علماء الأحياء البحرية يتتبعون أثر الحيتان الحدباء في البحر المتجمد

الشارقة 24 – أ ف ب:

في بحر القارة القطبية الجنوبية المتجمد، تلتقط العالمة الكولومبية أندريا بونيا بعدسة كاميرتها صورة ذيل حوت أحدب، ما يوازي بأهميته دور بصمة الأصابع لدى البشر... وتعمل هذه الباحثة مع علماء آخرين منذ عام 2014 على تطوير كتالوغ يعتمد على التحليل البصري للزعانف الذيلية لهذه الحيتانيات. 

وتقول أندريا بونيا، باحثة الأحياء البحرية بجامعة كورنيل الأميركية: "ألوان وأنماط ذيل كل حوت فريدة من نوعها، فهي تشبه بصمة الإصبع، لذا فإن ما نفعله هو النظر إلى العلامات المختلفة التي تحملها، والندوب المختلفة، وبناءً على ذلك واعتماداً على التلوين، يمكننا أن نحدد كل واحد منها بدقة". 

ويُعد التعرف على الحيوانات بالاعتماد على الصور الفوتوغرافية أمراً شائعاً في دراسة الثدييات البحرية، رغم استخدام تحديد الزعانف الذيلية بشكل أكبر مع الحيتان الحدباء نظراً لعلاماتها الفريدة وعاداتها في إخراج ذيولها من الماء أثناء الغطس، وتمكّن فريقها من التعرف على 70 حوتاً على مر السنين، ويأمل في إيجاد أثر بعض منها لدراسة تطورها أو تحركاتها أو حتى نموها. 

وتضيف بونيا: "ما تقوم به الحيتان الحدباء هنا هو التغذية بالتحديد، فهي تستفيد من هذه الكتلة الحيوية الكبيرة من الغذاء الموجودة هنا، ولعدة أشهر، جلّ ما تفعله هو تجميع الطاقة، واعتباراً من شهر مايو أو يونيو تبدأ بشكل أو بآخر في الانتقال إلى مناطق أكثر استوائية للتكاثر، وبعدما واجهت لسنوات خطر الانقراض بسبب عمليات الصيد التجاري، واستفادت هذه الثدييات من حظر دولي على صيدها منذ عام 1985، ما سمح لأعدادها بالتعافي، ويوجد حالياً في العالم 84 ألف حوت أحدب، بحسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.