يحرص مهرجان الشارقة لريادة الأعمال على تقديم معارف علمية مرنة لرواد الأعمال للاستفادة من المستجدات ونظرة استشرافية مستقبلية لتأسيس أعمال لها فرص واعدة، إلى جانب أن هذه الفعاليات تشكل منصة لبناء العلاقات بين رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء والعملاء المحتملين، ويأتي ذلك مع بلوغ عدد رواد الأعمال عالمياً في عام 2022-2023 وفق تقرير Global Enterprenuship Monitorما يقرب من 594 مليون رائد أعمال في العالم اليوم.
الشارقة 24:
وفقاً للأجندة الوطنية لريادة الأعمال، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون موطناً لرواد الأعمال والمشاريع الناشئة والموهوبين بحلول العام 2030، وبالتزامن مع الحزم التحفيزية التي أطلقتها لتسهيل تأسيس الأعمال الريادية ودعم رواد الأعمال، تحتضن دولة الإمارات مجموعة من الفعاليات الكبرى بشكل سنوي ومن أهمها "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال"، فكيف تدعم هذه الفعاليات استراتيجية دولة الإمارات في التحول إلى حاضنة عالمية لريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الناشئة؟.
تركز الفعاليات ومن بينها "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال" على رصد هذه المتغيرات من خلال خبراء وأصحاب تجارب على المستويين المحلي والإقليمي وتقدم لرواد الأعمال معارف علمية مرنة للاستفادة من المستجدات ونظرة استشرافية مستقبلية لتأسيس أعمال لها فرص واعدة، إلى جانب أن هذه الفعاليات تشكل منصة لبناء العلاقات بين رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء والعملاء المحتملين.
الدخول لمجتمع الريادة الدولي
يشكل المهرجان فرصة للدخول إلى مجتمع ريادة الأعمال من خلال بناء شبكات العلاقات مع المستثمرين والخبراء والمتخصصين والعملاء المحتملين الذين يجمعهم المهرجان تحت مظلة واحدة، وتشير الدراسات ومعها ذوي الاختصاص، إلى أن مجتمع رواد الأعمال العالمي في اتساع وبات يشكل قوة هائلة قادرة على تغيير توجهات الاقتصاد ومخرجاته، إذ بلغ عدد رواد الأعمال عالمياً في عام 2022-2023 وفق تقرير "Global Enterprenuship Monitor"ما يقرب من 594 مليون رائد أعمال في العالم اليوم، وهو ما يمثل نحو 10.4% من سكان العالم البالغين.
الوصول لرأس المال الاستثماري
تبين دراسة حديثة أجرتها شركة "Skynova" الأميركية إلى أن 47% من حالات فشل الشركات الناشئة في عام 2022 كانت بسبب نقص التمويل، فليس من السهل أن يصل صاحب المشروع أو الفكرة إلى جهة تمويل مضمونة تقدم له خبرتها وأموالها وتحرص على نجاحه.
من بين الأهداف الرئيسية لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع" استكشاف المواهب وصناع التغيير، وتسهيل وصولهم إلى مصادر التمويل.
ويخصص المهرجان في سبيل تحقيق هذا الهدف "ردهة المستثمرين" لتمكين رواد الأعمال الناجحين والطموحين من التواصل مع المستثمرين المحتملين وأصحاب رأس المال الاستثماري، بهدف مساعدة رواد الأعمال على فهم رؤى قيمة حول استراتيجيات التوسع والتمويل المصرفي.
ويُطلق المهرجان أيضاً مسابقة "عرض الشركات الناشئة"، التي توفر منصة لعرض مواهب رياضية واعدة.
التمكين بتجارب السابقين
دخول عالم الأعمال بدون معرفة واطلاع وقاعدة فكرية للتحليل، يشبه تماماً السير في الظلام، هذا ما عبر عنه نحو 58% ممن شملهم استطلاع شركة "Skynova" حول تجارب رواد الأعمال، حيث قالوا إنهم يتمنون لو بذلوا المزيد من الوقت في فهم السوق وتوجهاته وتقلباته، ونفس النسبة تقريباً في الاستطلاع ذاته قالوا إنه كان يجب أن يضعوا خططاً أكثر قوة لأعمالهم، وهو تماماً ما يوفره مهرجان الشارقة لريادة الأعمال لأصحاب المشاريع الناشئة ورواد الأعمال".
