استقبلت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الرئيسة الفخرية لرابطة أديبات الإمارات، بقصر البديع العامر، عضوات رابطة أديبات الإمارات وذلك بعد ختام ناجح لفعاليات الدورة الثامنة من ملتقى أديبات الإمارات.
الشارقة 24:
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الرئيسة الفخرية لرابطة أديبات الإمارات، أن للأدباء والأديبات في دولة الإمارات العربية المتحدة دورٌ مجتمعيٌ محوريٌ يتعدى حدود المشهد الثقافي، فالأدب يوثق حياة الشعوب ويؤرخ حكايا الأمم، ويصدّر الثقافة المحلية للعالم. تلك هي مساعي الشارقة بأن تدعم ملتقيات الأدباء التي تمثل عمق الفكر وروح الإبداع، لتعزز بصمتهم المميزة على المستويات المحلية والإقليمية، والدولية كذلك. فعلى رواد الأدب والثقافة أن يكونوا في مقدمة الجهود التي تثري اللغة العربية وتعززها لدى المجتمع، وتوجيه الضوء على القضايا الاجتماعية التي تعكس الحياة في النسيج المجتمعي المحلي عبر سطور كتاباتهم.
جاء ذلك خلال استقبال سموها بقصر البديع العامر، عضوات رابطة أديبات الإمارات بحضور سعادة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، وذلك بعد ختام ناجح لفعاليات الدورة الثامنة من ملتقى أديبات الإمارات، الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بمشاركة أكثر من عشرين أديبة وشاعرة من جميع إمارات الدولة.
وخلال حديثها مع الأديبات والشاعرات، قالت سموها: "يسرني أن أرى اليوم هذه الكوكبة الرائعة من السيدات المثقفات ذوات العقول المبدعة في رابطةٍ وضعنا بذرتها قبل أكثر من 30 عاماً ونجني قطافها مع كل ملتقى، فأديباتنا رموزٌ ثقافية وأدبية في المجتمع، وأعمالهن جزءٌ من التراث الثقافي الذي يحظى بدعم سخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الإمارة بيتٌ للثقافة والمثقفين، وأصبح الأدب والإبداع الفكري جزءاً من هوية الشارقة الأصيلة، يراها الكل بارزةً في مبانيها المؤصلة في أرجاء الشارقة، لتحتضن بيوت الخط العربي وأروقة الفنون الإبداعية والأدائية ومجامع اللغة العربية والقرآن الكريم، فاهتمام الشارقة بتأصيل تلك المعالم واستدامتها مع تتابع الأجيال جهودٌ تشهد انبهار زائريها، وهذا ما نريد تعزيزه في المنتديات والملتقيات الثقافية في جميع إمارات الدولة التي من ضمنها جهود فريق المكتب الثقافي والإعلامي في دعم رؤية قيادة الإمارة في المجال الأدبي بإقامة ملتقى أديبات الإمارات، ليستمر الإبداع الذي أساسه الهوية الوطنية".
وتابعت سموها الحديث قائلة: "إني أشيد بأديباتنا الإماراتيات وبالرسالة التي تحملنها إلى المجتمع في إبداعاتهن النثرية والشعرية، فالثقافة حاجةٌ أساسية لابد من تعزيزها عند جميع أفراد المجتمع التي بها نحافظ على لغتنا العربية السليمة ونعتز بهويتنا العربية والإسلامية، تلك مسؤوليةٌ يحملها كل أديب على عاتقه، وليؤدي كل منهم هذه الأمانة يجب ألا يكف عن تطوير ذاته واكتساب المعارف التي تفيده ليرتقي بإبداعاته وتعينه على نشر حب اللغة العربية والاعتزاز بها بين شبابنا وبناتنا في كل مقر ومحفل، وستقف إمارة الشارقة كعهدها لتدعم الأدباء والأديبات ولن تتأخر عن دعم مسيرة تعزيز ونشر الثقافة في الدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي، فالشارقة سعت لتفتح بيوت الشعر في عدد من دول أفريقيا المسلمة حتى تظل مكانة اللغة العربية محفوظة لديها حتى نتج عن هذه البيوت أفراد بمهارات لغوية فذه من قراء وشعراء وكتاب، وبذلك أثبتنا أننا يمكننا أن بني ونعمر ونصل إلى العالم دون التخلي عن هويتنا العربية والإسلامية، وهو نهج سنستمر بالمضي به قُدُماً".
