تظاهرات عمالية غاضبة تغلق مئات مصانع النسيج في بنغلادش

الشارقة 24 – أ ف ب:

أغلقت المئات من مصانع الملابس في بنغلادش أبوابها، بسبب احتجاجات عنيفة أسفرت عن مقتل شخصين، وهي مستمرة منذ عدة أيام، بمشاركة الآلاف من العمال المطالبين، بزيادة الحد الأدنى لأجورهم الشهرية ثلاث مرات تقريباً.

في العاصمة دكا، وكذلك في الكثير من المدن الصناعية القريبة منها، تعرضت عشرات المصانع للنهب من قبل العمال الغاضبين، وأغلقت عدة مئات منها أبوابها، وفقاً للسلطات، التي أبلغت أيضاً عن وقوع اشتباكات، اليوم الخميس، بين المتظاهرين والشرطة.

وأوضح سروار علام قائد شرطة غازيبور بشمال دكا، أن أكثر من 250 مصنعاً للملابس أغلقت أبوابها خلال الاحتجاجات، وتعرض ما يصل إلى 50 مصنعاً للنهب والتخريب، وأشعلت النار في أربعة أو خمسة منها، وأضاف عندما يتعرض أحد المصانع للنهب، يفضل جيرانه عدم ترك مصانعهم مفتوحة.

وفي أشوليا، إلى الشمال من دكا، تم إغلاق ما لا يقل عن 50 من المصانع الكبيرة جدًا، التي توظف أكثر من 15 ألف عامل، حسبما أعلن نائب قائد الشرطة محمود ناصر.

وبحسب الشرطة، قُتل عاملان وأصيب العشرات منذ بدأت الاحتجاجات، مطلع الأسبوع الماضي، قبل أن تتحول إلى أعمال عنف الاثنين.

وقطاع النسيج صناعة رئيسة في بنغلادش، ثاني أكبر مصدِّر للملابس في العالم، بعد الصين، ويبلغ عدد مصانعها 3500 مصنع، وهي تزود العلامات التجارية الغربية ببضائع تمثل 85% من صادرات الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب آسيا وتبلغ قيمتها الإجمالية 55 مليار دولار سنوياً.

لكن ظروف العمل قاسية بالنسبة للكثير من العاملين في هذا القطاع البالغ عددهم أربعة ملايين، ومعظمهم من النساء. 

ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الشهرية 8300 تاكا (70 يورو)، ويطالب العمال بزيادته إلى 23 ألف تاكا (190 يورو)، أي أكثر بثلاث مرات تقريباً، لمواجهة الزيادة الحادة في تكاليف المعيشة وتوفير احتياجات أسرهم.

وتقترح جمعية مصنعي ومصدري الملابس في بنغلادش التي تمثل أصحاب المصانع، زيادة بنسبة 25% فقط.

وأوضح نعيم إسلام وهو عامل يبلغ من العمر 28 عاماً، أنه بعد عشر سنوات من العمل، ما زال راتبي 10600 تاكا (96 دولاراً)، ومع التضخم، كيف يمكنني العيش مع زوجتي وطفلي؟ أحتاج إلى الاقتراض كل شهر لأن راتبي لا يكفي لإطعام أسرتي.

وسألت نسيمة، العاملة البالغة من العمر 30 عاماً، نحن نصنع ملابس باهظة الثمن، تباع في الخارج بأسعار مرتفعة، وأصحاب المصانع يكسبون الكثير من المال، فلماذا لا يدفعون لنا أجراً أفضل؟

وساهم نمو صناعة النسيج بشكل كبير في النجاح الاقتصادي لبنغلادش التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة.

بعد مرور عشر سنوات على مأساة مصنع رانا بلازا الذي انهار في دكا في عام 2013 وتسبب بمقتل أكثر من 1100 عامل، تحسنت الأجور والسلامة في المصانع، باعتراف النقابات، لكن هذا التقدم غير كاف إلى حد كبير.

وبالإضافة إلى إغلاق المصانع، قام عدة آلاف من العمال أيضاً بإغلاق الطرق في المناطق الصناعية حول دكا، اليوم الخميس.

وفي ميربور، غرب دكا، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق نحو 5000 عامل كانوا يغلقون الطريق.

وفي غازيبور، فرقت الشرطة ألف عامل، بحسب مسؤول الشرطة أبو صديق، وأعلن اللفتنانت كولونيل في حرس الحدود زاهد برويز، أن قوات مسلحة من حرس الحدود انتشرت لمنع العنف في المناطق الأكثر تضرراً.

من جانبها، أدانت شبكة حقوق العمال العالمية "حملة الملابس النظيفة"، بشدة القمع العنيف الذي تعرض له عمال مصانع الملابس، واتهمت معظم العلامات التجارية برفض دعم مطالبهم علناً.

ومع ذلك، كتبت العلامات التجارية الكبرى، بما في ذلك أديداس وهوغو بوس وبوما، إلى رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في بداية الشهر، لتقول إنها لاحظت أن متوسط صافي الرواتب الشهرية، لم يتم تعديله منذ عام 2019، بينما ارتفع التضخم بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة.

وأشار نائب مفوض شرطة العاصمة نظم الحسن، إلى أن الشرطة تشتبه في قيام حزب بنغلادش الوطني المعارض بالوقوف وراء التظاهرات، في حين تشهد البلاد مسيرات عنيفة مناهضة للحكومة للمطالبة باستقالة الشيخة حسينة قبل الانتخابات المقررة في نهاية يناير المقبل.