هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، قيادة وشعب الإمارات بعيد الاتحاد الـ52، وأكد سموه، أن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا، حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر، وهي بمثابة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقاً وتألقاً.
الشارقة 24 – وام:
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر، وهي بمثابة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقاً وتألقاً.
وأوضح سموه في كلمة بمناسبة عيد الاتحاد الـ52، اليوم تظلل صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أرجاء وطننا، نراه في كل إنجاز حققناه، وفي كل تقدم أحرزناه؛ فالبناء لا يعلو من دون أُسُس متينة، وعمران البشر والحجر لا ينجح ويتحقق من دون رؤية صائبة، والنهر لا يجري من دون منبع غزير.
وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
أبناء وبنات وطني الكرام..
أبارك لكم حلول عيد الاتحاد الثاني والخمسين، وأدعو الله معكم أن يحفظ وطننا ويحقق أمالنا، ويديم علينا نِعَم الأمن والاستقرار والازدهار.
إن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر، وهي بمثابة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقاً وتألقاً.
اليوم تظلل صورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أرجاء وطننا، نراه في كل إنجاز حققناه، وفي كل تقدم أحرزناه؛ فالبناء لا يعلو من دون أُسُس متينة، وعمران البشر والحجر لا ينجح ويتحقق من دون رؤية صائبة، والنهر لا يجري من دون منبع غزير.
لقد أرسى الشيخ زايد وعضيده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حُكّام الإمارات، طيّب الله ثراهم جميعاً، أُسُس الاتحاد المتينة وقواعده الراسخة، وأطلقوا مسيرة التنمية الشاملة، وعلى نهجهم سار وارثو المجد والمسؤولية، لتتواصل المسيرة بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الأمين على حاضرها ومستقبلها، والحكيم في إدارة شؤونها، والساهر على توطيد أمنها واستقرارها وازدهارها. أسأل الله أن يحفظه ويسدد خطاه، ويحقق آماله، ويمكّنه من المضي قدماً بدولتنا وشعبنا إلى العُلا.
أيها المواطنون والمواطنات..
في مستهل عامنا الاتحادي الجديد نتطلّع بثقة وتفاؤل لتحقيق هدفنا الثابت، وهو الوصول بدولتنا إلى مصاف دول العالم الأكثر تقدماً وازدهاراً وفاعلية، ومبعث ثقتنا وتفاؤلنا هو إيماننا بأننا نستطيع؛ نعم نستطيع بما نملكه من قدرات وإنجازات وخبرات ذاتية وكفاءات وطنية، وبما نحققه سنوياً من تقدُّم في كل جوانب التنمية المستدامة والتنافسية، وهو تقدم تشهد له المؤسسات الدولية ذات الاختصاص في مؤشراتها السنوية.
لقد بات الاستعداد للمستقبل من ثوابت عملنا، ونستعد له بالرؤى والاستراتيجيات والخطط والمؤسسات المتخصصة، ونترك لأعمالنا وإنجازاتنا التحدث نيابةً عنّا، وقد حرصنا منذ زمن بعيد على استشراف المتغيرات وتهيئة متطلبات التفاعل الإيجابي مع تحدياتها المنطوية دائماً على مخاطر وفرص، ولم يساورنا الشك لحظةً في قدرتنا على اغتنام الفرص وتحييد المخاطر، وهو ما مكننا من التكيّف مع المتغيرات وهكذا كانت دولتنا سبّاقة في استيعاب الأبعاد المُصاحبة لثورة المعلومات والاتصالات، وللصناعات الفضائية، وللطاقة النظيفة، وللثورة الصناعية الرابعة، وللذكاء الاصطناعي.
وفي سياق استعدادنا للمستقبل، استلهمنا من رؤية "مئوية الإمارات 2071" واستراتيجية "نحن الإمارات 2031"، بأن نكون المجتمع الأكثر ازدهاراً عالمياً، والمركز العالمي للاقتصاد الجديد، والداعم الأبرز للتعاون الدولي، والمنظومة الحكومية الأكثر ريادةً وتفوقاً.
وقد اقتضى تحقيق هذه الأهداف إعادة هيكلة الوزارات، والهيئات المتخصصة، وتطوير التشريعات بما يوفر المرونة والسرعة في اتخاذ القرارات، ويعزز قدراتنا على مواكبة المتغيرات ونتيجة لذلك أنجزنا هذا العام أكثر من 152 مشروعاً حكومياً واتحادياً في كافة القطاعات، وقطعنا شوطاً مهماً على طريق تحقيق هذه الأهداف، وعلى سبيل المثال تجاوزنا في العام الماضي كل الآثار التي ترتبت على جائحة كورونا، وارتفع ناتجنا المحلي الإجمالي من 1.49 تريليون درهم سنة 2021 إلى 1.62 تريليون درهم سنة 2022.
