعامل وصفاء القلوب.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي خطبته، مبيناً أنه يشرع العيد في الإسلام بعد أداء عبادتين عظيمتين وانقضاء موسمين جليلين من مواسم العبادات الكبرى، ليجمع الشارع الحكيم سبحانه بين ثنائية التهذيب الروحي والإرواء الإيماني، وبين الاستمتاع بمباهج الحياة الضاحكة للنفس الإنسانية، في ازدواجية بديعة تجلي كمال ذلك التشريع الرباني الذي يريد منه الشارع السمو بالنفس الإنسانية والارتقاء بها من مجرد المظاهر المادية أو العبادية، إلى يفاع من التكامل الإنساني، تساوقاً مع متطلبات هذا المخلوق الإنساني البديع في تكوينه الظاهر والباطن.
 
April 10, 2024 / 11:30 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.