جار التحميل...
وكان في استقبال سموه فور وصوله، الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، مؤسس وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، والأمير خالد بن سعود العبد الله الفيصل، مدير دارة آل فيصل، والأمير منصور بن سعد آل سعود، الأمين العام المساعد لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، وعدد من رؤساء الدوائر الحكومية والمسؤولين.
وتجول سمو ولي عهد الشارقة في أروقة المعرض الذي يضم عدة أجنحة تتوزع بين: الهندسة، والفلك، والطب، والرياضيات، وعلم الحيوان، مطلعاً سموه على المقتنيات النادرة من المخطوطات والأدوات التي تعكس تاريخ العلوم التجريبية في العصر الذهبي لأمتنا العربية والإسلامية في مختلف الفروع المعرفية، والطرق المختلفة التي كان يعمل بها العلماء في السابق في الحساب والعلاج وغيرها.
واستمع سموه إلى شرح مفصّل حول ما يضمه المعرض من نوادر تاريخية وعلمية، حيث يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على التراث العربي الإسلامي الذي تزخر به مكتبات ومخطوطات "بيت الحكمة" التاريخي الذي كان مركزاً للنهضة العلمية والثقافية العربية والإسلامية، وكذلك لتحفيز أجيال الحاضر والمستقبل على الإبداع في مجال العلوم، من خلال التعرف على آثار التاريخ الإسلامي المعرفي الحافل بالإنجازات والإبداعات في شتى مجالات العلوم والمعرفة.
وتعرّف سمو ولي عهد الشارقة خلال جولته إلى العديد من النماذج من المخطوطات المختصة بالمجالات العلمية المختلفة مثل مخطوطات الطب، والفلك، والرياضيات، والهندسة، وعلم الحيوان، وأكثرها مدعوم بالرسوم والأشكال التوضيحية التي تدلّ على العناية البالغة بهذه العلوم.
ويوفر المعرض مخطوطات في علم الحيوان، منها كتاب "حياة الحيوان الكبرى" الذي ألفه أبو البقاء محمد بن موسى الدميري المصري، المتوفى سنة 808هـ - 1682م، إضافة إلى 16 مخطوطة في علم الرياضيات، من أقدمها مخطوط لكتاب "أشكال التأسيس" لمحمد بن أشرف الحسيني السمرقندي، المتوفى سنة 600هــ - 1203م، الذي يشرح فيه النظريات الواردة في كتاب "إقليدس" ويبسطها.
وفي نهاية الجولة، تفضل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، بتسلم هدية تذكارية من صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وهي نسخة قديمة ونادرة من كتاب "القانون في الطب" من تأليف العالم والطبيب والفيلسوف المسلم الحسين بن عبد الله بن الحسن، المعروف بابن سينا. ويعد الكتاب تحفة نادرة ويعود تاريخ نسخه إلى القرن السابع الهجري، الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، وهي نسخة محفوظة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويستمد هذا المرجع النفيس أهميته من كونه كان، وعلى مدار سبعة قرون متتالية، المرجعَ الرئيسي في علم الطب في جامعات أوروبا حتى أواسط القرن السابع عشر الميلادي.