تعد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، نموذجاً رائداً لا سيما في العمل المناخي والبيئي، ونشر حلول الطاقة المتجددة، بما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
الشارقة 24 – وام:
تشكل العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، نموذجاً رائداً لا سيما في العمل المناخي والبيئي، ونشر حلول الطاقة المتجددة، بما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
ويعد التعاون المناخي بين الإمارات والأردن، جزءاً مهماً من الجهود الدولية لمكافحة تداعيات التغير المناخي والمحافظة على البيئة، والذي يمتد لأكثر من 10 سنوات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة وتسريع الانتقال في قطاع الطاقة، بما يعكس التزام البلدين بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
ويتضمن العمل المناخي الإماراتي الأردني، مشاريع نوعية تسهم في تعزيز مسيرة تحول قطاع الطاقة وتحسين كفاءة استخدام الموارد البيئية، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تكنولوجيا الطاقة النظيفة، والذي من شأنه أن يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وغازات الاحتباس الحراري.
وفي إطار استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي "COP28" بنهاية نوفمبر المقبل، تسعى المملكة الأردنية الهاشمية، للتحضير للمشاركة في المؤتمر، وذلك من خلال مواصلة العمل على تنفيذ الالتزامات المناخية منذ انعقاد "COP27" حتى "COP28"، وكما تهدف المملكة لتسليط الضوء على اشراك الشباب في العمل المناخي.
وتدرك الأردن، جدية تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالعمل المناخي بهدف الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون وتقليل الانبعاثات لمواجهة التحديات المناخية وتأثيرها بالتحديد على قطاع المياه؛ وفي هذا السياق وقع البلدان إعلان نوايا في عام 2021 يهدف إلى تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتحلية المياه من خلال إيجاد حلول عملية لتداعيات تغير المناخ وتأثيراته على أمن الطاقة والمياه في المنطقة.
وتتشارك كل من الإمارات والأردن، الرؤى والتطلعات للتحول إلى الاقتصاد الأخضر والمستدام، وذلك من خلال تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة وتعزيز دور الطاقة المتجددة، وشهد البلدان تعاوناً وثيقاً في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة على مدار الأعوام السابقة، حيث ساهم صندوق أبوظبي للتنمية في تمويل مشاريع الطاقة النظيفة في الأردن بقيمة 1.4 مليار درهم في عام 2021، لتمويل مشروع ميناء الغاز البترولي المسال في مدينة العقبة ومجمع الشيخ زايد للطاقة الشمسية لتوليد 105 ميغاواط، والذي يسهم في تزويد أكثر من 50 ألف منزل بالطاقة.
ودشنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، مشروع محطة الطفيلة لطاقة الرياح في الأردن في عام 2015، أول مشروع تجاري لطاقة الرياح على مستوى الشرق الأوسط، وأسهمت المحطة التي تبلغ قدرتها 117 ميجاواط في زيادة القدرة الإجمالية للطاقة في البلاد بنسبة 3 %، وتوفير الكهرباء لأكثر من 83 ألف منزل، وتحد 235 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم، العام الماضي، بين مصدر ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 2 جيجاواط، ويعكس هذا التعاون التزام البلدين المشترك بترسيخ الاستدامة وتحقيق التقدم نحو الحياد المناخي.
والأردن من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة على مستوى المنطقة، حيث ينتج 29 % من الكهرباء عبر مصادر متجددة، ويستهدف زيادة هذه النسبة إلى 50 % بحلول عام 2030، ويتطلع لأن يصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج الطاقة الخضراء.