تعلّق مدينة أريحا الفلسطينية القديمة الواقعة على تلّ وسط الضفة الغربية المحتلة، آمالاً على تحريك القطاع السياحي فيها منذ إدراج موقع فيها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في سبتمبر الماضي، وكشف الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، أن عدد نزلاء الفنادق في منطقة اريحا بلغ 32535 في النصف الأول من هذا العام.
الشارقة 24 – أ ف ب:
تحت أشعة شمس حارقة، كان بضع عشرات من الزوّار يتجوّلون في موقع تل السلطان في أريحا القديمة بفلسطين، حيث اكتشف علماء الآثار أدلة على حياة يعود تاريخها إلى قرابة عشرة آلاف عام.
قد لا يتنبّه المارة خارج المدينة لهذا الموقع الواقع على أطراف مدينة أريحا، لكن يمكن لزائره أن يشاهد آثاراً تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، "بين القرنين التاسع والثامن قبل المسيح"، وفق ما ذكرت اليونسكو لدى اختيار الموقع.
واحتفل السكان في أريحا بإطلاق الألعاب النارية، متأملين بأن مثل هذا الاعتراف يمكن أن ينعكس إيجاباً على حياتهم.
ويقول رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر: "للمرة الأولى، شعرت أن هناك عدالة في العالم".
ويضيف من مقرّ البلدية التي عُلّقت على جدرانها لوحات تراثية للمدينة، "نأمل أن يكون لهذا تأثير إيجابي على عدد السياح".
وتفتخر أريحا بكثرة مواقعها الأثرية، وبينها فسيفساء ضخمة تغطّي قصر هشام ويأمل المسؤولون الفلسطينيون أن تكون التالية التي تحصل على التسجيل على لائحة اليونسكو.
ويتلاصق في المنطقة دير قرنطل بجبل التجربة، ولكن على الرغم من هذه الكنوز الثقافية، لا يزال عدد زوار أريحا حالياً منخفضاً نسبياً.
في النصف الأول من هذا العام، بلغ عدد نزلاء الفنادق في منطقة اريحا 32535، وفقاً للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.
بينما زار 221377 سائحاً مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وتقول سائحة صينية خارج تل السلطان إنها لم تكن لديها أي فكرة عن الموقع القديم، وتضيف أنها زارت المطعم المجاور فقط كجزء من جولة بالحافلة.
وتشير مادي أوتو، وهي طالبة أميركية "22 عاماً" تقوم بجولة تعليمية، إلى أن الموقع يحتاج إلى دعاية أكبر ومزيد من المعلومات لجعله في متناول الجميع.
وتقول بينما يقلّ تلفريك زواراً إلى جبل"التجربة" أو قرنطل "عليك أن تأتي إلى هنا بصحبة مرشد، لتتعلّم أموراً".
ويدرك محمد منصور المسؤول عن تطوير المواقع الأثرية في أريحا، نقاط الضعف التي تواجه السياحة في موقع أريحا القديمة، لكنه يستدرك ويقول: "سنبني متحفاً جديداً بمدخل جديد وممشى للزوار، وأيضاً لحماية الموقع، وسنضع بعض الملاجئ في بعض المناطق؛ بفضل تمويل إيطالي.
ويتحدث عن طبقات الحضارة الـ 29 الموجودة في تل السلطان، حيث كان الناس منذ آلاف السنين قادرين على بناء درجات أعلى البرج، وخلق حياة مجتمعية ونظام لمعتقداتهم.
ويقول إن زوّار أريحا يأتون من كافة أنحاء العالم، على اختلاف جنسياتهم وأديانهم، واصفاً إياهم بـ "بالرائعين".