ويقدِّر البنك الدولي، نمواً في ناتجنا المحلي في العام 2023 بنسبة 3.4 %، وفي الناتج غير النفطي 4.5 %، أما حجم التجارة الخارجية غير النفطية فقد ارتفع إلى 2.23 ترليون درهم من 1.91 تريليون درهم العام 2021، وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 10 % مسجلاً 22.73 مليار دولار.
كما حققنا تقدماً مهماً في مؤشرات التنمية والتنافسية الدولية، مثل مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وفي التنمية البشرية، وفي استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، واستقطاب المواهب، والسياحة، ونمط الحياة النشط، والأداء البيئي، والأداء الحكومي والرقمي واللوجستي والثقة بالحكومة.
أيها المواطنون والمواطنات..
تعلمون أن الهدف الأول الذي يتصدّر أهداف رؤية "نحن الإمارات 2031"، هو أن يكون مجتمعنا الأكثر ازدهاراً في العالم، والواقع أن هذا الهدف هو غاية بقية الأهداف، بل هو غاية سعى إليها آباء التأسيس وآباء التمكين، وسيظل ازدهار وطننا وسعادة شعبنا محوراً لكل رؤانا واستراتيجياتنا وخططنا ومشاريعنا، كما سيظل البوصلة التي تهتدي بها ميزانيات الاتحاد، والتي تخصص النسبة الأكبر من مصروفاتها للمنافع الاجتماعية.
وفي الاجتماعات السنوية الأخيرة لحكومتنا في شهر نوفمبر الماضي، أرسينا المبادئ العشرة التي تحدد مستقبل اقتصادنا، وكان في قلب هذه المبادئ، وضع الكوادر الوطنية الشابة في قلب نموذجنا الاقتصادي لتساهم بفعالية في القطاعات الاقتصادية كافة.
لقد قادت كوادرنا الوطنية، جيلاً بعد جيل، مسيرة التنمية في بلادنا، وبعقولنا وسواعدنا بنينا نموذجنا الإماراتي المتألق، وأنا متأكد أن أجيالنا الشابة ستواصل المسيرة وستنجح وستكون المحرك الفاعل في اقتصادنا حالياً ومستقبلاً، وقد وضعنا السياسات والبرامج الكفيلة بتزويد شبابنا وشاباتنا بأهم العلوم والمعارف، لتكوين جيل من الرواد والمبتكرين المسلحين بمهارات المستقبل والمؤهلين للتفاعل الإيجابي مع مستجداته ومتغيراته، والقادرين على المنافسة في بيئة اقتصادية مفتوحة على العالم.
أيها المواطنون والمواطنات..
إن الوضع المتغير إقليمياً ودولياً يدعونا للتمسك أكثر بمبادئنا وثوابتنا، وتعزيز مصادر قوتنا الذاتية، وروابطنا مع الدول الشقيقة، وعلاقاتنا مع الدول الصديقة عبر العالم، وسوف نبقى أوفياء لما نؤمن به بأن المعضلات الكبرى التي تواجهها البشرية، سواء كانت أمنيّة أو اقتصاديّة، أو بيئيّة لا تُحل إلا بالعمل المشترك، وتجنُّب العنف، واعتماد الوسائل السلميّة لحل الخلافات، والسعي الجاد لتطبيق شعارات تعايش الحضارات والثقافات والأديان والأعراق.
أيها المواطنون والمواطنات..
أنتم روح الاتحاد. وأنتم حاضره ومستقبله. لقد عرفتكم أهلاً للمسؤولية، تضعون وطننا في مقدمة أولوياتكم، وتلبّون نداءه إلى حد الاستشهاد في سبيل حريته وعِزه وأمنه واستقراره. وقد أثبتم على مدار السنين كفاءتكم في مواكبة المتغيرات، متمثلين بـآبائكم وأسلافكم الذين تكيّفوا دائماً مع الظروف، وفي الوقت نفسه حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم في الانتماء والولاء والعطاء ومكارم الأخلاق.
وأحمد الله أن سيرة أسلافنا تتجدد في شبابنا وهم يصنعون الأقمار الصناعية ويبحرون في الفضاء، ويديرون محطات الطاقة النووية، ويتفاعلون مع الذكاء الاصطناعي، ويجدّون ويجتهدون في كل مواقع العمل.
أجدّد تهنئتي لكم أبناء وبنات وطني بحلول الذكرى الثانية والخمسين لقيام اتحادنا، وأهنئ معكم أخي صاحب السمو رئيس الدولة وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حُكّام الإمارات.
وفي هذا اليوم الأغر، أتوجه بالتحية والتقدير لكوادرنا في القطاع الحكومي ولكل منسوبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وأجهزة الحماية المدنية، مقدراً إخلاصهم وحرصهم على أداء واجباتهم بكفاءة واتقان.
وأختم بما بدأت به، دعوة المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما فيه مرضاته، وأن يحفظ وطننا، ويحقق آمالنا، ويديم علينا نعم الأمن والاستقرار والازدهار.