رابطة أديبات الإمارات ... ملتقيات تقارب الرؤى والأفكار:
شهد العام 1990 تأسيس رابطة أديبات الامارات في نادي المنتزه، بعدما تكاتفت جهود نخبة من الكاتبات والأديبات الاماراتيات، وكان في مقدمتهن شيخة الناخي وصالحة غابش وأسماء الزرعوني وفتاة دبي وكلثم عبدالله، حيث تمكنت هذه المجموعة المتقدمة من بلورة أهداف تجمعهن في هذه الرابطة، والتي من أهمها، توفير المناخ المناسب للمواهب من أصحاب التجارب الأدبية النسوية، في إظهار نتاجهن الشعري والقصصي والروائي، في مجتمع يمتلك خصوصية، مع إعطاء الكاتبة المرأة الفرصة للإلتقاء بالأدباء والنقاد، بهدف تسليط الضوء على تجاربهن الإبداعية، ودعم الساحة الأدبية المحلية بأسماء نسائية تشارك في ترسيخ مفهوم الهوية الثقافية والتي تتسم بملامح مجتمع الامارات العربي المسلم، الى جانب الإسهام في تنظيم الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية على المستوى المحلي والخليجي والعربي، والسعي نحو التنسيق والتعاون مع المؤسسات الثقافية المعنية لدعم المسيرة الثقافية، مع التخطيط لنشر إبداعات المرأة الاماراتية عبر توفير الدعم المادي والإداري والفني والمعنوي.
ومن خلال رؤية سموها وايمانها بأهمية القلم الأدبي في ايصال ثقافة المجتمع وحضارته المعبرة عن حقيقة وجوده، أصبحت الرابطة واحدة من المنظومات التي توظف كل إمكاناتها لتقديم الخدمات والاهتمام لأكبر قطاع ممكن في مجتمع الامارات، خصوصاً بعد بروز دور الرابطة ونجاحها في الأخذ بيد الأقلام النسائية المبدعة، في الوقت الذي كانت فيه المرأة تتلمس طريقها في مجال الكتابة الأدبية، وهو ما اسهم في أن تأخذ مكانتها على الساحة المحلية والعربية، وبعدما نجحت في جذب وانضمام الشاعرات والكاتبات الاماراتيات تحت لوائها، ما أتاح لهن تشكيل انطلاقة قوية هيأت للكاتبة المرأة، السبيل للتواجد خارج محيط الرابطة والاشتراك بفاعلية في البرامج الثقافية والأدبية داخل الدولة وخارجها. وتقيم الرابطة ملتقيات عدة منها ملتقى المبدعات الناشئات الذي يهدف إلى تشجيع المبدعات المبتدئات على الاستمرارية في الكتابة الإبداعية وتمكينهن من التواصل مع الرابطة والاطلاع على التجارب الجديدة في كتابة القصة القصيرة، واستيعاب أدوات الكتابة وآفاق الإبداع الرحب، بحيث تحتضن الرابطة هذه المواهب من خلال توفير الأرضية الخصبة لاثراء عطائهن وتنوير دربهن، خصوصاً أنه يتبنى المبدعات الناشئات الفائزات في مسابقة القصة القصيرة التي تتبناها الرابطة، الى جانب الورش الفنية في الاجناس الأدبية مثل الشعر والقصة والرواية والكتابة المسرحية والدرامية، حيث تلم الناشئات بفنيات القص وعلم العروض والعناصر الفنية ما يصقل ما لديهن من موهبة، وبالتالي يتمكن من ابراز نتاجهن الأدبي بمعرفة علمية وفنية ترفع من مستوى موهبتهن.