انتقل إلى رحمة الله تعالى، اليوم السبت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، التي واصلت في عهده مسيرتها التنموية الشاملة، وعززت حضورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.
الشارقة 24 – وام:
توفي إلى رحمة الله تعالى، اليوم السبت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، التي واصلت في عهده مسيرتها التنموية الشاملة، وعززت حضورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأعلنت الإمارات، الحداد على الراحل الكبير لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام خلالها على جميع الدوائر الرسمية داخل الدولة والسفارات والبعثات الدبلوماسية.
ولقي نبأ وفاة فقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية، تفاعلاً كبيراً على المستويين الرسمي والشعبي في دولة الإمارات، ليعكس ما حظي به الراحل من احترام وتقدير لدى القيادة والشعب الإماراتي.
وترجل الأمير الراحل، تاركاً خلفه مسيرة حافلة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية عموماً، إذ حققت الكويت في عهده، قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، كما أسهمت حكمته وحنكته في تعزيز الاستقرار والازدهار للشعب الكويتي الشقيق.
وحرص رحمه الله، على تعزيز الروابط الأخوية الوثيقة مع دولة الإمارات، إذ جمعته علاقة وطيدة ومتميزة مع قيادتها الرشيدة، وواصلت العلاقات الإماراتية الكويتية في عهده تطورها في المجالات كافة، تجسيداً للشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الشقيقين ومستوى التنسيق التام بينهما حيال جميع القضايا والمستجدات العربية والعالمية، انطلاقاً من وحدة المصير والمصالح المشتركة.
ولد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 25 يونيو 1937، وهو الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر.
عاش الفقيد وتربى في بيت الحكم، قصر دسمان، وتلقى تعليمه في مدارس الكويت المختلفة بداية في مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في الشرقية والمباركية، وقد تميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، وظلت هذه الصفة تلازمه فيما بعد وتجلت بتشجيعه لطلبة العلم في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعالي، انطلاقاً من رؤية سموه، بأهمية التحصيل العلمي الذي يعتبر أساس تقدم المجتمعات ورقيها.
بدأ رحمه الله، رحلة عمله السياسي في 12 فبراير 1962، بعد توليه مسؤوليات محافظة حولي، وقد تمكن من تحويل المحافظة إلى مدينة حضارية وسكنية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي.
ويعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية في دولة الكويت بشكلها الحديث، خلال توليه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من عام 1978 إلى عام 1988، والثانية من عام 2003 إلى عام 2006، مسطراً إنجازات متواصلة، ومحققاً "طيب الله ثراه"، نقلة نوعية في أداء وزارة الداخلية.
ودأب المغفور له بإذن الله تعالى، بعد توليه حقيبة وزارة الدفاع في 26 يناير 1988، على تطوير العمل فيها بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني.
وتولى الفقيد، في 2 إبريل 1991، عند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث سارع إلى اتخاذ العديد من القرارات الإنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين.
وفي 16 أكتوبر 1994، تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، حيث ترك بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان، وبذل "رحمه الله"، جهوداً كبيرة على مدى تسع سنوات لتحقيق هدفه الأسمى وهو الوصول إلى أرقى المستويات والمعدلات في المؤسسات الأمنية المماثلة في أكثر دول العالم تطوراً، وقد عمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس الوطني وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.
وفي 16 أكتوبر 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين المغفور له الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وفي 7 فبراير 2006 أصدر الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح "رحمه الله" أمراً أميرياً بتزكية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد.
وفي 29 سبتمبر 2020، تولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم في دولة الكويت الشقيقة، خلفاً لأخيه الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليصبح الحاكم السادس عشر لدولة الكويت.