سكان غرب أفغانستان يفرّون بعد سقوط قتيلين في زلزال جديد

الشارقة 24 – أ ف ب:

أعلنت مصادر مطلعة، أن زلزالاً بقوة 6.3 درجة أسفر عن مقتل شخصين، اليوم الأحد، في غرب أفغانستان، ما دفع السلطات لإخلاء السجون المتضررة، فيما فر سكان من المنطقة، حيث أودت هزّات بألف شخص على الأقل، خلال الأسبوع الماضي.

ومنذ السابع من أكتوبر الجاري، هزّت سلسلة زلازل قوية ولاية هرات، حيث سوّت بالأرض قرى بأكملها ودفنت عائلات وتركت آلاف المشرّدين مع اقتراب الشتاء.

وكان سكان مدينة هرات بدأوا بالعودة إلى منازلهم، عندما ضرب الزلزال الجديد حوالي الساعة الثامنة صباحاً (03:30 ت غ)، اليوم الأحد، بعدما قضوا أياماً نائمين في العراء، خوفاً من الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال الأسبوع الماضي.

وأعلنت منظمة دولية، سقوط قتيلين و154 إصابة في مستشفى هرات الإقليمي، حيث يتم نقل الضحايا وعلاجهم في مواقع أقيمت خارج المنشأة.

وحدد مركز الزلزال على بعد 33 كيلومتراً عن مدينة هرات، وأعقبته هزّات ارتدادية بقوة 5.4 و4.2 و4.3 و4.4 درجة، بحسب المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.

وأعلن مسؤولون، أنه تم الإفراج عن أكثر من 528 سجيناً في ولايتي هرات وبادغيس، لأن السجون تواجه خطر الانهيار، نتيجة الأضرار التي ألحقتها بها الزلازل.

وأوضحت إدارة السجون، أن من بين المفرج عنهم أشخاصا أنهوا معظم فترات محكومياتهم، وظهرت مؤشرات إلى أنهم أُصلحوا.

وأكد أحد سكان هرات ويدعى حريص عريان، أنه أرسل عائلته جنوباً إلى ولاية فراه للهرب من الصدمة الناجمة عن الزلازل، وأضاف أن العديد من الأشخاص فروا إلى أقاربهم، أما أولئك الذين لا مكان لديهم للذهاب إليه، فيقضون لياليهم على الطرقات وفي الحدائق.

ويعيش آلاف السكان حالياً حول ركام المنازل، حيث قُتلت عائلات بأكملها خلال لحظات، وتركتهم الهزات الارتدادية، في حالة قلق وخوف دائمين، وفق منظمة الصحة العالمية.

وأفاد محمد نعيم (40 عاماً)، بأنه خسر 12 قريباً بينهم والدته، بعد زلازل الأسبوع الماضي، وتابع أنه لم يعد بإمكاننا العيش هنا.

وتشهد مناطق غرب ووسط أفغانستان، زلازل بشكل متكرر ناجمة بمعظمها عن تصادم الصفائح التكتونية الأوراسية والعربية.

ويشكّل توفير المأوى على نطاق واسع، تحدياً لسلطات طالبان الأفغانية التي تولت الحكم في أغسطس 2021، وتربطها علاقات متوترة مع منظمات الإغاثة الدولية.

وأشار وزير الصحة العامة قلندار عباد، إلى أن بإمكان المتضررين العيش هناك في الخيام لمدة شهر، لكن البقاء أكثر من ذلك سيكون صعباً للغاية على الأرجح.

وتشيّد معظم المنازل في مناطق أفغانستان الريفية من الطين، وتبنى حول أعمدة دعم خشبية، في غياب شبه تام لاستخدام دعائم من الفولاذ أو الخرسانة.

وتعيش عائلات ممتدة على أجيال تحت سقف واحد عادة، ما يعني أن أي زلازل كبيرة يمكنها القضاء على مجتمعات برمتها.

وتعاني أفغانستان، أزمة إنسانية حادة، مع توقف المساعدات الخارجية على نطاق واسع، بعد عودة حكومة طالبان إلى السلطة عام 2021.