عرض أعمال الشركات الناشئة
يحتاج كل عمل ناشئ إلى التواصل مع الجمهور عبر منصات موثوقة وذات مصداقية عالية، وتشكل إطلالة الشركات الناشئة وعرض أعمالها في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، انطلاقة قوية نحو السوق والجمهور وفرصة لأصحابها ليقدموا لجمهورهم فكرة واضحة وشاملة عن طبيعة أعمالهم وخدماتهم ومنتجاتهم.
ستعرض الدورة المقبلة من المهرجان أعمال ما يزيد على 100 شركة ناشئة، ما يشكل فرصة للجمهور والمستثمرين للتعرف على الأفكار الجديدة والاستثمار في فيها، وفرصة لرواد الأعمال تختصر عليهم مسارهم الطويل نحو التسويق والترويج لأفكارهم أو الحصول على التمويل بالطرق التقليدية.
بناء علامة تجارية ذات أبعاد تنموية
يترجم مهرجان الشارقة لريادة الأعمال رؤيته لدور الريادة من خلال مخاطبة الرواد بمصطلح "صناع التغيير" وتبين الدراسات والأبحاث، أن الريادة قادرة على إحداث تغييرات حقيقية في المجالات الحيوية مثل الاستدامة والتنمية الاجتماعية عبر تقديم حلول للتحديات تحمل قيمة مضافة مستدامة تترك أثارها بعمق على جودة حياة الناس.
وتتماشى هذه الابتكارات مع نتائج دراسة أجرتها "Razorfish" في عام 2021، أثبتت أن العلامات التجارية ذات القيمة المضافة تستقطب الجمهور أكثر من غيرها حيث تشير إلى أن 82% ممن شملهم استطلاع الرأي يشترون من شركات لها علامة تجارية قوية وتؤمن بأهداف ورؤى قيمة، و62% منهم يشعرون أن تلك المنتجات تضيف قيمة لحياتهم وتجعلهم شخصًا أفضل، فلا تستهين أبدًا بقوة وأهمية بناء العلامة التجارية لشركتك.
تكريس الريادة منهاج حياة
ليست الأسواق والأعمال فقط ما يتعرض للتغيير ويحتاج للتكيف، بل الحياة أيضاً ما جعل من الضروري أن تتسع ثقافة الريادة من ريادة الأعمال إلى ريادة الحياة كما يجمع كافة المفكرين والخبراء، الذين يتفقون على أنه ليس من السهل أن يصبح الإنسان رائد أعمال ناجح إن لم يكن إنساناً ناجحاً وريادياً مؤثراً في حياته الاجتماعية أولاً، وأن الريادة منهج تفكير وأسلوب شامل للتعامل مع الصعاب والتحديات، وفي هذه المساحات العقلية لا يمكن تجزئة مفهوم الريادة".
خلال السنوات الـ 20 الماضية وبالتزامن مع إطلاق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، وأهداف التنمية المستدامة للعام 2030، أصبح البعد الاجتماعي هو المقياس الحقيقي لفعالية الاقتصاد، وأصبح الأثر الاجتماعي، المقياس الحقيقي للريادة، لذلك يحرص "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال"، من خلال المواد الإعلامية ورسائل المتحدثين والمشاركين، والجلسات النقاشية وورش التدريب على غرس ثقافة الريادة الشاملة، للمساهمة في بناء رواد أعمال قادرين على مواجهة تحديات التنمية والاستدامة، وقياس آثار أعمالهم على مجتمعاتهم وبلدانهم".
عالم من الريادة في مهرجان واحد
ومن أجل ترسيخ هذه الثقافة الريادية الشاملة، يتوزع مهرجان الشارقة لريادة الأعمال على 5 مناطق، منطقة الاستدامة، ومنطقة الابداع، ومنطقة المجتمع ومنطقة السوق ومدينة الشركات الناشئة، وبالنظر إلى تخصصات هذه المناطق يتجلى الحرص على تعريف رواد الأعمال بمكونات الثقافة الريادية ومساحات فعلها، إلى جانب المنصة الريادية للمهرجان والتي تستضيف هذا العام أكثر من 150 متحدثاً وأكثر من 200 فعالية متنوعة".
منذ انطلاقته عام 2017، نجح مهرجان الشارقة لريادة الأعمال خلال دوراته السنوية، في استقطاب ما يزيد عن 20 ألف من الحضور ينتمون لفئات مختلفة من أصحاب شركات ومشاريع ناشئة ومهتمين بريادة الأعمال وأصحاب الأفكار الإبداعية، كما نجح في استقطاب 460 متحدثاً بمختلف المجالات والتخصصات، وتمكن أكثر من 350 شركة من عرض أعمالها لتصبح معظمها اليوم علامة بارزة في أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة.
For an optimal experience, please
