تسعى الإمارات من خلال مدينة مصدر تحقيق طموح الاستدامة، إذ تعد المدينة نموذجاً إماراتياً لموقع ذكي ومستدام في أبوظبي، حيث يستطيع السكان العيش والعمل في مكان حضري صديق للبيئة يتميز، بمبان خضراء، وبيئة خالية من الكربون، مع وجود وسائل نقل سريعة تستوعب حركة المقيمين.
الشارقة 24 – رويترز:
داخل مدينة مصدر، وهي نموذج إماراتي لموقع ذكي ومستدام في أبوظبي، يستطيع السكان العيش والعمل في مكان حضري صديق للبيئة يتميز "بمبان خضراء" وبيئة خالية من الكربون ووجود وسائل نقل سريعة تستوعب حركة المقيمين.
وبالتجول في المدينة، تلاحظ أن المباني قريبة من بعضها البعض، وأن الشوارع ضيقة والنوافذ صغيرة، لأنها مصممة لتوفير مساحة تبريد مستدامة في الدولة الخليجية، التي تعاني من ارتفاع الحرارة والرطوبة.
والمباني الصديقة للبيئة مصممة لاستخدام كهرباء أقل بنسبة 70 %، ومياه أقل بنسبة 40 % من خلال تصميم مساحات مغلفة ونوافذ مظللة ومحكمة الغلق لمنع دخول أشعة الشمس وحرارتها وتقليل استخدام مكيفات الهواء.
وتفيد كريس وان المدير المساعد للاستدامة والمسؤولية المجتمعية للشركات في المدينة أن هذا المفهوم ينطبق على أي مكان تبني فيه على أساس الاستدامة، لأنه يتعين عليك وضع خطتك وميزانيتك والجدوى التجارية، ومن هذا المنطلق، تستطيع تحسين البصمة البيئية التي يمكنك الاستفادة منها من هناك.
ويسكن مدينة مصدر أكثر من أ4 آلاف شخص، وتضم مجموعة من شركات التكنولوجيا النظيفة، ومن بينها سيمنس، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وأكثر من ألف منظمة من القطاعين العام والخاص.
وقال ستيف سيفيرانس مدير النمو في المدينة وهو يقود إحدى مركبات النقل الشخصي السريعة في المدينة التي تتحرك حسب الطلب وتعمل ببطاريات ليثيوم فوسفات الحديد: "مثل المصعد تماماً، تضغط على الزر لتسمح للنظام أن يعرف أنك جاهز، فيفتح أبواب الأمان الخارجية، ثم الأبواب الداخلية للمركبة، وتضغط على هذا الزر لتخبره أنك جاهز للانطلاق".
وأردف قائلاً: "مصدر جادة في الحد من انبعاثات الكربون في مجال خدمات النقل منذ بدايتها".
وأضاف أن مركبات النقل الشخصي السريعة التي تم تصنيعها في عام 2010 لا تناسب تماماً كل البيئات الحضرية، في ظل توافر المركبات ذاتية القيادة الأكثر تطوراً، والتي تعمل بشكل أفضل في حركة المرور.
ويؤكد كثيرون أن إقامة مدن ذكية ومستدامة هي جزء من حل مشكلة تغير المناخ.
وتماشياً مع جهود الدولة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من الكربون بحلول عام 2050، يجري تنفيذ مشروعات إنشائية لتوسيع مدينة مصدر وتشييد 3 مبان تحقق صافي انبعاثات صفرية من الكربون.